الصين حسمت أولويتها بالحرب الأوكرانية.. وهذا ما ينتظر تايوان

الاثنين 14 مارس 2022 07:44 م

كشف موقع "إنتلجنس أونلاين" الفرنسي، المتخصصة في الشؤون الاستخباراتية، أن الصين حسمت أولوياتها في الحرب الروسية الأوكرانية، بعد فترة من الترقب والدراسة والمباحثات السرية مع جميع أطراف الأزمة، حيث لم تكن بكين تتوقع أن تشن موسكو عمليتها العسكرية ضد كييف في وقت قريب.

وأشار الموقع إلى أن الصين فوجئت بشن روسيا عمليتها العسكرية ضد أوكرانيا في 24 فبراير/شباط المنصرم، مضيفا أن بكين اختارت في البداية عدم الانحياز إلى طرف كي تعطي نفسها بعض الوقت من أجل تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب من الصراع بين موسكو وكييف المدعومة من الغرب.

واستشهد الموقع بأن بكين "لو كانت تعرف أو كانت أجهزتها الأمنية لديها قناعة بقرب شن روسيا عمليتها العسكرية ضد أوكرانيا لكانت أجلت اتفاقيات الشراكة مع موسكو"، التي تم الاتفاق عليها بين الرئيسين الصيني "شي جين بينج" ونظيره الروسي "فلاديمير بوتين" خلال زيارة الأخير للصين في 4 فبراير/شباط لحضور دورة الألعاب الأولمبية الشتوية.

ونقل عن مصادر مطلعة تأكيدها أنه بعد نقاش داخلي، أعطى الحزب الشيوعي الصيني (CCP) أخيرًا الأولوية لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع موسكو؛ أولاً في مجال الطاقة، ثم في السلع الزراعية وفي التكنولوجيا.

وأوضح الموقع أن الصين اختارت تعزيز العلاقات الاقتصادية مع روسيا لكن في نفس الوقت مع ضمان أن تظل أوكرانيا دولة رئيسية في مبادرة الحزام والطريق (BRI) كما هي اليوم، بغض النظر عن وضعها في نهاية الصراع.

ولفت "إنتلجنس أونلاين" إلى تضاعف وتيرة المحادثات السرية الجارية مؤخرا؛ للسماح للصين بالتوسع أو الاستحواذ على حصص جديدة في شركات الطاقة والمواد الروسية.

واستشهد بما أوردته وكالة "بلومبرج" في 9 مارس/آذار بأن بإجراء 4 مجموعات طاقة مملوكة للدولة الصينية (شركتا النفط PetroChina وSinopec، وعملاق الألومنيوم Chinalco، وشركة التعدين China Minmetals Corp) محادثات مباشرة مع السلطات الروسية.

وأوضح أن هناك العديد من الصفقات الأخرى بين الجانبين الصيني والروسي قيد الإعداد. مضيفة أنه يتم توجيه هذه المناقشات من خلال السفير الصيني في موسكو "تشانج هانهوي"؛ من أجل عدم تركيز الكثير من الاهتمام على الشبكات المحلية للشركات المعنية.

وذكر الموقع أن المناقشات تأتي في إطار الشراكة "غير المحدودة" التي اتفق عليها كل من الرئيسين الصيني والروسي خلال زيارة الأخير لبكين.

منافع متبادلة

وكشفت مصادر "إنتليجنس أون لاين" أن الصين نجحت في التوصل إلى اتفاق مع روسيا تتمكن من خلاله بكين من إدارة مصالحها في أوكرانيا بشكل مستقل، بغض النظر عن نتيجة الحرب الجارية منذ 24 فبراير/ شباط.

وذكرت المصادر أن الصين تعتقد أن النتيجة الأكثر ترجيحًا للصراع بين موسكو وكييف، في هذه المرحلة، هي وضع أوكرانيا تحت "الحماية الروسية".

وأوضحت أن الاتفاق الأخير بين بكين وموسكو جاء بوساطة من "أوكسانا كاريل" المحامية المعينة كسفيرة لمبادرة الحزام والطريق من قبل "لجنة الحزام والطريق".

