مصر وصندوق النقد الدولي.. علاقة عمرها 45 عاما

الجمعة 25 مارس 2022 05:44 م

تعود مصر مجددا إلى صندوق النقد الدولي للتوافق على برنامج إصلاح اقتصادي شامل، في وقت تشهد فيه أرقام الاقتصاد الكلي للقاهرة، تحسنا مقارنة مع مؤشرات سبقت برنامجها الأخير في 2016.

لكن مصر تواجه تأثيرا سلبيا متصاعدا من التبعات الجيوسياسية العالمية، خاصة تلك المرتبطة بالحرب في أوكرانيا، وما تبعها من تخارج الأموال الساخنة (في أدوات الدين) من الأسواق الناشئة.

كما تأثرت القاهرة بشدة بأزمة سلاسل الإمدادات العالمية، والارتفاعات المتتالية على أسعار السلع الأساسية بقيادة القمح ومشتقات الوقود، الأمر الذي سيضيق على ماليتها العامة.

ومصر أكبر مستورد للقمح في العالم، بمتوسط سنوي 13.8 مليون طن، معظمها يأتي من سوقي روسيا وأوكرانيا، ومستورد كبير لمشتقات النفط الخام.

وتبلغ حقوق السحب الخاصة لمصر في صندوق النقد الدولي، حتى نهاية الشهر الماضي نحو 1.898 مليار وحدة، تبلغ قيمتها قرابة 2.9 مليار دولار أمريكي.

ووفق حسابات الأناضول، بلغ إجمالي قيمة القروض التي طلبتها مصر من صندوق النقد الدولي 25.8 مليار دولار، أكبرها في 2016 بقيمة 12 مليار دولار؛ لكن المبالغ التي حصلت عليها فعلا، بلغت 20.37 مليار دولار.

علاقة منذ الحرب

بدأت علاقة مصر مع صندوق النقد الدولي منذ أربعينات القرن الماضي، وبالتحديد في عام 1945 بعد الحرب العالمية الثانية، حين انضمت مصر لعضوية الصندوق.

لكن بداية العلاقة المالية وبرامج الإصلاح الاقتصادي كانت في عام 1977، عندما تقدمت مصر بطلب برنامج إصلاح اقتصادي للحصول على قرض مالي بقيمة 185.7 مليون دولار ولم تحصل عليه.

يعود تعثر القرض حينها، إلى مجموعة إجراءات اقتصادية اتبعتها القاهرة والأسواق المحلية، شملت زيادات أسعار، دفعت المصريين للنزول إلى الشارع.

بينما في عام 1987، تقدمت مصر للحصول على قرض بقيمة 375 مليون دولار، في حكومة "عاطف صدقي"، وحصلت عليها فعلا وتم استخدامه لتقوية السوق والبورصة.

بينما في عام 1996، تقدمت مصر للحصول على قرض آخر بقيمة إجمالية 434 مليون دولار، لكنها لم تسحب منه أية شريحة، واعتبر ملغيا.

في ذلك العام، طلبت مصر قرضا احتياطيا، لكن الظروف المالية والاقتصادية للبلاد جنبها السحب من التمويل المقدم من جانب الصندوق.

وفي عام 2012، خلال فترة الرئيس الراحل "محمد مرسي"، طلبت مصر رسميا قرضا بقيمة إجمالية 4.8 مليارات دولار، واستمرت المناقشات حتى مطلع عام 2013.

لكن صندوق النقد الدولي رفض البرنامج، واعتبر أن السياسات المنقسمة في مصر والانتخابات البرلمانية التي تلوح في الأفق حينها، يعني أن أي وعود قدمها الرئيس "مرسي" لصندوق النقد الدولي بشأن خفض الدعم وخفض الإنفاق الآخر الذي يُطالب به كجزء من الحزمة، لا يمكن تنفيذها.

لكن السياسة المصرية في ذلك، لم تكن مواتية وأدت إلى شل فكرة "الإجماع الوطني" حول أي شيء، ما دفع الصندوق للتأكيد على رفض التمويل.

بينما في عام 2016، وبالتحديد نوفمبر/تشرين الثاني، وافق المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي على عقد اتفاق ممدد مع مصر لفترة 3 سنوات.

وتستفيد القاهرة في من "تسهيل الصندوق الممدد" بقيمة تعادل 8.579 مليارات وحدة حقوق سحب خاصة (حوالي 12 مليار دولار، أو 422% من حصة عضويتها)، لدعم البرنامج الوطني الذي وضعته السلطات المصرية لإصلاح الاقتصاد.

وفعلا، تمكنت مصر من الحصول على جميع شرائح القرض الممتد على مدار 3 سنوات، سبقه رزمة إجراءات اقتصادية، أبرزها تعويم الجنيه المصري.

واليوم في مارس/آذار 2022، تتجه مصر مجددا إلى صندوق النقد الدولي بحثا عن برنامج إصلاح اقتصادي جديد، قد تسبق الموافقة عليه رزمة إجراءات سيطلبها الصندوق، مرتبطة برفع الدعم على وجه الخصوص.

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

صندوق النقد الدولي مصر أوكرانيا القمح

مصر تطلب قرضا جديدا من صندوق النقد.. وتؤكد: لا يستهدف تحميل المواطن أعباء

7 منظمات تدعو صندوق النقد لربط قرضه لمصر بضمانات حقوقية