3 رسائل سياسية واقتصادية وراء زيارة عبداللهيان إلى لبنان

الاثنين 28 مارس 2022 08:59 ص

في لحظة محلية وإقليمية حساسة، حط وزير الخارجية الإيراني "حسين أمير عبداللهيان"، في بيروت الأسبوع الماضي، بالتزامن مع الحديث عن انفراجات في العلاقات بين لبنان ودول الخليج بعد أشهر من التأزم.

ووصل "عبداللهيان"، بيروت الخميس، قادماً من دمشق، ليعلن في أول تصريح له من العاصمة اللبنانية أن "التوصل إلى اتفاق نووي بين طهران والدول الكبرى، سينعكس ايجاباً على سائر المنطقة".

هذه الزيارة رأى فيها محللون، أنها تحمل أبعاداً محلية وإقليمية، و3 رسائل سياسية واقتصادية تخص لبنان والمنطقة.

وتأتي الزيارة قبيل نحو شهر ونصف من الانتخابات البرلمانية اللبنانية، وتزامناً مع بروز حلحلة للخلافات اللبنانية – الخليجية، إضافة الى التقدم بالمفاوضات النووية.

وحسب مراقبين، فإن طهران تسعى الى تعزيز نفوذها في لبنان سواء من خلال الدخول بمشاريع حيوية كقطاع الطاقة أم من خلال حلفائها الذين يتطلعون إلى حصد أكثرية برلمانية في الانتخابات المقرر إقامتها في 15 مايو/أيار المقبل.

المحلل والكاتب السياسي "منير الربيع"، رأى أن زيارة "عبداللهيان"، هي تأكيد على الحضور الإيراني في لبنان وسوريا، وبأن طهران لا تزال تحافظ على علاقات ممتازة مع "بشار الأسد" رغم زيارة الأخير إلى الإمارات الأسبوع الماضي.

أما بشأن زيارة لبنان تحديداً، فقال "الربيع"، إنها تحمل ثلاثة رسائل، الأولى هي طمأنة حلفاء طهران بأن أي اتفاق نووي مع الولايات المتحدة لن يؤدي إلى تغيير في موقف إيران الداعم لحلفائها في المنطقة.

ومن بين التطمينات، هي عدم المساومة على "حزب الله"، خصوصاً أن طهران في المفاوضات مع واشنطن تطلب رفع "حزب الله" عن لائحة "الإرهاب" الأمريكية، وكذلك "الحرس الثوري" الإيراني، حسب "الربيع".

الرسالة الثانية، بحسب قول "الربيع"، هي فرض تهدئة سياسية في محاولة لاستدراج السعودية الى لبنان، كي تتعاطى الرياض بواقعية مع النفوذ الإيراني بلبنان، وبأن "حزب الله" سيحقق فوزاً بالانتخابات يتكرس في المرحلة المقبلة.

وتقول عواصم خليجية، بينها الرياض، إن إيران تسيطر على مؤسسات الدولة اللبنانية، عبر حليفتها جماعة "حزب الله"، وهو ما تنفي طهران والجماعة صحته.

أما الرسالة الثالثة، التي حملتها زيارة الوزير الايراني الى بيروت، فهي القول للحكومة اللبنانية، ان إيران جاهزة للتواصل والتعامل معها والدخول في مشاريع واستثمارات تتعلق بالنفط والكهرباء، وفق المتحدث ذاته.

وأشار "الربيع"، إلى أنه من خلال ذلك تسعى إيران لتثبيت نفوذها السياسي وتحوله إلى جزء من العلاقات الاستراتيجية من خلال حضورها في قطاعات أساسية بالمرحلة المقبلة مثل قطاع الطاقة.

وكان الوزير الإيراني، كشف فور وصوله إلى لبنان في تصريحات صحفية أنه طرح على رئيس الحكومة اللبنانية "نجيب ميقاتي"، عندما التقى به في منتدى ميونيخ قبل نحو شهر، استعداد إيران للمساهمة في بناء محطتين لتوليد الطاقة في لبنان، والتعاون بمجالات أخرى.

