أكد نائب وزيرة التجارة الأمريكية "دون جريفز"، الثلاثاء، أن العقوبات المفروضة على روسيا "ستؤثر على العالم بأسره"، لكنه شدد على بذل الإدارة الأمريكية جهودا لـ"الحد من التبعات الاقتصادية التي قد تنعكس على دول الشرق الأوسط".

وقال "جريفز"، في مقابلة خاصة مع قناة "الحرة" الأمريكية: "إنها حرب اختارها الرئيس (فلاديمير) بوتين، ولم يكن مضطرا لخوضها ولكنه فعل، ونحن سنتخذ تدابير وعقوبات سريعة وقاسية ونفرض أيضا حظرا على الواردات الروسية النفطية ونعمل مع الشركاء والحلفاء حول العالم".

وأضاف أنه "لو استمر هذا الاجتياح من دون توقف وإن رفض الرئيس بوتين التراجع، فسنستمر في هذا المجهود لفرض المزيد من العقوبات القاسية على الصناعة الروسية وعلى روسيا بشكل عام".

وردا على سؤال حول ما إن كانت العقوبات المفروضة على روسيا ستؤثر على دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أكد "جريفز" أن الإدارة الأمريكية "تعمل عن قرب مع الشركاء في المنطقة كما فعلت منذ سنوات في سلسلة من القضايا، وهي ملتزمة بعلاقاتها مع شركائها".

وتابع: "لا بد أن نعمل سوية في هذا المجال وسنستثمر في هذا الطريق ونعمل على خلق المزيد من الفرص لتعزيز التجارة بين أمريكا ودول المنطقة".

وتطرق "جريفز" إلى الآليات التي تعمل عليها الإدارة الأمريكية لتخفيف آثار العقوبات على منطقة الشرق الأوسط، بالأخص مع ارتفاع أسعار الوقود، قائلا: "نحن نعمل عن كثب مع القادة والحكام مع القادة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهنا أريد أن أؤكد لكل الدول الصديقة أننا سنستمر في تقديم دعمنا وإيجاد سبل لزيادة الاستثمارات والصادرات الأمريكية إلى المنطقة، وسنعمل أيضا بالشراكة مع دول أخرى عبر العالم".

وأضاف: "التحديات التي تواجهها المنطقة يمكن أن نواجهها بدعم من شركاتنا ومستثمرينا، نود أن نتأكد مثلا من أن المنتجات الزراعية توفر لهذه الدول لتحل محل ما خسرتها دول المنطقة جراء هذه الحرب".

واستدرك قائلا: "طبعا تداعيات هذه الحرب ستكون عالمية، ونحن ملتزمون بالعمل مع كل دول المنطقة للتأكد من أنها لن تتأثر إلى حد كبير بتداعيات خيار بوتين بخوض هذه الحرب".

وردا على سؤال حول ما إن كانت الصفقة التي عقدتها شركة "بوينج" مع قطر جزءا من النهج الأمريكي لتعزيز التجارة، أجاب "جريفز": "طبعا من دون شك، وتسرنا كثيرا هذه الشراكة مع قطر، أنا كنت في قطر مؤخرا قبل بضعة أشهر، ونحن مقتنعون أن هذه العلاقة هي ما تحتاج إليه دولتانا للنجاح على المدى الطويل".

وأضاف أن الأمر ذاته ينعكس على دول أخرى في المنطقة، مشيرا إلى لقائه بوزير التجارة البحريني "زايد بن راشد الزياني" حيث ناقشا منطقة التجارة الأمريكية الجديدة التي بدأ إنشاؤها في البحرين في بداية هذه السنة.

كما تطرق المسؤول الأمريكي إلى مبادرة "Build Back Better" أو (إعادة البناء بشكل أفضل) التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي، "جو بايدن"، مع دول مجموعة السبع وما يمكن أن تفعله لمساعدة الدول الهشة، واصفا إياها بأنها "التزام واعتراف" من قبل الولايات المتحدة ودول المجموعة بالحاجة إلى التعاون مع الدول النامية.

وأضاف أن مجموعة السبع تدرك أن هناك حاجة للاستثمار في البنى التحتية للدول النامية وأن تحرص على توفير فرص عمل للنساء وبناء أسس متينة لاقتصادات تلك الدول لتتمكن من مواجهة التغير المناخي.

وأكد أن هذه العلاقة "تبنى على الشراكة وليس بانتفاع الولايات المتحدة من هذه الدول من طرف واحد، نحن نعمل بالشراكة وتعزيز تنمية هذه الدول والاستثمار في بناها التحتية".