"تحقيقات مكافحة الفساد، واستهداف تنظيم الدولة، والميليشيات الشيعية".. 3 مهام تقع على عاتق خلية استخبارات النخبة في العراق، "الصقور"، التي يتحكم فيها رئيس الوزراء "مصطفى الكاظمي"، وهي الخلية التي من شأنها تمكينه من إحكام قبضته على زمام الأمور في العراق، رغم مناوشة الفصائل الموالية لإيران.

وسلط موقع "إنتليجينس أونلاين" الضوء على تطورات تغيير قيادة الخلية، التي قادها لسنوات طويلة رجال رئيس الوزراء الأسبق الموالي لإيران "نوري المالكي"، مطلع الشهر الجاري، ما عزز من سيطرة "الكاظمي"، الذي لا يزال رئيسًا للوزراء بالوكالة في ظل استمرار مفاوضات مطولة بشأن تشكيل حكومة عراقية جديدة.

فتعيين اللواء "خماس الدلفي"، رئيساً للصقور، في 2 مارس/آذار الجاري، خلفاً لـ"حيدر غالي"، هو خامس تغيير لقيادة الخلية منذ يناير/كانون الثاني 2021، ما يؤشر إلى حالة عدم الاستقرار التي سادت "الصقور" منذ أن نجح "الكاظمي" في إقالة "أبوعلي البصري".

و"البصري" هو أحد القيادات الأمنية المقربة من "المالكي"، وكان من بين 12 ضابطا مؤسسا لخلية الصقور في عام 2009 بهدف محاربة تنظيم "القاعدة" في العراق.

واعتبر الخبراء الأمريكيون المتواجدون في العراق آنذاك أن "البصري" غير قابل للإبعاد خلال 12 عاما من قيادته، لكن تنظيم "الدولة" كتب نهاية سلطته بعد تنفيذه تفجيرا ببغداد في 21 يناير/كانون الثاني 2021، ما أعطى "الكاظمي" ذريعة لإقالته.

ومنذ ذلك الحين، يقدم القادة المؤقتون لخلية الصقور، الذين يقودون ما بين 1500 و2000 رجل استخبارات، تقاريرهم مباشرة إلى "الكاظمي"، الذي دفع باتجاه تنويع مهامهم وعدم حصرها في مكافحة مقاتلي تنظيم "الدولة"، وفقا للموقع الفرنسي.

وفي هذا الإطار، نفذت خلية الصقور من حين لآخر عمليات ضد أعضاء في الميليشيات الشيعية الموالية لإيران، بما في ذلك "عصائب أهل الحق"، في أوائل عام 2021.

كما أجرت الخلية تحقيقات حول قضايا فساد بمساعدة شبكة عملائها وقدراتها التقنية، التي حصلت عليها جزئيًا من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "CIA" وجهاز المخابرات البريطانية "MI6".

ومن أجل تنفيذ إصلاحات خلية الصقور، نوهت مصادر "إنتليجنس أونلاين" إلى اعتماد "الكاظمي" على "أحمد طه أبورغيد"، الذي يشغل منصب نائب وزير الداخلية.

وأشارت المصادر إلى أن "الكاظمي" أعاد "أبورغيد" من التقاعد ليشرف على عمليات مكافحة الإرهاب بخلية الصقور، وكذلك تحقيقات الفساد، وذلك بعد اعتقال أشخاص، اعتبروا معادين للحكومة، مثل "صباح الكناني" و"قاسم مصلح"، المقربين من الميليشيات الشيعية الموالية لإيران.

وكلف "الكاظمي" "أبورغيد"، هذا الشهر، برئاسة لجنة مكلفة باختيار كبار المسؤولين الأمنيين في العراق، ما أعطاه إسهاما في تعيين "الدلفي" مديرا جديدا لخلية الصقور.