استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

موسم الهجوم على المسلمـين

السبت 12 ديسمبر 2015 03:12 ص

ليست تصريحات المرشح الرئاسي الأمريكي دونالد ترامب سوى رأس جبل الجليد المتعلق بالتحريض ضد المسلمين هذه الأيام، وإن كانت أكثرها وقاحة إذا ما أخذنا في الاعتبار أننا نتحدث عن رجل يريد أن يصبح رئيسا للولايات المتحدة التي يعيش فيها أكثر من ثلاثة ملايين مسلم، فضلا عما تنطوي عليه من موقف عنصري يشمل مليار ونصف المليار من البشر؛ لبلده مصالح حيوية معهم، إلى جانب ما لهم من ثارات معها، هي التي قتلت منهم عشرات أضعاف ما قتلوا منها في 11 سبتمبر، وفي كل العمليات التي تصنف إرهابية (عمليات المقاومة ضد احتلالهم للعراق وأفغانستان لا تدخل في الحساب، حتى بالمنطق الأمريكي نفسه).

حتى في الداخل الأمريكي لم تكن تصريحات ترامب هي العنصرية الوحيدة، فقد سبقه إلى ذلك مرشح آخر (وللمفارقة أسود، أي يعاني من العنصرية)، هو بن كارسون، بل حتى هيلاري كلينتون التي يفترض أنها دبلوماسية لم تخل تصريحاتها حيال المسلمين من نفس عنصري، وإن كان على نحو أقل وضوحا من منافسيها الآخرين.

إلى جانب هذه اللوثة الأمريكية المتعلقة بسباق الرئاسة هناك موجة عنصرية ضد المسلمين في الغرب، تبدأ بالسياسيين، ولا تنتهي عند الناس العاديين الذين يتأثرون بموجة التحريض في الإعلام وعلى لسان السياسيين، وما نتائج انتخابات المناطق في فرنسا، وصعود اليمين سوى تعبير عن هذه الحالة، فضلا عن تصاعد أعمال العنف ضد المسلمين في مختلف أنحاء أوروبا، وهي للتذكير لم تكن نتاج هجمات باريس، بل سبقتها خلال أزمة المهاجرين القادمين من سوريا.

من الصعب إحالة الأمر كله على الآخرين، فلا شك أن الهجمات التي تستخدم اسم الإسلام، كما في باريس، وتلك العملية البائسة (الطعن) في لندن، فضلا عن عملية سان برناندينو (كاليفورنيا).. كلها تؤدي إلى ردود كالتي نتابعها، وهي في العموم عمليات مرفوضة شرعيا وسياسيا، لكن المصيبة أن من يقفون خلفها لا يعدمون المبررات على المستويين، مع أن عمليات من هذا النوع لم تخدم قضية عادلة في أي يوم من الأيام، فضلا عما تمثله من إساءة للإسلام والمسلمين، وما ترتبه من تأثيرات سلبية على الجاليات المسلمة في الغرب، بل إنها تؤدي إلى مزيد من الهجوم على من وقفوا خلفها، وأعني هنا تنظيم الدولة الذي تمكّن من تجميع العالم كله ضده .

أيا يكن الأمر، وبعيدا عن تقييم ممارسات تنظيم الدولة، فإن المؤكد أن هذه الهجمة على الإسلام والمسلمين لا تملك أي مسوّغ مهما كان، ذلك أن ظهور بضعة عشرات من الشبان يمارسون أعمال عنف ضد مجتمعات يعيشون فيها من بين ملايين البشر يرفضون تلك الأعمال ، لا ينبغي أن يمثل إدانة لكل المسلمين.

قبل عملية كاليفورنيا هاجم متشدد مسيحي كاثوليكي عيادة للإجهاض، فقتل وأصاب، لكن أحدا لم يعتبر أن من الضروري ملاحقة أتباع المذهب الكاثوليكي، ولا حتى المتدينين منهم، ودائما كانت هناك ممارسات تستقي دوافعها من أفكار دينية مسيحية، لكن أحدا لم يتهم المسيحية، وتم الاكتفاء بحشر الأمر في الشخص، أو المجموعة التي ينتمي إليها.

إن الهجمات المحدودة التي يشير إليها البعض، وإن نهلت في تبرير دوافعها من عدوان أمريكي غربي على المسلمين، حسب منفذيها، إلا أن كونها تتم ضد مدنيين غير محاربين، يجعلها لا تحظى بتأييد الغالبية الساحقة من المسلمين، وهذا ما يجعل من المستحيل تحولها إلى ظاهرة، أما إذا تصاعد الخطاب العنصري، فإن ردة الفعل ستغدو أسوأ بكثير.

على عقلاء الغرب، وفيه عقلاء يقولون ما نقول، أن يفكروا مليا في أبعاد الظاهرة، وبخاصة الموجة الأخيرة من العنف، وأن يعالجوا جذورها (يشمل ذلك موجة اللاجئين السوريين)، ممثلة في رفع المظالم عن السوريين والعراقيين ويكفوا عن دعم الأنظمة الدكتاتورية والفاسدة، وليتذكروا ما كان عليه الحال قبل عدوان بشار على شعبه، حين كان ربيع العرب يبشر الجماهير بإمكانية أخذ حقها بالاحتجاج السلمي، يوم كان أسامة بن لادن يعتبر “الربيع” تحولا تاريخيا، ويطالب مريديه بالانسجام مع الوضع الجديد، والاكتفاء بالدعوة.

  كلمات مفتاحية

أمريكا دونالد ترامب المسلمون هيلاري كلينتون الاحتلال الأمريكي للعراق 11 سبتمبر

«مسلمو أمريكا» يرفضون تصريحات «ترامب» حول منعهم من دخول البلاد

شراكة «داعش» و«ترامب».. وتأجيج الإسلاموفوبيا!

«ترامب» يتعهد بترحيل اللاجئين السورين حال انتخابه رئيسا للولايات المتحدة

«دونالد ترامب»: أنا أحب المسلمين .. وسأفكر بترشيح مسلم بإدارتي

مسلمو فرنسا في مواجهة «الإسلاموفوبيا»