زعيم «ثورة 14 فبراير» في البحرين يحاكم في بريطانيا بتهمة الإرهاب

الأربعاء 9 ديسمبر 2015 12:12 ص

تواصل محكمة بريطانية، للأسبوع الثاني على التوالي، النظر في الأدلة الجنائية المتهم فيها ناشط بحريني بالإرهاب، وسبق وأن نزعت جنسيته.

ولم يشفع عمل «عبد الرؤوف الشايب» في المجال الحقوقي منذ عقود بحسب ما يدعي، وحصوله على اللجوء السياسي إلى بريطانيا، وجواز السفر البريطاني، من اتهامه بالإرهاب، بعد الأدلة التي عثر عليها في منزله وفي ذاكرة إلكترونية صادرتها شرطة اسكوتلنديارد بمطار غاتويك خلال عودته من العراق.

وبحسب صحيفة «الشرق الأوسط»، فإن محكمة سنابروك بشرق لندن واصلت أمس النظر في الأدلة الجنائية الموجهة ضد «الشايب»، 51 عاما، الذي أعلن أنه زعيم «ثورة 14 فبراير/شباط» في البحرين، والمتحدث باسمها في الغرب في المحكمة، ودعا إلى إسقاط النظام الملكي بالبحرين سابقا، التي نزعت جنسيته ثم حصل على اللجوء السياسي في بريطانيا وبعدها منح جواز سفر بريطانيا في 2007.

وبينما يواجه «الشايب» حكما قد يصل إلى السجن 15 عاما طبقا لقانون مكافحة الإرهاب البريطاني، كشفت هيئة المحكمة أمام هيئة المحلفين عن صور لـ«الشايب» يرتدي زيا عسكريا، وأظهرت صور أخرى مدفعا رشاشا بجانبه، وصورا لصواريخ وزوايا إطلاق، وأخرى لبندقية قناصة، ووثائق تتعلق بعمليات وتدريب على التخفي والتسلل في مدينة النجف بالعراق، التي أكد «الشايب» أمام المحكمة أنه زارها عدة مرات ما بين 2012 و2013 و«كتيبات جهادية» للتدريب والتجنيد على أعمال إرهابية.

وأفاد خبراء عسكريون مستقلون حضروا أمام المحكمة بطلب خاص من الادعاء بأن هذه الوثائق تخص ميليشيات عسكرية.

وضمن الأدلة أيضا صورة له مع «جيريمي كوربن» قبل توليه زعامة حزب العمال البريطاني، وعند سؤاله قال «الشايب»: «لقد التقيته عدة مرات داخل وخارج البرلمان، ونعرف بعضنا بعضا».

وداهمت الشرطة البريطانية منزل «الشايب» شمال غرب لندن أبريل/نيسان 2014، وعثرت بحوزته على مستندات تتضمن تكتيكات تتعلق بالتجمع واستخدام مجموعة متنوعة من الأسلحة.

كما عثرت على ملاحظات مدونة حول مجموعة متنوعة من الأسلحة وكيفية تجميعها وتركيبها واستخدامها، بجانب بطاقة ذاكرة إلكترونية تحمل ورقة «اختبار للتطرف»، حسبما سمعت المحكمة أمس.

«ماكس بنجامين هيل» ممثل الادعاء سأل «الشايب»، عن كيفية ادعائه أنه ناشط لحقوق الإنسان منذ الرابعة عشرة من العمر، وأدلة الإرهاب التي عثر عليها بحوزته من صور لبنادق وصواريخ وزوايا إطلاق وصور بملابس عسكرية.

واتهم ممثل الادعاء «الشايب» بالكذب البين أمام هيئة المحلفين، عقب قوله: «إنه لا يعرف كيف تسربت هذه الأدلة إلى شقته، رغم تأكيده في وقت سابق أنها تعود إليه».

وقال «هذا المتهم، مثلما استمعتم، متهم بجريمة حيازة معلومات من المحتمل أن تكون مفيدة لشخص يرتكب أو يستعد لارتكاب عمل إرهابي».

وأشار إلى أن المعلومات التي ضبطت بحوزة المتهم يمكن استغلالها في اقتراف أعمال إرهابية داخل المملكة المتحدة أو خارجها.

وأضاف أن: هذه القضية تتعلق بتخزين معلومات من المحتمل استخدامها فيما وراء الاستخدامات العسكرية المشروعة، بمعنى أن هناك خطرًا حقيقيًا لوقوعها في الأيدي الخطأ.

