في بادرة احتجاجية غير معتادة بين الحليفين، سلَّم مكتب الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" خطاب احتجاج رسمي إلى نائب رئيس مجلس السيادة السوداني "محمد حمدان دقلو"، المعروف بـ"حميدتي"، وذلك لما ينتاب النظام المصري من قلق حول التقارب الروسي السوداني، وخطط إنشاء قاعدة لموسكو على البحر الأحمر.

وصرح "حميدتي" فور وصوله إلى الخرطوم بعد زيارة إلى موسكو مطلع مارس/آذار الجاري، استغرقت أسبوعاً، أن السودان "لا يعارض إنشاء قاعدة روسية بشرط ألا يهدد ذلك الأمن القومي للبلاد"، الأمر الذي أثار استياء "السيسي". 

وبحسب موقع، "Africa Intelligence" الفرنسي، لم يتقبل رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية "عباس كامل" المؤتمر الصحفي الذي عقده "حميدتي" بعد هبوطه في مطار الخرطوم بلطف.

وفي رسالتها الرسمية، استدعت مصر معارضتها الشديدة لمشروعٍ سابق لإقامة قاعدة تركية في بورتسودان بعهد الرئيس السابق "عمر البشير"، وأوضحت مخاوفها من أن تكون محاصرةً بقواعد روسية محتملة، إذ أن موسكو لديها بالفعل قاعدةٌ شبه دائمة في شرق ليبيا بالقرب من الحدود المصرية. 

وكان "حميدتي"، في رحلة عودته إلى السودان من موسكو، قد توقَّف لبضع ساعات في مطار القاهرة للتشاور مع "عباس كامل" وتقديم تقرير عن مناقشاته مع أمين مجلس الأمن القومي الروسي "نيكولاي باتروشيف"، ونائب رئيس الوزراء "أليكسندر نوفاك". 

وفي محادثته مع "كامل"، ركَّز "حميدتي" عمداً على القضايا الاقتصادية التي نوقِشَت مع روسيا، بما في ذلك صادرات الذهب السوداني إلى موسكو، تاركاً المسألة الأقل توافقاً بكثير، والمتمثِّلة في استئناف المناقشات بشأن قاعدة روسية على البحر الأحمر، وهي منطقةٌ تعتبرها مصر حكراً عليها. 

ويريد "حميدتي"، الذي يمثِّل نقطة الاتصال الرئيسية لموسكو في الخرطوم، الاقتراب من روسيا، ولديه مصلحة في زيادة صادرات الذهب السودانية إليها. 

من جانبها، تحتاج موسكو إلى تجديد مخزوناتها من الذهب في أقرب وقت ممكن، نظراً إلى أن تأثير العقوبات الأوروبية والأمريكية عَزَلَ روسيا تدريجياً عن النظام المالي الدولي، وتجد الدولة نفسها تفتقر إلى العملة، فسوف تحصل قريباً على الذهب فقط للتجارة مع جيرانها. 

وتسارع روسيا الخطى لإنشاء قاعدتها العسكرية على ساحل البحر الأحمر، بالقرب من مدينة بورتسودان شرقي السودان، حيث كشفت مصادر عسكرية في مايو/أيار 2021 لـ"عربي بوست"، تفاصيل خطة روسيا لإنشاء المركز اللوجيستي ببورتسودان لاستيعاب 300 جندي وموظف واحتضان 4 سفن عسكرية، بينها حاملة أجهزة طاقة نووية.

وترجع فكرة المركز اللوجيستي الروسي إلى عام 2017، إذ وقع السودان وروسيا، خلال زيارة "البشير" لموسكو، عدة اتفاقيات للتعاون العسكري، تتعلق بالتدريب، وتبادل الخبرات، ودخول السفن الحربية لموانئ البلدين.

وستستخدم القاعدة في عمليات الإصلاح وإعادة الإمداد والتموين وكمكان يمكن أن يرتاح فيه أفراد البحرية الروسية.