اقترب سعر خام برنت من 120 دولارا، بينما تجاوز سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي، الخميس، 115 دولارا للبرميل، في رقم قياسي منذ 2008 مدفوعا بالغزو الروسي لأوكرانيا.
ومع دخول الحرب على أوكرانيا أسبوعها الثاني، ارتفع سعر خام غرب تكساس بنسبة 4.18% إلى 115.26 دولار للبرميل الواحد بعد أن وصل إلى ذروة بلغت 116.57 دولار.
وارتفع برنت النفط المرجعي في أوروبا بنسبة 4.19% إلى 117.78 دولار بعدما قارب 119.84 دولار.
وقال تحالف "أوبك+"، في بيان، إن السبب الحالي لارتفاع أسعار النفط الخام يعود إلى أمور جيوسياسية، لا أسباب مرتبطة بخلل فني في سوق الإمدادات.
ووفق وكالة "بلومبرج"، فإنه الإدارة الأمريكية يجب أن تلجأ لاستخدام احتياطي النفط الاستراتيجي، معتبرة أن الوضع الراهن هو حالة الطوارئ التي يجب اللجوء إلى الاحتياطي الاستراتيجي لمواجهتها.
وأظهر أحدث استطلاعات الرأي العام أن حوالي ثلاثة أرباع الأمريكيين غير راضين عن أسعار الطاقة الحالية، التي بلغت أعلى مستوياتها منذ 20 عاما.
وتعتبر أسعار البنزين الهاجس الأكبر للشعب الأمريكي، بعد أن وصل متوسط سعر جالون البنزين في الولايات المتحدة إلى 3.62 دولار، مقابل 2.72 دولار للجالون خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
وهناك مخاوف من أن تزداد الأمور سوءا في الأسواق، حال طول أمد الغزو الروسي لأوكرانيا، و فرض المزيد من العقوبات على روسيا.
ويتكون الاحتياطي الاستراتيجي الأمريكي حاليا من حوالي 600 مليون برميل خام. ووفقا للقانون، يمكن للرئيس الأمريكي ضخ جزء من الاحتياطي في الأسواق لمنع حدوث اضطراب حاد في الإمدادات.
ويقول المحللان الاقتصاديان "تيموثي لافين" و"روميش راتينزار"، إن استخدام الاحتياطي يمكن أن يؤدي إلى تراجع قصير المدى في أسعار البنزين، وتهدئة التوتر في أسواق الطاقة العالمية، كما يمكن استخدامه لمواجهة أي محاولة من جانب روسيا لاستغلال إنتاجها من النفط كسلاح في الصراع الحالي.
ويمكن للإدارة الأمريكية القيام بخطوتين أخريين للمساعدة في تهدئة أسواق النفط، الأولى، زيادة الإنتاج الأمريكي من الخام لكبح جماح الأسعار، ومواصلة الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة.
وتختتم "بلومبرج" تحليها بالقول: "لا أحد يعرف كيف ستنتهي المغامرة الروسية غير المحسوبة، ولا متى سيتراجع معدل التضخم، ولا كيف ستكون حالة أسواق الطاقة خلال الشهور المقبلة. لكل هذه الأسباب يجب اتخاذ خطوات استباقية للمحافظة على استقرار السوق، مع ضرورة ضخ استثمارات مدروسة على المدى الطويل".
وتقدر صادرات روسيا من النفط بنحو 4 إلى 5 ملايين برميل يومياً بالإضافة إلى 2 إلى 3 ملايين برميل أخرى من المنتجات المكررة.
وتعارض منظمة "أوبك+"، التي تضم روسيا، الضغوط الأمريكية لزيادة إنتاجها النفطي للجم الأسعار، في محاولة لتعويض خسائر أعضائها بسبب جائحة "كورونا".