لقي 8 أطفال مصريين حتفهم جراء غرق تروسيكل (حافلة صغيرة مكشوفة)، بممر مائي، في محافظة البحيرة (شمال البلاد).

ونقلت وسائل إعلام مصرية، عن شهود عيان قولهم، إن الأطفال ضحايا الحادث من قرية نكلا العنب، وكانوا في طريق العودة إلى منازلهم، عقب الانتهاء من عملهم داخل محطة لفرز البطاطس، للحاق بموعد السحور.

وأشار الشهود إلى أن أعمار الأطفال الغرقى، تتراوح بين 12 و15 عاماً، وقد تم إنقاذ 4 منهم.

وقال أحد شهود العيان، ويدعى "سيد عابد"، من قرية جزيرة نكلا العنب، إن الأطفال كانوا عائدين من العمل في أحد مصانع البطاطس المجمدة، حيث يتوجهون للعمل يوميا بعد الإفطار ويعودون بعد السحور، لمساعدة أهاليهم في الإنفاق على أسرهم.

وتابع: "المصنع يقع في التوفيقية التي تبعد عن قرية الضحايا بحوالي 5 كيلومترات، لذلك كانوا يستأجرون التروسيكل بمشاركة الأجرة بينهم، لتوصيلهم للمصنع وإعادتهم منه يوميا".

من جانبها، صرَّحت النيابة العامة المصرية بدفن الأطفال الثمانية.

وخلال الجنازة، خرج الآلاف من أهالي القرية في وداع الأطفال، واتشحت القرية بالسواد حزناً على أطفالها، وسط صرخات وبكاء أسرهم.

وانتقل صدى الحادث إلى منصات التواصل الاجتماعي، خاصة أنه يتزامن مع قرب حلول عيد الفطر المبارك.

وفي 10 يناير/كانون الثاني الماضي، لقي 8 أطفال مصرعهم غرقاً، ونجا 15 طفلاً آخرين، إثر سقوط سيارة نقل كانوا يستقلونها في نهر النيل، في نطاق قرية "القطا" التابعة لمركز منشأة القناطر في محافظة الجيزة (وسط)، في أثناء عودتهم من مزرعة يعملون فيها إلى منازلهم في إحدى قرى محافظة المنوفية (دلتا النيل/شمال).

وتشهد عمالة الأطفال في مصر ارتفاعاً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، ولا سيما في القرى والأرياف، نتيجة غلاء الأسعار وتراجع دخل العائلات، بما يشكل خطورة داهمة عليهم.

وسبق أن لقيت طفلة مصرعها أخيراً، وأُصيب 18 آخرون، في انقلاب سيارة نقل كانت تقلّ أطفالاً إلى أعمالهم في مدينة الصالحية بمحافظة الشرقية (دلتا النيل/شمال).

ويقضي مشروع قانون العمل الجديد الذي أعدته الحكومة، ووافق عليه مجلس الشيوخ في 2 يناير/كانون الثاني الماضي، تمهيداً لإقراره في جلسات مجلس النواب، بتشغيل الأطفال في مصر من 15 سنة، وجواز تدريبهم من سنّ 14، وذلك بالمخالفة لاتفاقية منظمة العمل الدولية بشأن عمل الأطفال، التي صدّقت عليها مصر.