ولجنة الحزام والطريق عبارة عن هيكل ترأسه غرفة التجارة الدولية لتسوية النزاعات المتعلقة بمبادرة الحزام والطريق، يضمن عدم تدمير البنية التحتية الصينية، وأن الاستثمارات على المخطط سيجري الحفاظ عليها.

و"مبادرة الحزام والطريق" الصينية تعرف أيضا بـ"طريق الحرير" للقرن الحادي والعشرين، وتهدف إلى ضخ استثمارات ضخمة لتطوير البنى التحتية للممرات الاقتصادية العالمية، لربط أكثر من 70 بلدا.

وبشير الموقع إلى أنه في المقابل، وفقا للاتفاق، تعهدت الصين بعدم الانحياز علنًا لأي طرف في النزاع الروسي الأوكراني.

ووفقًا للمعلومات التي جمعها "إنتليجنس أونلاين"، حظرت الصين كلمات "الحرب" و"الغزو" التي تشير إلى أوكرانيا في وسائل الإعلام والوثائق الداخلية للشركات الحكومية والخاصة، في حين أن المصطلح الوحيد الذي يمكن استخدامه هو "التوترات".

وفي غضون ذلك، أبلغ "فان شيان رونج" السفير الصيني في كييف، والذي يتولي مهمة تنسيق الشحنات الإنسانية الموعودة للأوكرانيين، خلال اتصالاته الحكومية والعسكرية والتجارية بالمسؤولين في كييف، أن الصين لن تتخلى عن أوكرانيا وسيتم الحفاظ على خططها الاستثمارية وربما توسيعها بغض النظر عن كيفية تنتهي الحرب.

واعتبر الموقع الفرنسي أن التعهد الصيني للجانب الأوكراني سيكون له وزن أكبر إذا تم وضع أوكرانيا تحت سيطرة موسكو، حيث أن الاقتصاد الروسي الضعيف بسبب العقوبات الغربية سوف يعوق أيضًا إعادة الإعمار والتعافي الاقتصادي في البلد المحتل. 

وأوضح أن مساحة كييف للمناورة في المفاوضات مع بكين، أكبر شريك تجاري لها، لا تزال محدودة للغاية.

 فرصة استراتيجية في تايوان

علي صعيد آخر، رأى الموقع أن الوضع الحالي بسبب الصراع فى أوكرانيا يمنح الصين فرصة لتحديث موقفها بشأن تايوان، حيث تعتقد بكين أن الحرب الروسية فتحت "فترة من الفرص الاستراتيجية".

وأضاف "إنتلجنس أونلاين" أن الحزب الشيوعي الصيني يراقب عن كثب آثار العقوبات الغربية المفروضة على روسيا ورئيسها من أجل تجنب مواجهة وضع مماثل إذا قررت الصين ضم تايوان كما هو متوقع في "الخطة العامة لتسوية قضية تايوان" التي تجري مناقشتها حاليًا في المكتب السياسي والتي سيتم الإعلان عنها في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني في أكتوبر/تشرين الثاني.

وأوضحت المجلة أن الصين تفضل في الوقت الحالي مناقشة سؤال: متى يتم ضم تايوان؟، ويجري الحزب الشيوعي مناقشة لتلك القضية، وسيتم الإعلان عن إجابة للسؤال الصيني من قبل الحزب فى أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.

المصدر | إنتلجنس أونلاين - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الصين أوكرانيا الحرب الأوكرانية الرئيس الصيني الرئيس الروسي تايوان

فريدمان: لماذا تعتبر الصين الوحيدة القادرة على وقف حرب أوكرانيا؟

اللقاء الأمريكي الصيني لم يسهم في خفض التوتر حول أوكرانيا

مستشار رئاسي أوكراني يتوقع نهاية الحرب في مايو المقبل.. لماذا؟

وثيقة مسربة تكشف عن خطة صينية لغزو تايوان في الخريف

تأهبا لهجوم صيني محتمل.. تدريبات مضاعفة لجنود الاحتياط في تايوان

تايوان تعلق على وثيقة مسربة حول خطة صينية لغزوها