استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

شراكة «داعش» و«ترامب».. وتأجيج الإسلاموفوبيا!

الثلاثاء 1 ديسمبر 2015 04:12 ص

أمضيت أسبوعاً في أميركا للمشاركة في مؤتمر اتحاد الطلبة الكويتيين السنوي الثاني والثلاثون، فرع الولايات المتحدة في مدينة سان دييغو الجميلة قرب حدود المكسيك.

وقبل وصولي للولايات المتحدة وأثناء وجودي، صدمتني التصريحات المستفزة والمعادية للمسلمين من قبل المترشح للرئاسة عن الحزب الجمهوري الملياردير المثير للجدل دونالد ترامب، حيث يستمر منذ الصيف الماضي في تصدر استطلاعات الرأي، ويتقدم على المترشحين الأربعة عشر لانتخابات الرئاسة الأميركية.

وهذا ملفت لمرشح لا ينتمي للمؤسسة الحزبية في الحزب الجمهوري، ولم ينتخب أو يُعين في أي منصب رسمي سواء على المستوى الفيدرالي أو حتى على مستوى الولاية! ما يشكل تهديداً وإحراجاً للمؤسسة الحزبية الأميركية التي يخرج من عباءتها عادة النواب والشيوخ والرؤساء!

وبسبب تصدر ترامب استطلاعات الرأي تحظى تصريحاته بتغطية ومتابعة إعلامية وشعبية واسعة وتُجرى معه لقاءات صحفية وتلفزيونية ويمنح وقتاً أطول في وسائل الإعلام لترويج أفكاره، وأخطرها تصريحاته العدائية والمستفزة للجميع وخاصة للإسلام والمسلمين، وهو يطلقها للتكسب السياسي وتسجيل نقاط سياسية، بهدف استقطاب أصوات الناخبين لينتزع بطاقة ترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة في النهاية.

ولا يعنينا كثيراً تهجم ترامب وأسلوبه الفج ضد خصومه ومنافسيه المرشحين للرئاسة في الحزب الجمهوري، حيث يُشخصن العداء معهم ويصفهم بصفات لا تليق برجل سياسة. وقد استعدى شرائح كبيرة في المجتمع الأميركي بمن فيهم خصومه والمكسيكيون والنساء والمهاجرون واللاجئون وطبعاً المسلمون. وهدد ببناء سور فاصل بين أميركا والمكسيك، وطرد 12 مليون مقيم بطريقة غير شرعية!

ولكن الأكثر استفزازاً وعنصرية غير مسبوقة تجاه مواطنين أميركيين كان استغلال اعتداء «داعش» الإرهابي في باريس ومقتل 130 شخصاً هناك ليتجرأ ترامب وينخرط في تهجم غير مسبوق ضد المسلمين الأميركيين الذين يصل عددهم 8 ملايين مسلم أميركي (أكثر من اليهود الأميركيين) باقتراحه إنشاء قاعدة بيانات لتسجيل ومراقبة ومتابعة الأميركيين المسلمين!

هذا الاقتراح العنصري يذكر بتسجيل ألمانيا النازية في عهد هتلر لملايين اليهود في أووربا ومنحهم بطاقة تعريف قبل حرقهم.. وبعد أن تعرض اقتراح ترامب لموجة انتقادات لاذعة من الأميركيين، وحتى من منافسيه الجمهوريين والديمقراطيين وطبعاً من المنظمات الإسلامية، تراجع عن فكرته العنصرية المرفوضة هذه، ونفى في تغريدة اقتراحه إنشاء قاعدة بيانات للمسلمين!

وطبعاً هذا كذب، ويدحض ادعاءه مقطع له على «يوتيوب»، شاهدته شخصياً، حيث يطالب بقاعدة بيانات للمسلمين بدعوى «محاربة التطرف الإسلامي وإيجاد رقابة لحماية أميركا»!

لاحقاً عاد ترامب مجدداً بعد أيام من تراجعه عن مقترح إنشاء قاعدة بيانات للمسلمين الأميركيين للمطالبة بمراقبة المساجد في الولايات المتحدة، وهذا استفزاز آخر للمسلمين وتأجيج للعداء ضد الإسلام في الولايات المتحدة، وخاصة أن العديد من المساجد والمراكز الإسلامية في الولايات المتحدة كانت قد تعرضت لاعتداءات بعد هجمات باريس.

أما آخر هرطقات ومظاهر عنصرية ترامب ضد العرب والمسلمين فكان ادعاؤه، من دون أي دليل، بعد أكثر من 14 عاماً على تفجير تنظيم «القاعدة» لبرجي مركز التجارة العالمي في نيويورك في اعتداءات 11 سبتمبر 2001، أنه قد شاهد وسمع عن احتفال آلاف العرب والمسلمين في «نيوجيرسي» المطلة على نهر «هدسون» ومانهاتن، برؤية سقوط برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك!

