معهد إسرائيلي: حرب أوكرانيا ستطول وبوتين لن يقبل الهزيمة

الخميس 24 مارس 2022 02:16 ص

عندما تشن أية دولة حربا أو عملية عسكرية واسعة النطاق ويتضح أن التطورات العملياتية لا تتجه نحو تحقيق أهداف الحرب، فإنها تختار غالبا بين 3 بدائل: الأول هو الاستعداد لتقديم تنازلات والتوصل إلى تفاهم بشأن وقف إطلاق النار.

والثاني هو تكييف أهداف الحرب مع التطورات الميدانية الجديدة.

والثالث هو التصعيد من خلال ضربة أشد بقصد إخضاع العدو.

وبعد أكثر من 3 أسابيع من القتال في أوكرانيا، من الواضح أن خطط "بوتين" العسكرية قد انهارت، حيث فشلت روسيا في تحقيق أهدافها وتفاجأت بسلسلة من التطورات والعواقب غير المتوقعة.

ومن بين هذه المفاجآت القوة القتالية للأوكرانيين الذين أظهروا وحدة وعزما على النضال من أجل الاستقلال والحرية، ونجاح الجيش الأوكراني بمساعدة الاستخبارات والأسلحة الغربية في وقف تقدم الجيش الروسي وتعطيل خططه، وتشديد العزلة الدولية لروسيا، ونطاق وشدة العقوبات الدولية المفروضة على روسيا من قبل عشرات الدول ومئات الشركات متعددة الجنسيات، وإخراج روسيا من مجلس أوروبا، ورفع دعاوى قضائية ضدها في محكمة العدل الدولية وكذلك في المحكمة الجنائية الدولية، بالإضافة إلى الإزعاج الواضح الذي تشعر به الصين من استمرار الحرب في الوقت الذي من المفترض أن تكون فيه شريك روسيا في السعي لتغيير النظام العالمي.

وبالرغم من فشل خطة تحقيق نصر سريع في ساحة المعركة والسيطرة على أوكرانيا بتكاليف مقبولة على الساحة الدولية، فليس لدى "بوتين" بديل آخر سوى استمرار الحرب من أجل تصحيح ما يراه ظلما تاريخيا لحق بروسيا بانهيار الاتحاد السوفيتي.

ومن ناحية أخرى، تبنت الولايات المتحدة وحلفاؤها في "الناتو" موقفا صارما مع التمسك بهدفين، ردع العدوان الروسي المستقبلي بفرض خسائر فادحة على غزو روسيا لأوكرانيا، وتجنب المواجهة العسكرية المباشرة مع روسيا.

وفي هذه المرحلة، يبدو أن مستقبل الحرب بيد الرئيس الروسي بشكل كامل، ويبدو أنه يرفض بشكل قاطع إنهاء الحرب بصورة تظهره على أنه الطرف الخاسر.

وبالنظر إلى ميل "بوتين" إلى المخاطرة، فليس من المستغرب أن يختار التصعيد العسكري بدلا من المرونة في المفاوضات.

وهكذا، زاد الجيش الروسي من شدة النيران والتدمير المنهجي للمراكز الحضرية في أوكرانيا من أجل الضغط على أوروبا باللاجئين الذين وصل عددهم اليوم إلى 3 ملايين، بينما تخطط روسيا لزيادة هذا العدد لـ 10 ملايين.

ومن أجل إرسال إشارة للغرب على أنه مصمم على المواصلة وتصعيد الحرب، أطلق الجيش الروسي للمرة الأولى صواريخ باليستية فوق صوتية تسمى "كينزال"، تطير باتجاه الهدف بسرعة تفوق سرعة الصوت بـ 10 مرات ولا يمكن اعتراضها.

وضربت هذه الصواريخ مستودع ذخيرة للجيش الأوكراني في بلدة ديلاتين الغربية يوم الجمعة الماضي.

وكان الهجوم إشارة إلى الغرب بأنه إذا استمر في تسليح الجيش الأوكراني وزيادة الضغط على روسيا، وعدم منح "بوتين" طريقة محترمة للخروج من الزاوية التي أدخل نفسه فيها، فقد تمتد الحرب إلى ما وراء حدود أوكرانيا، حيث لدى الجيش الروسي القدرة على ضرب قوات "الناتو" التي تفتقر إلى رد دفاعي.

وأظهرت التجربة أن التصعيد له ديناميته الخاصة التي يمكن أن تخلق مرحلة جديدة وخطيرة، ليس فقط في سياق الحرب على الأراضي الأوكرانية، ولكن في السياق الأوسع الذي مازال محصورا في المجال السياسي والاقتصادي حتى الآن.

المصدر | عودي ديكل/معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تصعيد الحرب غزو أوكرانيا الغزو الروسي الناتو الاتحاد الأوروبي العقوبات الروسية حرب أوكرانيا

"المفضل لدى بوتين".. قائد العملية الروسية في سوريا يدمر ماريوبول الأوكرانية

تليغراف: بوتين ساخط على مستشاريه مع تعثر غزو أوكرانيا