بعضها يتم سرا.. صفقات صينية لشراء النفط والغاز الروسيين

الجمعة 25 مارس 2022 09:50 م

تسعى الصين إلى عقد صفقات جديدة مع روسيا من أجل شراء النفط والغاز، في ظل العقوبات الغربية التي فرضت مؤخراً ضد موسكو على خليفة غزوها لأوكرانيا.

وكشفت صحيفة "التايمز" البريطانية، أن مصافي النفط الصينية تشتري في الخفاء الخام الروسي الرخيص.

ففي الأيام التي أعقبت إعلان بكين دعمها الثابت للرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، رأت مقاطعة هيلونغجيانغ في شمال شرق الصين، فرصة للنمو بقوة مرة أخرى في حزام الصدأ المحروم في الصين.

ودعا رئيس الحزب الشيوعي الحاكم في الإقليم "شو تشين"، إلى تكامل أكبر بين الصين وروسيا على الرغم من العملية العسكرية الروسية التي دخلت شهرها الثاني.

ونقلت صحيفة "هيلونغجيانغ ديلي" المحلية عن "شو"، قوله: "علينا تعميق التعاون العملي في مجال الطاقة بين الصين وروسيا، وتسريع الانفتاح الشامل على روسيا وتقديم مساهمات جديدة لضمان أمن الطاقة الوطني وخدمة التنسيق الاستراتيجي بين الصين وروسيا".

فيما حث "شو" المسؤولين المحليين، خلال زيارته لمنشأة نقل غاز على الحدود، على "التكيف مع التغييرات الجديدة في التجارة بين الصين وروسيا"، قائلاً إنَّ المدينة يمكن أنَّ تصبح بوابة للشرق الأقصى وروسيا.

وكانت الصين بالفعل أكبر مشترٍ للفحم الروسي، إذ بلغت مشترياتها 54 مليون طن العام الماضي.

ومع ذلك، فإنَّ المقاطعات تأمل في زيادة الواردات.

وروسيا الآن هي ثاني أكبر مصدر للفحم في الصين، بعد إندونيسيا، لكنها تقدمت على أستراليا بعد سلسلة من المواجهات الدبلوماسية مع كانبيرا.

بدورها، قالت شركة Jidian International Trade لتجارة السلع المملوكة للدولة ومقرها في مدينة تشانغتشون الشمالية الشرقية، لصحيفة "فايننشال تايمز"، إنها اشترت ما لا يقل عن 50 ألف طن من الفحم من روسيا منذ بدء العملية العسكرية.

في حين قال مسؤول من الشركة الصينية، لم يُذكَر اسمه: "الصين بحاجة إلى الفحم الروسي ليس لأننا نريد تقديم الدعم لبوتين.. نفعل ذلك لأنه يساعد في حل مشكلاتنا الاقتصادية".

وحسب الخطة الخمسية الرابعة عشرة للفترة من 2021 إلى 2025، التي نُشِرَت قبل أيام، تمر الصين في "مرحلة حرجة" لضمان أمن الطاقة بعدما أصبحت المخاطر الجديدة والقديمة "متشابكة".

كذلك أكد عميد معهد الصين لدراسات سياسة الطاقة بجامعة شيامن "لين بوكيانغ"، حين قال إنَّ السياسة الجديدة تشكّلت بعد العملية العسكرية في أوكرانيا، مضيفاً: "لم يقتصر الأمر على الأزمة الروسية الأوكرانية، لكن أيضاً نقص الطاقة في العام الماضي، قد أيقظ الصين"، في إشارة إلى انقطاع التيار الكهربائي على مستوى البلاد العام الماضي عندما اضطرت عدة مدن إلى تقنين استخدام الكهرباء على أسعار الفحم المرتفعة.

وذكر الاقتصادي الصيني الشهير "رين زيبينج"، أنَّ الصين قد تواجه عقوبات من الولايات المتحدة وأوروبا إذا اشترت المزيد من الطاقة الروسية، لكنها قد تتعرض لضغط تضخمي أكبر إذا اختارت عدم فعل ذلك.

وتابع: "في ظل التغيرات الكبيرة في الطاقة العالمية، فإنَّ أمن إمدادات الطاقة في الصين يواجه قدراً أكبر من عدم اليقين".

في غضون ذلك، أكدت تقارير أن مصافي التكرير الحكومية في الصين تتفاوض مع البائعين الروس سراً، وذلك مع استمرار تدفق معروض البلاد إلى السوق، كما تشتري مصافي التكرير المستقلة في الصين بتكتم.

يُشار إلى أن استهلاك الصين من الطاقة بلغ ما يعادل قرابة 5 مليارات طن من الفحم في عام 2020، وسط دعوات إلى إنتاج ما لا يقل عن 4.6 مليارات طن من الفحم بحلول عام 2025، بما في ذلك 200 مليون طن من النفط الخام و230 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي.

وتعد الصين بالنسبة لروسيا أكبر شريك اقتصادي، حيث بلغ التبادل التجاري بين البلدين نحو 140 مليار دولار في 2021، ولقاء "بوتين"، بنظيره الصيني "شيجين بينغ"، ببكين في 4 فبراير/شباط، كلل بتوقيع صفقات بقيمة 117 مليار دولار للشراء البترول والغاز.

إذ إن الصين تستورد أمرين أساسيين من روسيا، المحروقات (نفط وغاز) والسلاح، بينما تصدر لها كل شيء تقريباً، وهذا ما يجعل الاقتصاديين متكاملين، رغم أن الاقتصادي الصيني أكبر بكثير من نظيره الروسي.

فالناتج الداخلي الإجمالي لروسيا يبلغ نحو 1.5 تريليون دولار، في حين أن الناتج الداخلي الإجمالي يبلغ 18 تريليون دولار.

بينما الاقتصاد الصيني الضخم يمثل المنقذ للاقتصاد الروسي بعد تشديد العقوبات الغربية، خاصة ما تعلق باستمرار تصدير النفط والغاز إلى السوق الصينية في حال أغلقت الأسواق الأوروبية والغربية أبوابها أمام صادرات الطاقة الروسية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الصين روسيا عقوبات نفط روسي الغاز الروسي غزو أوكرانيا

تقارير أميركية: الصين منفتحة على تسليح روسيا

روسيا تطلب عتادا عسكريا من الصين بعد غزو أوكرانيا.. وبكين تنفي

جورج فريدمان: هكذا تعيد حرب أوكرانيا تعريف القوى العظمى