فريدمان: لماذا تعتبر الصين الوحيدة القادرة على وقف حرب أوكرانيا؟

الاثنين 7 مارس 2022 07:00 م

اعتبر الكاتب الأمريكي المخضرم "توماس فريدمان" أن الجهة الوحيدة القادرة على إيقاف الحرب الروسية في أوكرانيا "فورا" ليست الولايات المتحدة، وإنما الصين.

وقال "فريدمان" في مقاله بصحيفة "نيويورك تايمز" إن الصين إذا انضمت، بدلاً من البقاء على الحياد، إلى المقاطعة الاقتصادية لروسيا أو حتى لو أدانت بشدة هجوم روسيا غير المبرر على أوكرانيا وطالبتها بالانسحاب، "فإن من شأن ذلك أن يهز كيان الرئيس فلاديمير بوتين بما يكفي لوقف هذه الحرب الشرسة، أو على الأقل سيجعل ذلك يتوقف مؤقتًا، إذ لا يوجد لديه حليف مهم آخر في العالم الآن غير الهند".

ولفت إلى أن 3 "أسلحة" تم نشرها في هذه الحرب، وأن الصين إذا لم تساعد في إيقاف روسيا الآن، فإن هذه الأسلحة إما ستدفع "بوتين" في النهاية إلى الخضوع؛ مما يعني أنه قد يتم استخدامها ضد الصين يومًا ما إذا استولت على تايوان، وإما تلحق الضرر بموسكو بشدة لدرجة أن الآثار الاقتصادية ستكتسح كل شيء في روسيا، وقد تدفع هذه الأسلحة الرئيس الروسي إلى فعل ما لا يمكن تصوره بأسلحته النووية، مما قد يزعزع الاستقرار، بل يدمر الأسس العالمية التي يرتكز عليها مستقبل بكين.

وأهم سلاح في هذه الحرب، وفقا للكاتب، هو استخدام المكافئ الاقتصادي للقنبلة النووية، التي يتم نشرها في الوقت نفسه من قبل قوة عظمى ومن قبل أشخاص لهم قدرات خارقة.

وأوضح أن الولايات المتحدة فرضت، جنبًا إلى جنب مع الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، عقوبات على روسيا من شأنها أن تشل اقتصادها، وتهدد الشركات الروسية بشدة، وتحطم مدخرات ملايين الروس بسرعة ونطاق غير مسبوقين يجعل الشخص يستحضر مفعول الانفجار النووي.

محو روسيا

وأضاف أن "بوتين" اكتشف ذلك الآن، وقال صراحة، السبت الماضي، إن هذه العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي هي "أشبه بإعلان حرب"، وهو ما علق "فريدمان" عليه بالقول: "فلاديمير (بوتين) لم تتحمل نصف العبء بعد".

أما الابتكار الثاني، فقال عنه "فريدمان": "نظرًا لكون العالم أصبح الآن كله مرتبطا عبر وسائل التواصل الحديثة بشكل وثيق، فإن ذلك أعطى للأفراد والشركات ومجموعات الناشطين الاجتماعيين القدرة على تكثيف عقوباتهم ومقاطعاتهم، دون أي أوامر حكومية، مما يضخم العزلة والاختناق الاقتصادي لروسيا بما يتجاوز ما قد تفعله الدول القومية، فهذه الجهات الفاعلة الجديدة -وهي نوع من حركة المقاومة والتضامن العالمية المؤيدة لأوكرانيا- تعزل بشكل جماعي بوتين وروسيا، ونادرًا ما يكون هناك بلد بهذه الضخامة والقوة يتم محوه سياسيًا وإصابته بالشلل الاقتصادي بهذه السرعة.

أما السلاح الثالث، حسب "فريدمان"، فهو جديد وقديم، وهو روحاني وعاطفي، إذ جعلت هذه الحرب الغرب يكتشف نفسه من جديد، لقد أيقظ انقضاض الروس على أوكرانيا الغرب، و"يمكن لأمريكا والمجتمعات الليبرالية بشكل عام أن تبدو وتتصرف بغباء ومنقسمة، لكن يمكن أن تتغير بين عشية وضحاها، و"اسأل أدولف هتلر"، يقول "فريدمان".

ويجب أن تمثل هذه الأسلحة عبرةً للصين، وفقا للكاتب، خصوصا أنها ترى ما حلّ بروسيا وقطاعها المالي ومصارفها، وضرب الكاتب مثالا صارخا على تدمير القيمة السوقية المذهل للمؤسسات الروسية المالية بما حلّ بأسهم مصرف "سبيربنك" (Sberbank)، أكبر بنك في روسيا، إذ "انهارت بأكثر من 99% منذ منتصف فبراير/شباط الماضي، عندما تم تداول سهمه عند حوالي 14 دولارًا، ويوم الأربعاء الماضي، في تداولات لندن، انخفض سهمه حتى وصل سنتا واحدا".

وشدد على أن روسيا والروس يُستبعدون الآن من كل شيء، فطيرانهم متوقف ولا يسمح لهم بالمشاركة في منافسات الألعاب الدولية، هذا فضلا عن حملات الإنترنت الشديدة التي يشنها قراصنة وغيرهم من مؤثري الشبكات الاجتماعية للإضرار بروسيا، وهؤلاء لا يخضعون لأي جهة معينة وحتى لو توقف إطلاق النار من خلال صفقة معينة، فهؤلاء لا وصاية لأحد عليهم.

وختم الكاتب بالقول، إنه يأمل أن تنضم بكين بدلا من التقوقع على نفسها للغرب وجزء كبير من العالم في معارضة "بوتين"، وستظهر الصين، إن هي فعلت ذلك، كزعيم عالمي حقيقي، أما إذا اختارت بدلاً من ذلك الركوب مع الخارجين عن القانون، فسيكون العالم أقل استقرارًا وأقل ازدهارًا بشكل لا يمكن تصور مداه، وخاصة بكين، على حد تعبيره.

المصدر | الخليج الجديد + الجزيرة

  كلمات مفتاحية

الصين روسيا أوكرانيا توماس فريدمان

بلومبرج: الصين بدأت تنأى بنفسها عن الغزو الروسي لأوكرانيا

بن راشد: ألم يحن للعرب أن يتقاربوا حتى يكون لهم وزن ورأي

جورج فريدمان: هذه ستكون النتيجة الأكثر إثارة لحرب أوكرانيا

الصين حسمت أولويتها بالحرب الأوكرانية.. وهذا ما ينتظر تايوان

بايدن يبحث مع نظيره الصيني هاتفيا حرب أوكرانيا