المحلل السياسي "قاسم قصير"، رأى أن زيارة "عبداللهيان" إلى لبنان غير مرتبطة بالتقارب اللبناني - الخليجي الأخير، إنما تتعلق بالتطورات الإقليمية وملف المفاوضات النووية.

وبعكس ما يعتقد البعض، فإن إيران ليس لديها مشكلة بالتقارب العربي - اللبناني، لأن هذا التقارب يدعم القوى اللبنانية الموجودة في السلطة، ومن ضمنها حلفاء طهران "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، بحسب ما قال "قصير".

وبعد نحو 6 أشهر من التأزم الدبلوماسي على خلفية تصريحات لوزير الإعلام اللبناني السابق "جورج قرداحي"، حول حرب اليمن، بدأت الأسبوع الماضي تظهر بوادر حلحلة من خلال بيانات متبادلة بين بيروت والرياض.

والأربعاء الماضي، قال "ميقاتي" إن "الغيمة" التي خيّمت على علاقات لبنان بدول الخليج إلى "زوال قريباً"، على إثر مبادرة قدمتها الكويت أواخر 2021، تتضمن مطالب خليجية من بيروت بينها عدم التدخل في الشؤون الخليجية والعربية عامة.

وقال "قصير"، إنه "في حال أُبرم الاتفاق النووي من جديد وأزيلت العقوبات عن ايران، لن يعد هناك مبررات لبنانية لعدم قبول مساعدات من إيران أو التعاون معها، خشية العقوبات".

وبذلك تكون هذه الزيارة ممهدة لمرحلة ما بعد الاتفاق النووي، مع تأكيد طهران على أنها لا تزال مستعدة للتعاون مع لبنان ودعمه، وهذا ما اعلنه صراحة الوزير الايراني، وفق "قصير".

أما المحلل السياسي "توفيق شومان"، فاعتبر أن الزيارة الإيرانية تصب في خانة العروض التي تقدم إلى لبنان للاستثمار في قطاعات أساسية كقطاع الطاقة، من ضمن التزاحم الدولي للاستثمار في لبنان في ظل أزمته السياسية والاقتصادية.

وقال "شومان" إن العروض الإيرانية في هذه المجالات لا تختلف عن تلك التي قدمتها دول إقليمية وأجنبية، ومعظمها مرتبط في قطاع الطاقة.

وهنا، الإيرانيون يقولون إنه بما أن هناك مجموعة من العروض الإقليمية والأجنبية للبنان، فإن إيران مستعدة بدورها للدخول في تلك المشاريع، حسب "شومان".

ولفت "شومان" إلى أن الرد اللبناني تجاه ذلك معروف، وهو ما سربته أوساط قريبة من "ميقاتي" مؤخراً من أن هذه العروض يمكن دراستها بعد رفع العقوبات عن طهران.

وبذلك تسعى طهران لتكريس وجودها الاقتصادي والتجاري في لبنان على مختلف المستويات، كما تحاول قوى أجنبية أخرى غيرها إلى ذلك، من خلال عقود تجارية ومشاريع استثمارية، وفق "شومان".

وعلى إثر أزمة اقتصادية طاحنة منذ أكثر من عامين، يعاني لبنان نقصاً حاداً في الوقود والطاقة ما يؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي عن المنشآت لساعات طويلة في اليوم، بينما تتطلع البلاد الى التنقيب عن النفط والغاز مقابل سواحلها.

أما على الصعيد الإقليمي، لفت "شومان" إلى أن زيارة "عبداللهيان" إلى بيروت تمهد أيضاً لعلاقة انفتاحية بين إيران والدول العربية، في ظل المحادثات بين الرياض وطهران.

وكان "عبداللهيان"، أشار في تصريحاته من بيروت إلى الحوار الإيراني السعودي الذي يحصل في بغداد، قائلاً: "نحن نرحب بعودة العلاقات الطبيعية مع المملكة العربية السعودية".

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

لبنان إيران عبداللهيان السعودية

منح إيران نفوذا أوسع.. جنبلاط يستنكر التخلي العربي عن لبنان

ميقاتي: لا نفوذ إيرانيا في لبنان وحزب الله حزب سياسي