وقد تصدى لهرطقات وتجني ترامب العديد من المعلقين والمحللين الأميركيين من غير المسلمين، وحتى ضمن منافسيه في الحزب الجمهوري. وقد شاهدت شخصياً تصريحه، وكيف أن مذيعاً أحرجه عندما سأله: وهل شاهدتهم شخصياً يحتفلون بسقوط البرجين؟ ولكنه تهرب من الإجابة!

مؤسف كيف تُوظف اعتداءات «داعش» والتنظيمات الإرهابية التي تدعي الانتماء للإسلام من قبل سياسيين لتأجيج الصراع الديني وصراع الحضارات، وللتكسب السياسي وتكريس صورة نمطية معادية للإسلام، في موجة «إسلاموفوبيا» تضع 1,7 مليار مسلم، أي ما يعادل ربع البشرية هم من يعتنقون الدين الإسلامي، في دائرة الشبهة.

غير مقبول استمرار تهجم ترامب على الإسلام بهذه الطريقة العنصرية المقيتة. ولو تهجم على أي أقلية دينية أو عرقية كما يتهجم على المسلمين لكان أجبر على الاعتذار واضطر للانسحاب من سباق الرئاسة، ولكتبت المقالات وسلخه المعلقون والمحللون والمرشحون.. ولكن الإسلام والمسلمين في أميركا لا بواكي لهم! إذ كيف يجرؤ بن كارسون المترشح المنافس لترامب في الحزب الجمهوري على أن يقول في الصيف الماضي إنه يجب ألا ينتخب رئيس مسلم في أميركا، بينما الدستور الأميركي لا يمنع ذلك!

وقد مر تصريحه العنصري دون ردود توقفه عند حده! وكيف وإلى متى يُسمح لعنصرية ترامب أن تتفوق على نفسها باقتراحاته الممجوجة بإنشاء قاعدة بيانات لتسجيل وتعقب المسلمين الأميركيين، ومراقبة المساجد في أميركا؟! إن هذه عنصرية متطرفة ومرفوضة تخالف القيم والمبادئ الغربية، وتنافي الدساتير وأبرزها الدستور الأميركي الذي يدعي الجميع التمسك به!

والمفارقة المؤلمة في كل ذلك أن الأغلبية الساحقة من المسلمين تنبذ وترفض ما يقوم به «داعش» من سلوك عنيف واعتداءات. وقد وصلنا للتغريد بوسم (#داعش_لا_تمثلني كمسلم)! وللتذكير بأن أكثر ضحايا «داعش» هم من المسلمين، ومع ذلك يستغل بعض الساسة في الغرب إرهاب «داعش»- شريك ترامب وغيره، للتكسب السياسي وتعميق «الإسلاموفوبيا». والمؤلم أنه في الوقت الذي تكفر فيه «داعش» معظم المسلمين، يتعامل الغرب معنا بعنصرية ويتهمنا بأننا «دواعش»!

  كلمات مفتاحية

الإسلاموفوبيا النازية الولايات المتحدة دونالد ترامب انتخابات الرئاسة الأميركية الحزب الجمهوري الإسلام

«ترامب» يتعهد بترحيل اللاجئين السورين حال انتخابه رئيسا للولايات المتحدة

«دونالد ترامب»: أنا أحب المسلمين .. وسأفكر بترشيح مسلم بإدارتي

سعوديون ردا على المرشح الجمهوري «دونالد ترامب»: «حتى الأمريكان يبون رز»

«بيانات داعش» .. مضامين ورموز الإرهاب

«مسلمو أمريكا» يرفضون تصريحات «ترامب» حول منعهم من دخول البلاد

«لاندمارك» الإماراتية تسحب منتجات «دونالد ترامب» من متاجرها

موسم الهجوم على المسلمـين

«الوليد بن طلال»: «ترامب» عار على أمريكا .. والأخير يصفه بـ«الأمير البليد»

ملهاة الحرب على «داعش»!

عن صعود اليمين العنصري في أوروبا

الغرب والإسلام .. مأزق التواصل

العالم بين الهيمنة والترهيب

تحالف الإسلاموفوبيا والثورات المضادة

ملياردير إماراتي يتوقع نزوح الأموال الخليجية من أمريكا إذا فاز «ترامب»

الجمهوريون وكابوس «ترامب»

أخطار ترويج الغرب للإسلام المعتدل

قبل أشهر من رحيله .. «أوباما» يزور مسجدا أمريكيا للمرة الأولى منذ توليه الحكم

طرد مسلم من طائرة أمريكية بسبب عبارة «إن شاء الله»

‏⁧‫ألمانيا‬⁩: تصنيف جرائم ⁧‫الإسلاموفوبيا‬⁩ والكراهية تحت مسمى واحد في يونيو المقبل

تصاعد غير مسبوق لـ«الإسلاموفوبيا» على «تويتر» بأوروبا وبريطانيا في الصدارة

إعادة فتح مسجد «كيبيك» بعد أسبوع من تعرضه لهجوم إرهابي