وقال: «نحن جانب الادعاء نرى أن المتهم لم تكن لديه أسباب مشروعة تبرر ارتداء مثل هذه الملابس - بالنظر إلى أنه لا يحمل رتبة عسكرية وليست لديه مهنة عسكرية».

واستطرد أن: «وجود هذه الصور الخاصة بالمتهم يعد دليلاً قويًا على أن بطاقة الذاكرة تخص المتهم بالفعل - وأنه كان مدركًا تمامًا لما تحويه».

وخلال الجلسة، جرى تقديم عرض باستخدام «باور بوينت» يحمل اسم «قناصة» يضم إرشادات تفصيلية بخصوص كيفية تجميع بندقية «دراغونوف» والطريقة المثلى للتصويب بها.

وقال «هيل»: «ما يرمي إليه العرض حسب رأينا، وهو تنفيذ عمليات مسلحة، ليس من قبل قوات مسلحة مشروعة، مثل قوات الجيش أو البحرية أو القوات الجوية لدولة ما، وإنما عمليات تسعى لحماية مجموعات من الأفراد أثناء تنفيذهم عمليات خاصة بهم».

وعاين المحلفون بعد ذلك مجموعة من الملفات التي احتوتها البطاقة وحملت أسماء مثل «شخصي» و«عسكري» و«قذائف هاون» و«صواريخ».

وحملت الكثير من الوثائق التي كتبت جميعها باللغة العربية، في مقدمتها عبارة «باسم القوي».

كما حملت البطاقة وثائق تضم ما يبدو أنه أسئلة مصاغة بأسلوب أوراق الامتحانات، يتعلق بعضها بالأسلحة، وتشير الوثائق لضرورة أن يسجل الطلاب «الرقم الجهادي» الخاص بهم بالصفحة الأولى.

وقال ممثل الادعاء «هيل»: «تبدو هذه الأسئلة وكأنها معدة لمتطرفين في إطار الملفات التي عايناها».

جدير بالذكر أن الشايب، الذي يعمل مترجمًا بمستشفى غريت أورموند ستريت، تعرض للتوقيف لدى وصوله مطار غاتويك قادمًا من بغداد في 31 ديسمبر/ كانون الأول 2013، حيث عثر بحوزته على بطاقة ذاكرة تحوي ذات المعلومات الواردة بملفات ملغاة.

وعن ذلك، قال «هيل»: «يعود الأمر لكم للتفكير في كيفية نجاحه في نقل ملفات تعرضت للإلغاء من قبل إلى بطاقة ذاكرة أخرى».

وأشار إلى أن «الشايب» ربما اعتمد على برنامج متخصص للحاسب الآلي مكنه من الاضطلاع بهذه المهمة.

أما ممثل الدفاع المحامي «كريم فؤاد» فقال أثناء دفاعه عنه: «إذا جرحتموه، سينزف حقوق الإنسان».

وأضاف أن موكله كان بمثابة «شوكة في خاصرة» الحكومة البحرينية على مدار ما بين الأعوام الـ35 والـ36 الماضية.

وأضاف: «ستسمعون كيف أنهم جرحوه وعذبوه»، وقال: «سأظهر أمامكم إذا لزم الأمر صورًا له في مسيرات حقوقية - وكذلك مؤتمرات مع جيريمي كوربن - وأخرى معنية بحقوق الإنسان».

واستطرد بقوله: «هذا ما يفعله، أما مسألة ما إذا كان قد نجح في ذلك فليست ذات أهمية حقيقية، وإنما يكفيه أنه حاول بجد».

ومن المتوقع أن تستغرق المحكمة أسبوعا آخر قبل النطق بالحكم على «الشايب».

  كلمات مفتاحية

البحرين ناشط بحريني بريطانيا الإرهاب

العفو الدولية تدعو للإفراج عن شقيق ناشط بحريني معارض

22 نوفمبر بدء محاكمة 14 متهما بـ«تشكيل جماعة إرهابية» في البحرين

المعارضة البحرينية تتهم السلطات باستخدام «إسقاط الجنسية» كعقوبة سياسية

"العدل" البحرينية ترفع دعوى قضائية لوقف نشاط جمعية الوفاق

غموض حول مصرع ناشط بحريني مطارد أمنيا

البحرين تعلن «حزب الله» و«14 فبراير» تنظيمين «إرهابيين»