في ظل توتر علاقاتها مع واشنطن.. الإمارات تسعى لتنويع شراكاتها

الأحد 24 أبريل 2022 09:36 ص

"أولئك الذين يتوقعون أن تحدث هذه العملية بسرعة أو بسهولة سيصابون بخيبة أمل على الأرجح".. هكذا علق "جورجيو كافيرو"، الرئيس التنفيذي لشركة تحليلات دول الخليج (Gulf State Analytics) في واشنطن، على توقعات بعض المراقبين بشأن ترميم العلاقات بين أبوظبي وواشنطن، بعدما تعرضت لهزات كبيرة خلال العام الجاري.

وأكد "كافيرو"، في تحليل نشره بموقع "أمواج ميديا"، أن التغلب على المصالح المتضاربة، التي أضرت بالعلاقات الإماراتية الأمريكية، خاصة منذ أن بدأت رئاسة "جو بايدن" للولايات المتحدة، في يناير/كانون الثاني 2021، سيتطلب المزيد من الوقت والجهد، مشيرا إلى أن أحد مصادر التوتر بين البيت الأبيض والقيادة الإماراتية ناتج عن رد إدارة "بايدن" على الهجمات الحوثية ضد أبوظبي في يناير/كانون الثاني الماضي.

وأوضح أن الهجمات الحوثية غير المسبوقة جعلت الإمارات تشعر بالضعف بشكل متزايد، مضيفا: "لعل مصدر القلق الرئيسي لأبوظبي ليس الضرر المحتمل الذي يمكن أن يلحق بمنشآتها النفطية جراء هذه الهجمات فحسب، لكن أيضًا الضرر الذي أصاب سمعة الإمارات كمركز مالي وتجاري آمن في الشرق الأوسط ووجهة سياحية شهيرة".

وعلى الرغم من أن الجيش الأمريكي لعب دورًا مهمًا في حماية الإمارات من طائرات الحوثيين المسيرة وصواريخهم، إلا أن الإماراتيين توقعوا ضمانة أمنية أكبر من واشنطن.

وأشار "كافيرو" إلى أن "الإمارات كانت منزعجة من أن الجنرال (كينيث ماكنزي)، القائد المتقاعد في القيادة المركزية الأمريكية التي تشرف على القوات العسكرية الأمريكية في المنطقة، لم يكلف نفسه بزيارة الإمارات سوى بعد 22 يومًا من ضربة الحوثيين الأولى"، ما دفع "محمد بن زايد" إلى رفض لقاء "ماكنزي" عند وصوله إلى أبوظبي.

وإزاء ذلك، التقى زير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن"، في 29 مارس/آذار الماضي، ولي عهد أبوظبي، الحاكم الفعلي للإمارات، الشيخ "محمد بن زايد آل نهيان" في المغرب، في إطار جهوده لإصلاح العلاقات مع الإمارات، وهو ما علق عليه السفير الإماراتي بواشنطن "يوسف العتيبة" بقوله إن الاجتماع مهد لإعادة الشراكة الثنائية "إلى المسار الصحيح".

وأثناء وجود "بلينكن" في المغرب، أُفيد بأنه اعتذر لولي العهد عن الرد الأمريكي المتأخر على هجمات الحوثيين.

ولم يتضح بعد المدى الذي سيسمح فيه اعتذار "بلينكن" باستعادة درجة أكبر من الثقة الإماراتية في الولايات المتحدة، بحسب "كافيرو"، الذي نوه إلى أهمية إدراك أن "التوترات الإماراتية الأمريكية تطال مجموعة أخرى من القضايا".

وأضاف أن "تقييم المشاكل بين أبوظبي وواشنطن يتطلب تقييم التراجع النسبي للهيمنة الأمريكية"، مستشهدا بتعليق للأكاديمي الإماراتي "عبدالخالق عبدالله"، مستشار "بن زايد" السابق، مفاده أن "الولايات المتحدة لم تعد مهمة كما كانت في السابق، تحديدًا قبل عقد من الزمن".

وفي هذا السياق، يشير "كافيرو" إلى أن دول الخليج تتلقى النصائح تباعا بـ"تنويع شركائها العالميين والبحث عن مزودي خدمات أمنية جديدة"، وقد دفعت هذه الديناميات أبوظبي مؤخرا إلى محاولة تحقيق توازن دقيق بين واشنطن وموسكو على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا.

وتعتبر مواجهة موسكو حاليًا أولوية في السياسة الخارجية لإدارة "بايدن"، لذلك لم يرحب المسؤولون الأمريكييون بتحدث ولي عهد أبوظبي إلى الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" وليس إلى "بايدن" منذ بدء حرب أوكرانيا.

علاوة على ذلك، فإمارة دبي هي المكان الذي كان الأوليجارش الروس (المقربين من بوتين) يقصدونه لوضع ثرواتهم منذ فرض عقوبات غربية صارمة على خلفية الأزمة الأوكرانية، وقد ساعدت الإمارات الروس على التهرب من تلك العقوبات، ما أدى في النهاية إلى تقويض أجندة واشنطن.

وبعد فترة طويلة من تسوية الأمور في أوكرانيا، لا شك أن أبوظبي ستسعى إلى مواصلة العمل عن كثب مع موسكو. لذلك، ستجد الولايات المتحدة صعوبة في إشراك الإمارات في خططها لإضعاف روسيا وعزلها.

وتعتقد أبوظبي أنه يجب عليها تعزيز رسالتها بأن الإمارات لديها خيارات أخرى غير الولايات المتحدة وأن واشنطن بحاجة إلى الدولة الخليجية العربية، حسبما "كافيرو"، مؤكدا أن "موقع أبوظبي بالنسبة إلى الولايات المتحدة تراجع مقارنة عما كان عليه أيام (الرئيس الأمريكي السابق دونالد) ترامب".

وأشار إلى أن بعض التحديات الدولية قد تجبر الولايات المتحدة على إعادة النظر في نهجها تجاه شركائها في دول الخليج كالسعودية والإمارات. وتابع: "ومع ذلك، إذا كان هذا الأمر سيحدث أم لا يعتمد في رأيي أكثر على المدى الذي سيذهب إليه هؤلاء الأصدقاء في دعم المصالح الأمريكية في المستقبل".

واعتبر "كافيرو" أنه "ليس من الواضح ما إذا كانت إدارة "بايدن" ستتخذ خطوات من شأنها أن تهدىء المخاوف الإماراتية بشأن السياسة الخارجية الأمريكية"، لكنه شكك في خفض الإمارات سقف علاقاتها مع موسكو، على الأقل إلى الحد الذي يروق لواشنطن.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الإمارات جو بايدن محمد بن زايد أنتوني بلينكن كينيث ماكنزي