استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الغرب والإسلام .. مأزق التواصل

الاثنين 14 ديسمبر 2015 11:12 ص

في تعليقه على الأحداث الأخيرة التي عرفتها باريس، لاحظ الباحث الفرنسي «جيل كيبل» وهو أحد أبرز المتخصصين في العالم الإسلامي أن من الأسباب الرئيسية لفشل الاستراتيجيات الأمنية في التصدي لتحدي الإرهاب والتطرف الديني هو خلو فرنسا اليوم من متخصصين حقيقيين في الثقافة الإسلامية وفي المجتمعات المسلمة.

الأمر يتعلق ببلد كان إلى عهد قريب أبرز مراكز الدراسات الاستشراقية في الغرب، حيث بدأت فيه بقوة الدراسات الإسلامية منذ القرن السابع عشر، وتعززت بقوة منذ بدايات العصر الاستعماري من غزو نابليون لمصر (1798).

كان المستشرقون الفرنسيون قريبين من سياسات الدولة ومراكز صنع القرار، وكانوا على العموم من المتشبعين بالثقافة العربية الإسلامية والساعين للتقريب بين العالمين، ومن أبرزهم «لويس ماسونيون»، الذي افتتن بالتصوف الإسلامي، وكتب أطروحته المشهورة عن «الحلاج»، وقد أطلق عليه البابا «بولس السادس» تسمية «الكاثوليكي المسلم».

ومن آخر الوجوه الاستشراقية «هنري كوربن»، الذي كتب أهم موسوعة في الفلسفة الإسلامية الوسيطة بالتركيز على الرافد الإشراقي الفارسي، و«جاك بيرك»، الذي ختم أعماله المهمة بترجمة متميزة لمعاني القرآن الكريم، وقد عرف بتعاطفه القوي مع القضايا العربية في مواجهة الإدارة الاستعمارية خصوصاً في الجزائر والمغرب.

لاحظ «كيبل» أن نموذج الخبير الإعلامي قد أخذ محل المستشرق التقليدي، وهو في الغالب لا يتقن اللغات الإسلامية، ولا يعرف إلا قشوراً وقراءات تبسيطية هشة عن الثقافة الإسلامية، ولا يمكنه الوقوف على كنه وعمق الإشكالات والأزمات المطروحة في العالم الإسلامي، ولدى الجاليات المسلمة في الغرب.

الإشكال نفسه طرح بالنسبة للأميركيين بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، إذ تحول الخبراء الاستراتيجيون من محدودي الإطلاع حول الثقافات والمجتمعات المسلمة إلى واجهة الأضواء، وهم في الغالب من المتأثرين بأطروحات المستشرق البريطاني «برنارد لويس»، القريب من الدوائر الإسرائيلية واللوبي اليهودي الأميركي.

ليس الوضع عندنا بأحسن، فلا يخفى على أحد أن الجيل الحالي من الباحثين والسياسيين العرب يختلفون من حيث التكوين والتجربة والخلفيات العلمية عن أجيال الاستقلال الأولى التي درست في الجامعات الأوروبية، وعاشت في العواصم الغربية.

بعد الحقبة التي حكم فيها زعماء الحركة الوطنية والارستقراطيات الملكية، الذين تشبعوا بثقافة الغرب، وصل إلى السلطة في العديد من البلدان العربية ضباط محدودو الثقافة لم يتعرفوا على الفكر التنويري التحديثي ولم يختلطوا بالمجتمعات الأخرى، بل هم في غالبهم من أصول ريفية مغلقة.

الملاحظة نفسها تصدق على المثقفين والجامعيين الذين تخرجوا من الأنظمة التعليمية العربية المنهارة في العقود الأخيرة، في سياق توسع كمي فوضوي وتعريب مرتجل وتوقف الابتعاث الطلابي للخارج. كان الجيل الإصلاحي النهضوي الأول قد تقمص الثقافة المعاصرة في الغرب بدءاً من الطهطاوي ومحمد عبده والأفغاني في نهاية القرن التاسع عشر، وانتهاء بالزعامات الأيديولوجية القومية واليسارية التي هيمنت على الساحة الثقافية في منتصف وآخر القرن المنصرم.

وكما أن وجوه الاستشراق الرصينة التي تعرف ثقافة الإسلام وأوضاع مجتمعاته غابت من الساحة الثقافية الغربية، فإن العالم العربي يفتقد اليوم للمثقفين الجادين القادرين على مخاطبة الغرب من منطلقات علمية ومنهجية رصينة ودقيقة.

قبل سنوات كتب المفكر المصري المعروف «حسن حنفي» كتابه «مقدمة في علم الاستغراب» الذي طرح فيه فكرة تأسيس علم لفهم ودراسة الغرب ثقافة وفكراً على غرار مبحث الاستشراق الأوروبي.

ومع أن «حنفي» قدم في كتابه أفكاراً جريئة تنم عن ثقافة فلسفية رفيعة، فإن المشروع مات في مهده، ولعل فشل علم الاستغراب الوليد هو الوجه الآخر لموت الاستشراق التقليدي العريق.

* د. السيد ولد أباه أكاديمي موريتاني

  كلمات مفتاحية

الغرب الإسلام هجمات باريس العالم الإسلامي الإرهاب التطرف الإسلاموفوبيا

الفوضى الخلاقة وتطويع الإسلام

تركيا وروسيا ومستقبل الشرق الإسلامي

شراكة «داعش» و«ترامب».. وتأجيج الإسلاموفوبيا!

الحرب على الإرهاب.. وتأجيج «الإسلاموفوبيا»!

ماذا خسر الإسلام بدخول الفرق والأحزاب فيه؟

«العقلانية الإسلامية»: السقف الأعلى

الغرب يدفع ثمن تناقضاته الأخلاقية والسياسية