دعا الزعيم الشيعي العراقي "مقتدى الصدر"، الخميس، قوى الإطار التنسيقي الشيعي وحلفاءها الذين يشكلون الثلث المعطل في البرلمان العراقي، إلى تشكيل حكومة "أغلبية وطنية"، من دون الكتلة الصدرية، وذلك بعدما أخفق البرلمان العراقي للمرة الثالثة، الأربعاء، بانتخاب رئيس للجمهورية لعدم اكتمال النصاب.
وقال "الصدر"، الذي تصدّر الانتخابات البرلمانية الأخيرة، في تغريدة على "تويتر"، إن قائمته (الكتلة الصدرية) حققت فوزا "لم يسبق له مثيل" في الانتخابات البرلمانية، ثم نجحت في تشكيل "الكتلة البرلمانية الأكبر" (التي ينص الدستور على تكليف مرشحها لتشكيل الحكومة) من خلال التحالف مع القوى السنية والكردية البارزة.
وأضاف أن هذه التحالفات "أزعجت كثيرين فقاموا بعرقلة انتخاب رئيس البلاد ومن ثم تشكيل الحكومة، إثر مقاطعة جلسات البرلمان".
وتابع: "لكي لا يبقى العراق بلا حكومة فتتردى الأوضاع الأمنية والاقتصادية والخدمية وغيرها، ها أنا ذا أعطي للثلث المعطل (في إشارة إلى قوى الإطار التنسيقي) فرصة للتفاوض مع جميع الكتل بلا استثناء لتشكيل حكومة أغلبية وطنية، من دون الكتلة الصدرية، من أول يوم في شهر رمضان وإلى التاسع من شهر شوال المعظم".
ويشير "الصدر"، بـ"الثلث المعطل" إلى "الإطار التنسيقي" وهو تحالف شيعي نافذ يضم كتلة "دولة القانون" بزعامة رئيس الوزراء الأسبق "نوري المالكي"، وكتلة "الفتح" التي تنضوي تحتها فصائل موالية لإيران، يرغب في تشكيل حكومة توافقية بين جميع القوى الشيعية، كما جرت العادة، وهو ما يرفضه التيار الصدري.
— مقتدى السيد محمد الصدر (@Mu_AlSadr) March 31, 2022
ويأتي قرار "الصدر"، بعد ثلاث محاولات فاشلة لانتخاب رئيس للجمهورية، كان آخرها جلسة برلمانية الأربعاء، وبعد 6 أشهر من الانتخابات البرلمانية المبكرة.
ورفع البرلمان العراقي الأربعاء "حتى إشعار آخر"، جلسته التي كان مقررا أن ينتخب فيها رئيساً للجمهورية.
وتعطّل النصاب بسبب استمرار الخلافات السياسية ومقاطعة عدد من النواب جلسات البرلمان.
ومنشأ هذه الخلافات يعود إلى إعلان نتائج الانتخابات المبكرة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وحينها، خرج التيار الصدري بزعامة رجل الدين الشيعي "مقتدى الصدر"، بأكبر عدد من المقاعد.
وفي العراق، تجري العادة على أن يتمّ تقاسم السلطة على مبدأ التوافق، وأن تشكّل القوى الشيعية مجتمعةً الكتلة الأكبر في البرلمان التي عليها اختيار رئيس للحكومة، لكن الصدر يريد الانقطاع عن ذلك التقليد.
وهو يكرّر مذّاك إصراره على تشكيل حكومة غالبية، وعلى أنّه صاحب الكتلة الأكبر بتحالف ثلاثي باسم "إنقاذ وطن"، مع الحزب الديموقراطي الكردستاني، وتكتل أحزاب سنية أبرزها حزب بقيادة رئيس مجلس النواب "محمد الحلبوسي"، مع نحو 155 نائبا.