أكدت صحف بريطانية، الأحد، أن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" أجرى عملية "تطهير" داخلية لقادة الجيش والأمن والمخابرات، واعتقل بعضهم ووضع بعضهم قيد الإقامة الجبرية؛ بسبب "الفشل" في تقدير مقاومة أوكرانيا في الفترة التي سبقت الغزو الروسي.

ونقلت صحيفة "التايمز" عن خبير بارز في جهاز الأمن الروسي (لم تسمه) أن "بوتين" أمر بإلقاء القبض على  رئيس القسم الخامس بجهاز الأمن الفيدرالي الروسي، المسؤول عن الاستخبارات الخارجية "سيرجي بيسيدا" ونائبه "أناتولي بوليوخ".

كما اعتقل الرئيس الروسي عددًا من موظفي القسم، المسؤولين عن إبلاغه بالوضع السياسي في أوكرانيا، حسبما أوردت صحيفة "الإندبندنت".

وفي السياق، أورد تحليل أجراه معهد دراسة الحرب (مقره واشنطن) أن "بوتين" أقال 8 من كبار القادة العسكريين بسبب فشلهم في القتال الدائر في أوكرانيا.

وأضاف المعهد أن تقارير تفيد بأن دائرة الحماية الفيدرالية والمديرية التاسعة لجهاز الأمن الفيدرالي داهمت القسم الخامس بالجهاز وأكثر من 20 موقعًا آخر، يوم الجمعة الماضي.

وقال "أندريه سولداتوف"، رئيس تحرير موقع "أجنتورا"، الاستقصائي، المتخصص في تتبع أجهزة الأمن الروسية، إن مصادر في جهاز الأمن الفيدرالي أكدت له اعتقال قائدي المخابرات.

وأضاف أن "اعتقال بيسيدا يؤكد غضب بوتين المتزايد من أجهزة المخابرات التي يعتقد أنها قدمت معلومات كاذبة حول الوضع في أوكرانيا".

فيما نقلت صحيفة "ديل ميل" عن مصادرها أن اعتقال قائدي المخابرات الروسية جاء بعد أن ألقى "بوتين" باللوم عليهما في الإخفاقات التي أدت إلى تعرض القوات الروسية لكثير من الخسائر في حرب أوكرانيا.

وأضافت: "فشل تخابراتهما بشأن النتائج المتوقعة عن غزو أوكرانيا دفع الرئيس الروسي لذلك، خاصة مع تزايد الخسائر الروسية يوما تلو الآخر. بوتين لم يكن يتوقع أن تقاوم أوكرانيا بهذا الشكل".

وأوضحت أن المعلومات الاستخباراتية التي تلقاها "بوتين" قبل غزو أوكرانيا أفادت بأن القوات الروسية لن تواجه سوى مقاومة رمزية من الجيش الأوكراني، وأن الأوكرانيين أنفسهم حريصون على التخلص من قيادتهم.

لكن تلك المعلومات كانت عكس الواقع تمامًا، حيث واجهت القوات المسلحة الروسية مقاومة شرسة من الجنود الأوكرانيين، تسببت في خسائر فادحة وأجبرت قادة "بوتين" على اللجوء إلى "حرب الحصار الوحشية التي لم تسفر هي الأخرى عن نتائج حتى الآن" بحسب الصحيفة البريطانية.

و"بيسيدا"، البالغ من العمر 68 عاما، هو المسؤول عن جمع المعلومات في أوكرانيا، أما "بوليتش"​​، البالغ من العمر 66 عاما، فيرأس قسم المعلومات التشغيلية، وهو جزء من القسم الخامس بجهاز الأمن الفيدرالي.

يذكر أن إنشاء الجهاز الروسي تم في أواخر التسعينيات من القرن الماضي، عندما كان "بوتين" مديرًا لأوامر تنفيذ العمليات في الاتحاد السوفيتي السابق.