اتهمت روسيا، الغرب والناتو، بالتحضير لحرب عالمية جديدة، قالت إنها ستكون "نووية بلا شك"، لافتة إلى أن عمليتها العسكرية في أوكرانيا ستستمر.

جاء ذلك في حديث لوزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف"، الخميس، مع وسائل إعلام محلية ودولية، قال فيها: "لن نسمح بمحاولات واشنطن وحلف الناتو لتشكيل تهديد للأمن الروسي".

وأضاف: "هناك محاولات لتحويل أوكرانيا إلى روسيا مضادة"، مؤكدًا أن "الغرب يستخدم أوكرانيا لتقويض مصالح روسيا".

واتهم الغرب بالتحضير للحرب حالياً، وجدد التأكيد بأن أي حرب عالمية ثالثة ستكون نووية بلا شك، وقال: "ألفت الانتباه إلى حقيقة أن تلك الفكرة هي في أذهان السياسيين الغربيين، وليس في أذهان الروس".

وتابع "لافروف"، أن بلاده لن تقبل بتوجيه هجمات مباشرة إليها انطلاقاً من الأراضي الأوكرانية.

وأكد أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) لا يمكنه نشر أسلحة نووية دون موافقة الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن الرئيس الأوكراني "فلوديمير زيلينيسكي"، خالف التزام بلاده بعدم امتلاك سلاح نووي، قبل أن يتهمه برئاسة "مجتمع تزدهر فيه النازية".

وقال إن لكل بلد الحرية في اختيار تحالفاته، لكن "لا يمكن أن يكون ذلك على حساب بلد آخر". مؤكداً أن بلاده لا تشعر بأي عزلة دولية.

وتابع أن موسكو مقتنعة بأنها على صواب في مواجهتها مع الغرب.

واتهم "لافروف"، حلف شمال الأطلسي "ناتو"، بالسعي للحفاظ على تفوقه، قائلا إنه رغم نوايا روسيا الطيبة، فإنها لا تستطيع أن تدع أي طرف يقوض مصالحها.

وانتقد وزير الخارجية الروسي، قيام الدول الغربية بتجميد الأصوال الروسية في الخارج، ووصف هذا الإجراء بأنه "سرقة"، وقال إنهم "يبصقون على كل المبادئ التي رسخوها على الساحة الدولية .. هذه سرقة".

وتابع: "الأمريكيون قاموا بغزو العراق البعيد عنهم، بحجة تهديد أمنهم القومي، والآن ينكرون على روسيا تدخلها في أوكرانيا القريبة منها".

وجدد وزير الخارجية الروسى التأكيد أن العملية الروسية في دونباس ستستمر حتى النهاية، وقال: "لن نخضع للإملاءات"، مشددا على أن موسكو لن تسمح لأوكرانيا بالاحتفاظ ببنية تحتية عسكرية تهدد أمن روسيا.

واعتبر أن العالم لا يمكن أن يعيش الاستقرار بسبب التصرفات الغربية، مرحبا بجهود الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" للوساطة، معلقا: "سبق أن أبلغه الرئيس (الروسي فيلاديمير) بوتين بشروط انتهاء الأزمة".

وتوقع "لافروف"، أن يتم التوصل لحل بشأن الوضع في أوكرانيا، وقال: "بالطبع، يمكن التوصل لحل".

ورغم الأنباء عن خلافات في الترتيب لجولة مقررة اليوم من المفاوضات مع أوكرانيا، قال الوزير الروسي: "لابد أنهم يتلقون تعليمات من واشنطن، لا أشك في هذا، فهذه دولة تعتمد على الآخرين بالكامل.. ومع ذلك، من المقرر عقد محادثات".

وفيما يتعلق بالمستقبل السياسي الذي تريده روسيا لأوكرانيا، قال "لافروف"، إن هذا أمر يحدده الشعب الأوكراني نفسه، نافيا سعي روسيا لوضع رئيس محدد في أوكرانيا.

وحول خسائر بلاده في الحرب، قال وزير الخارجية للروسي: "تحزننا كثيرا خسائر القوات الروسية، ونعزي أهالي العسكريين الذين سقطوا".

وأضاف: "هناك ضحايا مع أي عملية عسكرية".

وتأتي تصريحات الوزير الروسي مع دخول العملية العسكرية التي بدأتها موسكو ضد كييف أسبوعها الثاني، وسط تحشيد أمريكي وغربي غير مسبوق ضد روسيا.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، مقتل 498 وإصابة 1597 من العسكريين الروس أثناء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، لافتة إلى أن الخسائر في صفوف الجيش الأوكراني تتجاوز 2870 قتيلا وحوالي 3700 جريح، إضافة إلى أسر 572 عسكريا أوكرانيا.

فيما قال الرئيس الأوكراني، إن نحو 9 آلاف جندي روسي قتلوا منذ بدء الحرب في بلاده.

فيما أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية، أن الجيش دمر 29 طائرة روسية و29 مروحية و198 دبابة و846 عربة قتال مصفحة و77 نظاما مدفعيا و305 مركبات.

من جانبه، أكد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إحصاء 227 قتيلا في صفوف المدنيين وإصابة 525 آخرين في أوكرانيا خلال الصراع.

وبشأن أعداد النازحين واللاجئين، فقد أكدت الأمم المتحدة أن أكثر من مليون شخص فروا من أوكرانيا منذ بداية العملية الروسية على البلاد.