هل تتطور الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل إلى حرب مفتوحة؟

الأربعاء 16 مارس 2022 05:25 م

لا يزال خطر اندلاع حرب كبرى بين إسرائيل وإيران بعيدا لكنه يتزايد ببطء حيث يواصل الخصمان تبادل التصعيد التكتيكي، فقد أعلنت إيران في 13 مارس/آذار، مسؤوليتها عن عشرات الضربات الصاروخية التي استهدفت قاعدة استخبارات إسرائيلية سرية في أربيل شمالي العراق.

وفي اليوم التالي، أعلنت المديرية الإلكترونية الوطنية في إسرائيل حالة الطوارئ بعد أن تم تعطيل معظم المواقع الحكومية مؤقتًا في هجوم إلكتروني واسع النطاق، وقد اتهمت وسائل الإعلام الإسرائيلية إيران بالوقوف وراء هذه الهجمات.

وتأتي هذه التطورات بعد شهر من غارة جوية إسرائيلية على قاعدة للطائرات بدون طيار في محافظة كرمانشاه غربي إيران في منتصف فبراير/شباط (ولم تلق إيران باللوم على إسرائيل بشكل مباشر في هذا الهجوم). وقالت مصادر إيرانية وعراقية إن هجمات أربيل كانت رداً على مهمة تخريبية إسرائيلية ضد مصنع طائرات بدون طيار بالقرب من تبريز.

ومن المحتمل أيضًا أن تكون الهجمات الإيرانية الأخيرة مرتبطة جزئيًا بمقتل ضابطين من الحرس الثوري الإيراني في غارة جوية إسرائيلية بالقرب من دمشق في 7 مارس/آذار، حيث تعهدت إيران حينها بالانتقام.

ولا تمتلك إسرائيل وجودا رسميا في كردستان العراق لكن منذ غزو الولايات المتحدة للعراق في عام 2003، حافظت إسرائيل على علاقات وثيقة مع الحكومة الإقليمية في أربيل، كما دعمت محاولة الاستقلال الفاشلة لكردستان في عام 2017.

وقد نفذت إيران العديد من الهجمات الإلكترونية ضد إسرائيل على مر السنين، بما في ذلك اختراق ضخم بهدف تعطيل إمدادات المياه في إسرائيل تم الإبلاغ عنه في يوليو/تموز 2020.

ولطالما نفذت إسرائيل حملات تخريبية وسرية ضد إيران في لبنان وسوريا والعراق، وكذلك داخل إيران نفسها. وتركزت العمليات الإسرائيلية في إيران على البرنامج، كما فعلت في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 عندما استخدمت إسرائيل روبوتًا يتم التحكم فيه عن بعد لاغتيال كبير العلماء النوويين الإيراني "محسن فخري زاده". وغالبًا ما تتعهد إيران بالرد على هذه الهجمات في الوقت وبالطريقة التي تختارها.

وبغض النظر عن نتيجة مفاوضات الغرب مع إيران حول برنامجها النووي، ستستمر إيران وإسرائيل في التصعيد التكتيكي المتبادل.

وتقترب محادثات فيينا من الوصول إلى إحياء الاتفاق النووي الذي لا يعالج مخاوف إسرائيل المتعلقة بسياسات طهران الخارجية، فضلاً عن قدراتها العسكرية والإلكترونية. وسيدفع ذلك إسرائيل إلى مواصلة حملتها السرية ضد إيران (وربما تتصاعد خاصة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق) لتقويض برامج طهران الخاصة بالطائرات بدون طيار والصواريخ فضلا عن المنشآت النووية.

في غضون ذلك، ستستمر إيران في اعتبار إسرائيل عدوها الإقليمي والأيديولوجي الأساسي بغض النظر عن أي اتفاق نووي، وقد تكون على استعداد لاستخدام القوة بشكل أكثر علنية ضد أهداف إسرائيلية مزعومة خارج إسرائيل خاصة إذا انهارت المفاوضات النووية بين القوى العالمية دون اتفاق.

