امتدح ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، أمير قطر الشيخ "تميم بن حمد" ووصفه بأنه شخصية مذهلة، معتبرا أن الأزمة الخليجية كانت بمثابة خلاف بين أشقاء، وأن العلاقة بين الجانبين الآن هي الأفضل في التاريخ.

جاء ذلك في مقابلة صحفية مطولة ونادرة أجراها ولي العهد السعودي مع مجلة "ذي أتلانتيك" الأمريكية.

وسلطت المجلة الضوء على عدم وجود معارضة علنية لولي العهد السعودي، وعدم سماح الحكومة للمواطنين بتبني أي مواقف مستقلة مستشهدة بالأزمة الخليجية.

وتعليقا على ذلك، قال "بن سلمان" إنه يلمس هذا الأمر، معقبا "نحن بحاجة إلي معارضة لكن شريطة أن تكون موضوعية وليس لديها أي أجندة أيدولوجية". 

وأشارت المجلة إلى أن ولي العهد السعودي أمر فى سبتمبر/أيلول 2017 بمقاطعة قطر، متهما إياها بدعم حكومة إيران، والإخوان المسلمين، والقاعدة، والمنظمات الإسلامية الأخرى في المنطقة.

في أعقاب هذا القرار، تحولت قطر فجأة بشكل رسمي من دولة صديقة إلى دولة شريرة، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل إن السعوديين الذين تحدثوا بشكل مستقل ببعض الكلمات والمشاعر الطيبة تجاه قطر زج بهم فى السجون. 

وعقبت المجلة أن هذه المشاعر، على ما يبدو ، لم تعتبرها الحكومة السعودية وحاكمها الفعلي "بن سلمان" موضوعية أو غير أيديولوجية.

وفي تعقيبه، قال ولي العهد السعودي إن قطر يمكن مقارنتها في ذلك الحين بألمانيا النازية، متسائلا: "ماذا تعتقد إذا حاول شخص ما مدح هتلر أو الدفاع عنه خلال الحرب العالمية الثانية؟".

وتابع متسائلا "كيف ستقبل أمريكا ذلك؟". بالطبع سيكون رد فعل السعوديين (حكومة وشعبا) قوياً على المتعاطفين مع النازيين في وسطهم.

وذكرت المجلة أنه بعد ثلاث سنوات من اندلاع الأزمة الخليجية في 2017 (بين قطر من جهة والسعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة أخرى)، نشرت الحكومة السعودية صورة لـ"بن سلمان" و(هتلر) - أي أمير قطر - يرتديان شورتًا قصيرًا ويبتسمان في قصر "بن سلمان" على البحر الأحمر.

وقال "بن سلمان": "الشيخ تميم شخص رائع، كان النزاع بمثابة خلاف بين الإخوة، العلاقة الآن أفضل من أي وقت مضى في التاريخ".

وبالرغم من عودة العلاقات مع قطر إلى طبيعتها، إلا أن من قالوا بحقها كلمة طيبة لا يزالون يقبعون فى السجون، وفى مقدمتهم الشيخ "سلمان العودة" الذي اعتُقل بعد أن كتب تغريدة خلال الأزمة دعا فيها للتآلف مع الدوحة.

وتقول السلطات السعودية إن "العودة" إرهابي وعضو في جماعة الإخوان المسلمين التي كانت قطر تدعمها.

بينما يقول المدافعون عن "العودة" إنه يعاقب لجرأته على التحدث بصوت أخلاقي مستقل عن النظام الملكي، وهو يواجه الآن احتمال المعاقبة بالإعدام نتيجة لذلك.