سلّط الخبير الإسرائيلي في الأمن القومي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة حيفا "أوري بار يوسف"، الضوء على العثرات التي تواجهها القوات الروسية فى أوكرانيا حتى الآن، مؤكدا أن هناك عدة عوامل أدت لذلك في مقدمتها جهل الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" بالواقع العسكري.
وقال "يوسف"، في مقال بصحيفة "هآرتس" العبرية، إنه بحسب مصادر أمريكية وبريطانية، فإن التفسير الرئيسي لإخفاقات روسيا هو أن "بوتين" لا يعرف الواقع العسكري بصورة كافية.
وأضاف أن وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن" فسّر ذلك بأن "إحدى نقاط ضعف الدول الديكتاتورية، أنه في معارك كهذه لا أشخاص يقولون الحقيقة لمن هو موجود في الحكم".
وذكر الكاتب أن روسيا، قبل شهر ونصف فقط، كانت دولة عظمى، وكل دول العالم قدرت قوتها العسكرية وخافت منها، لكنها تبدو الآن دولة "مجذومة" وقوتها العسكرية التقليدية مثل "قصبة جوفاء".
وأشار الكاتب إلى أنه حتى الآن، يصعب العثور على قرار واحد اتخذته القيادة الروسية كان له فائدة أكبر من الثمن، مؤكدا أن الطريقة التي سارت فيها الحرب من البداية كانت مليئة بالأخطار.
ونوه الكاتب إلى أن "بوتين" كان له قبل بدء الحرب الأوكرانية، سجلا جيد نسبياً في المجال العسكري، وخرج إلى عدة عمليات محدودة أثمرت إنجازات معقولة، وتجنب أخطاراً عديمة المسؤولية.
ولكن يبدو أن "بوتين" لم يكن محصناً إلى الأبد، وحكم استخدام قوة محدودة في شبه جزيرة القرم أو في سوريا ليس كحكم الحرب الشاملة، يقول "يوسف".
وأورد الكاتب بعض النقاط التي اعتبرها بمثابة أخطاء كارثية أرتكبها القادة الروس فى أوكرانيا؛ وتمثلت أولها في محاولة مفاجأة العدو الذي تلقى من حلفائه الغربيين معلومات استخبارية ممتازة عن استعداد الجيش الروسي لشن حرب، وعن مخططاته أيضاً.
ورأى الكاتب أن محاولة الجيش الروسي القيام بعملية غزو واسعة النطاق لأراض واسعة، مع فصل الجهد الأساسي إلى ثلاث جبهات، تسببت في عدم تحقيق أي جبهة التفوق على القوات المدافعة.
وذكر أنه يضاف إلى ذلك إدارة الحرب من الكرملين وليس على يد قيادة مركزية في الميدان؛ وتجاهل صعوبات الإمداد إلى درجة العمى.
كما أن الانتقال إلى قصف المدن، والمس الجماعي بالمواطنين، لم يثمر أي إنجاز على الأرض، لكنه أثار الرأي العام العالمي ضد روسيا وأدى إلى إدانة "بوتين" ومقربيه واعتبارهم مجرمي حرب.
وختم الكاتب مقاله بالقول إنه ثمة استنتاج آخر، وهو أن فشل الجيش الروسي في أوكرانيا، بما يشبه انسحاب الجيش الأمريكي من العراق وأفغانستان، يعلمنا مدى صعوبة الجسر بين القوة العسكرية على الورق والقوة على الأرض.
