أبدت الولايات المتحدة استعدادها لاتخاذ خطوات دبلوماسية إذا اعتبرت الحكومة الأوكرانية أنها مفيدة.

جاء ذلك في الوقت الذي اقترح الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي" مدينة القدس كموقع محتمل للتفاوض مع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين".

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، السبت، "إذا كانت هناك خطوات دبلوماسية يمكننا اتخاذها وتعتقد الحكومة الأوكرانية أنها مفيدة، فإننا على استعداد لاتخاذها".

ومضى يقول "نعمل على وضع الأوكرانيين في أقوى موقف تفاوضي ممكن بما يشمل تكثيف الضغط على روسيا بتحميلها تكاليف باهظة وبتقديم مساعدة أمنية لمساعدة الأوكرانيين على الدفاع عن أنفسهم".

القدس للتفاوض

من جانبه، اقترح الرئيس الأوكراني مدينة القدس كموقع محتمل للتفاوض مع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" بشأن إنهاء الحرب.

وقال "زيلينسكي"، السبت، أمام الصحفيين: "ليس من الأمور البناءة أن نلتقي اليوم في روسيا أو أوكرانيا أو بيلاروس، فهذه ليست الأماكن التي يمكننا فيها أن نتوصل إلى تفاهم لإنهاء الحرب".

وأضاف: "وإذا سئلت عما إن كنت أعتقد أن إسرائيل يمكن أن تكون بلدا مناسبة لذلك، خاصة مدينة القدس؟ فإنني أقول: نعم".

واتصل "زيلينسكي" و"بوتين" مؤخرا برئيس الوزراء الإسرائيلي "نفتالي بينيت"، الذي التقى بدوره رئيس الكرملين شخصيا في موسكو قبل أسبوع.

وتابع "زيلينسكي" أن روسيا، التي غزت بلاده 24 فبراير/شباط الماضي، تبنّت "نهجا مختلفا بشكل جوهري" عن توجّهاتها السابقة خلال المفاوضات الرامية لإنهاء الحرب.

وأكد أنه "سعيد بتلقي إشارة من روسيا" بعدما أعلن "بوتين" أنه يرى "بعض التحوّلات الإيجابية" في المفاوضات.

وحتى الآن، التقى وفدان من روسيا وأوكرانيا 3 مرات لإجراء مفاوضات في بيلاروس، والتقى وزيرا خارجية البلدين، الخميس الماضي، في أنطاليا بتركيا.

ومن حيث المبدأ لم يستبعد الكرملين عقد لقاء بين "بوتين وزيلينسكي".

وقال المتحدث باسم الكرملين "دميتري بيسكوف"، الجمعة، "لكن يجب أولا على الوفود والوزراء القيام بدورهم لضمان عدم اجتماع الرؤساء من أجل العملية أو من أجل المناقشة ولكن من أجل إعلان النتيجة".

كانت هناك تكهنات في وسائل الإعلام الإسرائيلية والأمريكية بأن "بينيت" اقترح أن يستسلم "زيلينسكي" أمام روسيا، بينما رفضت كييف ذلك.

لا إملاءات

وقال وزير الخارجية الأوكراني "دميترو كوليبا"، السبت، إن بلاده مستعدة لمواصلة التفاوض من أجل إنهاء الحرب التي بدأتها روسيا قبل أكثر من أسبوعين، لكنها لن تستسلم أو تقبل أي إملاءات.

وأضاف خلال اجتماع عبر الإنترنت نظمته منظمة "مبادرة تجديد الديمقراطية" غير الحزبية التي لا تهدف للربح، "يتعين علينا البقاء منفتحين على الدبلوماسية، لكن روسيا ما زالت تتقدم بمطالب غير مقبولة بالنسبة لأوكرانيا".

ولفت إلى أنه "لا يوجد أي تقدم بالمفاوضات مع روسيا"، داعيا إلى ضرورة توخي الحذر بشأن تلاعب روسيا بالمسار الدبلوماسي.

بينما قالت الحكومة الألمانية، بعد اتصال هاتفي بين "بوتين" والرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" والمستشار الألماني "أولاف شولتس"، السبت، إن الأخير حث الرئيس الروسي على وقف إطلاق النار في أوكرانيا والعودة للمسار الدبلوماسي.

فيما قال الإليزيه إن "بوتين لم يبد استعدادا لإنهاء الحرب قبل تحقيق أهدافه"، مؤكدا عزم فرنسا على استخدام الدبلوماسية مع روسيا لتفادي الأسوأ.