ويشير الهجوم الإسرائيلي المزعوم الشهر الماضي على قاعدة الطائرات بدون طيار الإيرانية إلى أن إسرائيل مستعدة للتصعيد ضد إيران إلى درجة شن ضربات جوية مباشرة على الأراضي الإيرانية. وبالنظر إلى الهجوم الصاروخي الإيراني اللاحق على موقع للمخابرات الإسرائيلية في أربيل، يبدو أن إيران مستعدة أيضا لضرب أهداف إسرائيلية في الدول الصديقة لإسرائيل.

وقد أشار أعضاء المؤسسة العسكرية الإسرائيلية إلى حد كبير إلى أنهم يتوقعون أن تسفر محادثات فيينا عن صفقة توافق فيها إيران فقط على تقليص بعض أنشطتها النووية مقابل تخفيف للعقوبات، وبالتالي ترك معظم مخاوف إسرائيل الأمنية الأخرى دون معالجة.

وفي حال انهيار المحادثات النووية الإيرانية قبل التوصل إلى اتفاق، فإن إسرائيل أيضًا ستواصل التدريبات العسكرية المتعلقة بـ"الخطة ب" استعدادًا لحرب محتملة مع إيران.

وبينما تفضل كل من إسرائيل وإيران تجنب حرب إقليمية كبرى، لا يزال تبادل الضربات بين البلدين يحمل مخاطر إثارة دورات من العنف قد تخرج عن السيطرة، بما في ذلك في الدول أو المناطق الصديقة لإسرائيل.

ومع إظهار كل من إسرائيل وإيران استعدادًا أكبر لاستكشاف طرق جديدة لضرب بعضهما البعض، من المرجح أن تصعّد إسرائيل ردًا على أي هجوم يسفر عن مقتل مدنيين، أو ضربة تقليدية تتسبب في أضرار داخل إسرائيل، أو خسارة طائرة أثناء القيام بعمليات ضد أهداف إيرانية في جميع أنحاء المنطقة. من المحتمل أن تصعّد إيران، من جانبها، ردًا على الأعمال الإسرائيلية السرية التي تتم إما داخل إيران أو يتم إطلاقها من قبل دول أخرى بما في ذلك البحرين والإمارات (اللتان قامتا مؤخرًا بتطبيع العلاقات مع إسرائيل).

ومن المرجح أن يتم تصميم نمط التصعيد للرد على الاستفزاز الفوري ثم التهدئة مرة أخرى. ومع ذلك، نظرًا لارتفاع مستوى التوترات بين إسرائيل وإيران، لا يمكن استبعاد الوصول بشكل سريع إلى الحرب الإقليمية. بالإضافة إلى ذلك، ستواجه البلدان أو المناطق الصديقة لإسرائيل -مثل كردستان العراق وكذلك البحرين والإمارات- خطرًا متزايدًا من الهجمات الإيرانية على أراضيها. كما أن النشاط التجاري المرتبط بإسرائيل، مثل الشحن، قد يشهد أيضًا تصعيدًا لخطر الضربات الإيرانية.

ولطالما وجدت إسرائيل نفسها أمام خيار الحرب فجأة نتيجة أحداث عرضية. وقد بدأت حرب غزة العام الماضي، على سبيل المثال، بعد أن شنّت الشرطة الإسرائيلية حملة قمع ضد المتظاهرين الفلسطينيين في الأقصى. وبدأت حرب إسرائيل عام 2006 مع "حزب الله" اللبناني بعد مقتل 3 جنود إسرائيليين في غارة عبر الحدود.

المصدر | ستراتفور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الصراع الإيراني الإسرائيلي النووي الإيراني إربيل هجوم إربيل محسن فخري زاده الحوثيين البرنامج النووي الإيراني

قناة إسرائيلية تبث تقريرا سريا من إيران.. هذا ما كشفه