ناقش ولي العهد السعودي، الأمير "محمد بن سلمان"، هاتفيا، السبت، مع الرئيس الروسي "فيلاديمير بوتين"، الحرب في أوكرانيا وأسواق الطاقة.
وهذا هو الاتصال الثاني بين الزعيمين منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط، حيث كان الاتصال الأول في 3 مارس/آذار الماضي.
وقالت وكالة الأنباء السعودية "واس"، إن "بن سلمان" تلقى اتصالاً هاتفياً من "بوتين"، تضمن بحث العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، بما يحقق مصالح البلدين والشعبين الصديقين.
وأكد "بن سلمان"، خلال الاتصال مساندة المملكة للجهود التي تؤدي إلى حل سياسي للأزمة في أوكرانيا ويحقق الأمن والاستقرار.
سمو #ولي_العهد ورئيس #روسيا الاتحادية يبحثان هاتفياً العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، وقد أكد سمو ولي العهد خلال الاتصال مساندة المملكة للجهود التي تؤدي إلى حل سياسي للأزمة في #أوكرانيا وتحقق الأمن والاستقرار.https://t.co/Hoav9YAsIU#واس pic.twitter.com/zs0v7YDNQF
— واس الأخبار الملكية (@spagov) April 16, 2022
أما بيان الكرملين، فقد كان أكثر تفصيلا، حيث ذكر أن الزعيمين ناقشا عددا من الملفات الثنائية والدولية الملحة، منها النزاعان في اليمن وأوكرانيا.
ولفتت الرئاسة الروسية، أن الاتصال بين "بوتين" و"بن سلمان"، جرى بمبادرة من الجانب السعودي، استعرض "المسائل الملحة المتعلقة بالتعاون الثنائي، خصوصا في المجال الاقتصادي والتجاري".
وأضاف البيان: "أعرب الجانبان عن سعيهما المشترك إلى مواصلة تطوير الروابط متبادلة المنفعة" بين الدولتين.
وأشاد الرئيس الروسي وولي العهد السعودي، وفقا للبيان، بالعمل المشترك الجاري ضمن إطار تحالف "أوبك+" بهدف ضمان استقرار أسواق النفط العالمية.
وتابع البيان: "تم تبادل الآراء إزاء عدد من الملفات المطروحة على الأجندة الدولية، منها الوضع حول أوكرانيا والتسوية في اليمن".
وأكد البيان أن "بوتين" هنأ السعودية قيادة وشعبا بشهر رمضان الكريم، مضيفا أن الرئيس الروسي وولي عهد المملكة اتفقا على مواصلة الاتصالات بين بلديهما على مختلف المستويات.
وأمام الصراع الروسي الأوكراني، بدا رد فعل معظم دول الخليج، التي اعتبرت الولايات المتحدة على مدى عقود ضامنا لأمنها، محايدا وصامتا، أثناء محاولتها اتباع موقف يحافظ على التعاون مع موسكو في القضايا الجيوسياسية والطاقة، مع تجنب الاتهامات الغربية بأن رفض إدانة روسيا يرقى إلى مستوى الدعم للغزو.
ورفضت السعودية والإمارات، اللتان تشهد علاقتهما الوثيقة مع واشنطن توترا، الاستجابة حتى الآن لمناشدات واشنطن بزيادة إنتاج النفط للحد من ارتفاع أسعار الخام الذي ينذر بموجة ركود عالمية بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
يذكر أن البلدين الخليجيين، عضوان في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" ولديهما فائض في طاقة إنتاج النفط ويمكنهما زيادة الإنتاج وتعويض خسارة الإمدادات.
لكن البلدين يحاولان الحفاظ على موقف حيادي بين الحلفاء الغربيين وموسكو، شريكتهما في تكتل "أوبك+" الذي يشمل "أوبك" ومنتجي نفط مستقلين خارجها.
ووفق مراقبين، فإن ازدواجية موقف السعودية والإمارات، تجاه الموقف المتشدد الذي اتخذه الغرب بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا، يؤكد نجاح الكرملين في بناء طرق الشرق الأوسط على مدى العقد الماضي.