توعد سكان مدينة ميكولايف الأوكرانية (جنوب) باستقبال القوات الروسية بالجحيم، إذا حاولوا دخول مدينتهم البحرية التي كانت مهد أسطول البحر الأسود البحري.

وبحسب صحيفة "التايمز" البريطانية، فإن سكان المدينة شكلوا ميليشيا عسكرية من المدنيين متسلحين ببنادق الكلاشنكوف الروسية، وزجاجات المولوتوف، وإطارات السيارات القديمة داخل تحصيناتهم المؤقتة، لمواجهة الجيش الروسي المتوقع وصوله للمدينة في غضون أيام معدودة.

ومتحدثا عن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، قال "ماكسيم" في العقد السادس من العمر وأحد أفراد هذه المليشيا: "هذا الوغد لا يخيفنا. إننا لا نهرب، وسوف يلقى الروس استقبالاً من الجحيم إذا حاولوا دخول مدينتنا".

ويعمل "ماكسيم" موظفا حكوميا ورعم كبر سنه لكنه يشارك في دوريات حراسة في المدينة التي تعد مدخلاً استراتيجياً لمرفأ أوديسا وللسيطرة على البحر الأسود، حاملا بندقية الكلاشينكوف بصحبة أصدقائه".

وقال "ماكسيم" إن الأوكرانيين يحتاجون إلى مزيد من الدعم من الغرب، مردداً نداء رئيس بلاده لفرض حظر طيران من جانب حلف شمال الأطلسي "ناتو".

وتابع : "إذا صار لدينا ذلك، فسوف يخرج الروس من هنا بسرعة".

وتعد ميكولايف مركزاً لانطلاق هجوم "بوتين" على أوديسا، إذ إن الاستيلاء عليها، ومعها جسر فارفارسكيا الذي يمر فوق نهر بوك الجنوبي، سوف يسمح بعبور الدبابات والمدرعات التي تنقل الجنود ومركبات الإمدادات بسرعة على مدى 80 ميلاً غرباً للحصول على الجائزة الكبرى المتمثلة في أكبر مرافئ أوكرانيا وموطن قواتها البحرية. 

ويمكن للاستيلاء على أوديسا أن يمنح الروس سيطرةً على ساحل أوكرانيا المطل على البحر الأسود، ما سيخنق البلاد اقتصادياً، لأنها تعتمد على المرفأ في جزء ضخم من عائدات الصادرات الخاصة بها.

من جانبه قال "فيتالي كيم" محافظ ميكولايف، إن الهجوم صار فعلياً بلا رحمة. وأضاف أن الروس كانوا "يقصفون جميع أنحاء مدينتنا ويسقطون القنابل عليها.. إن موردنا الأفضل هو قوة إرادتنا".

وأوضح "كيم"، (41 عاماً)، أن الروس يتحولون إلى الهجوم الجوي على أوكرانيا لأنهم "في القرى والمناطق ذات الكثافة السكانية من المدنيين، يفقدون الأرض".

وذكر أن الروس يتعمدون استهداف مناطق المدنيين لإخافة الناس وإرغامهم على المغادرة، وأوضح: "ذلك يتسق مع هدفهم. إنهم يحاولون تدمير البنية التحتية، والكهرباء، والتدفئة، والغاز".

رغم ذلك عقب "كيم" قائلا إن غالبية الرجال ممن هم في عمر القتال كانوا يعودون للدفاع عن ميكولايف بعد إخراج عائلاتهم من المدينة.