دعا حزب الأمة القومي السوداني، الأحد، إلى إبقاء البلاد بعيدا عن الصراعات الدولية والإقليمية، وذلك على خلفية زيارة نائب رئيس مجلس السيادة، الفريق أول "محمد حمدان دقلو" (حميدتي)، إلى روسيا، مؤخرا.
وانتقد الحزب في بيان، زيارة "حميدتي" إلى روسيا "وما رشح عن تفاهمات حول تموضع روسي في مياه البحر الأحمر؛ مما يعرض مصالح البلاد للخطر، لا سيما وأن الحكومة لا تملك تفويضا لهكذا قضايا".
وشدد الحزب على ضرورة "إبعاد السودان عن صراعات المحاور الدولية والإقليمية، والتزام أجندة التحول الديمقراطي، وترك القضايا الاستراتجية لحكومات التفويض الشعبي".
واقترح "عقد مؤتمر قومي لمناقشة علاقات السودان الخارجية، لحسم التخبط الذي يحدث حاليا في السياسية الخارجية".
وأنهى "حميدتي"، الأربعاء الماضي، زيارة إلى روسيا امتدت لتسعة أيام، وسط تحذيرات للمعارضة من تدخلات روسية في شؤون البلاد الداخلية، خصوصا في ظل الدعم المستمر للسلطة ضد رغبات الشعب السوداني.
لكن "حميدتي" قال خلال مؤتمر صحفي بمطار الخرطوم، إن بلاده "ليس لديها مشكلة مع روسيا أو أي دولة أخرى فيما يتعلق بإقامة قاعدة بحرية على ساحلها على البحر الأحمر، بشرط ألّا تشكل أي تهديد للأمن القومي وأن يكون فيها مصلحة لبلاده".
وفي سياق متصل، وصل 20 ألف طن من القمح الروسي إلى ميناء بورتسودان الجنوبي؛ في إطار منحة مقدمة للبلاد من موسكو، وفق ما ذكرت وكالة السودان للأنباء، الأحد.
وتأتي منحة القمح الروسية في وقت يسعى فيه المجلس الحاكم في السودان إلى توثيق العلاقات مع موسكو تزامنا مع أزمة الحرب في أوكرانيا.
وخلال الزيارة التي أجراها "حميدتي"، أكد عدم ممانعة الخرطوم لإقامة قاعدة عسكرية روسية مطلة على البحر الأحمر، داخل الأراضي السودانية؛ ما أثار غضبا في مصر، التي يرى مسؤولوها أن هكذا قواعد تمثلا خطرا على أمن البلاد القومي، وفقا لما أورده موقع "العربي الجديد".
كما أثارت تصريحات "حميدتي"، إبان الزيارة، التي بدت وكأنها داعمة للحرب في أوكرانيا، انتقادا غربيا واسعا.
ويأتي ذلك في وقت تبدو فيه روسيا شبه معزولة عن العالم، وسط عقوبات هائلة فرضها عليها خصوصا الغرب، إثر قيام موسكو بهجوم على أوكرانيا مستمر منذ 11 يوما.
