الجارديان: روسيا تحاول تركيز هجومها.. وأوكرانيا تريده متعدد الجهات

الثلاثاء 29 مارس 2022 08:23 م

قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إنه في الوقت الذي تحاول فيه القوات الروسية تركيز جهودها على الشرق في أوكرانيا، فإن الأخيرة تسعى لمواصلة القتال بضراوة لكي يستمر الغزو الروسي متعدد الجهات.

وذكرت الصحيفة أن الجيش الروسي أعلن نهاية الأسبوع الماضي عن تغيير في خطته للتركيز على تحرير "دونباس" في خطوة تؤكد أن خطة الغزو الأصلية متعددة الجبهات فشلت في تحقيق أهدافها فى ظل مقاومة شديدة من القوات الأوكرانية.

وأشارت إلى أن العملية العسكرية الروسية تعثرت بعد أقل من أسبوع، خاصة في  شمال غرب مدينة دونباس.

وإذا صح ما أعلنته أوكرانيا بأن قواتها استعادت مدينة إيربين المتنازع عليها الإثنين، فقد يكون التقدم الآن في الاتجاه المعاكس لصالح أوكرانيا.

ووفق الصحيفة فإن العاصمة كييف، بكل أهميتها السياسية، لم تكن بؤرة الاهتمام منذ أسبوع أو أكثر.

وأوضحت "الجارديان" أن روسيا أعادت بالفعل تركيز جهودها على شرق أوكرانيا، مدركةً أن قوات الجيش الروسي منتشرة للغاية، وأن الروح المعنوية لدى جنودها تتدهور، حيث تتكبد خسائر أكبر مما كان متوقعًا.

يقدر المسؤولون الغربيون أن روسيا فقدت ما لا يقل عن 20 كتيبة تكتيكية من أصل قوة غزو أصلية قوامها 115 إلى 120، ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين المذكورين قوله على الأقل فإن الـ20 كتيبة المذكورة "لم تعد فعالة في القتال".

سقوط ماريوبول

وذكرت الصحيفة أن القوات الروسية تتقدم حاليا نحو مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية المدمرة، حيث تحاصر 160 ألف ساكن يعانون من أسوأ ظروف للحرب.

وقال "ماتيو بوليج" من مركز تشاتام هاوس للأبحاث: "ماريوبول ستسقط.. وهذا سيحدث على الأرجح في غضون أيام قليلة".

وقالت الصحيفة إن هذه التعليقات تعكس الظروف المروعة التي تضع فيها القوات الروسية سكان المدينة، والذين ينفذ طعامهم و ذخيرتهم تدريجيا بسبب تطويق المقاتلين الروس للمدينة.

بالنسبة إلى كييف، فإن سقوط ماريوبول يعد احتمالًا مزعجًا، حيث سيؤدي انتصار روسيا في ماريوبول إلى تحرير حوالي 6000 جندي روسي للتوجه إلى ما يمكن أن يكون الهدف المحدد للحرب والذي يتمثل في عملية تطويق أفضل للقوات العسكرية الأوكرانية في الشمال.

 ومع ذلك، يعتقد "بوليج" أن القوات الروسية استنفدت بما فيه الكفاية في المرحلة الأولى من القتال لدرجة أنها ستحتاج إلى "توقف للمرحلة الثانية" قبل تجربة "المرحلة الثالثة، الكماشة".

وتحاول روسيا تكوين تعزيزات من الاحتياطيات العسكرية المتبقية، والقوات التي تم إحضارها من سوريا وأرمينيا وأماكن أخرى، بالإضافة إلى المجندين الجدد، الذين تكون فائدتهم العملياتية محدودة. 

قد يصل عدد هذه الكتائب إلى 10 كتائب، حسب تقديرات استخباراتية غربية.

ووفق الصحيفة فإن هناك أيضًا أدلة على أن القوات الروسية الأخرى، "الوحدات الأكثر تعرضًا للضرب المنتشرة في أوكرانيا"، يتم الآن سحبها من ساحة المعركة وإرسالها إلى روسيا للتعافي.

وقال "جاك واتلينج" من المعهد الملكي للخدمات المتحدة لدراسات الدفاع والأمن (RUSI) إنه من أجل البقاء في الشرق، تحتاج القوات الأوكرانية إلى "منع الروس من أن يكونوا قادرين على تركيز جهودهم على محور واحد في كل مرة" من خلال الاستمرار في الهجوم المضاد في كييف وحولها.

بعبارة أخرى، تتمثل الإستراتيجية الجديدة لروسيا في محاولة تركيز قواتها لتحقيق اختراق.

في غضون ذلك، يتعين على أوكرانيا أن تجد طريقة لجعل هجوم الغزاة الأصلي متعدد الجبهات، من خلال إبقاء القتال منتشرًا.

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

روسيا القوات الروسية الحرب الأوكرانية

جولات أمريكية حول العالم لزيادة الضغط على روسيا بعد تكيفها مع العقوبات