و. بوست: تصرفات روسيا تعيد رسم خارطة سوق الطاقة.. والجزائر أبرز المستفيدين

الأحد 1 مايو 2022 09:59 ص

قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إنه في ظل التهديدات الروسية بقطع الغاز عن دول أوروبية في حال عدم الدفع بالروبل، تسارع بعض هذه الدول للبحث عن بدائل لاستبدال الواردات الروسية، في خطوة قد تعيد رسم خارطة سوق الطاقة العالمية.

وأضافت أن أبرز المستفيدين من التطورات الجديدة قد تكون دول إفريقية مثل الجزائر، التي لطالما كانت لاعبا متوسط المخاطر في سوق الطاقة العالمية، ولكن التطورات الأخيرة جعلت الأنظار تتجه لها، إذ أجرى رئيس الوزراء الإيطالي، "ماريو دراجي" زيارة لها قبل أسابيع لتوقيع اتفاق زيادة واردات الغاز الطبيعي.

وأعادت الأزمة مع روسيا، أيضا، توجيه الأنظار نحو دول مثل أنجولا ونيجيريا والكونغو، الذين لم يكونوا من قبل في مقدمة الخيارات في أسواق الطاقة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه على المدى المتوسط اتجهت الدول الأوروبية لاستيراد الغاز الطبيعي من قطر والولايات المتحدة رغم أنها قد تكون مكلفة من الناحية الاقتصادية.

هذه التحركات الأوروبية تأتي ردا على التهديدات الروسية التي تلت إجراءات موسكو بقطع الغاز عن دول أوروبية لرفضهما الدفع بالروبل، الأمر الذي دفع بدول مثل ألمانيا وإيطاليا إلى طمأنة مواطنيهم بأنهم يبحثون عن حلول بديلة إذا قام الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين بتوسيع الحظر.

ورجحت الصحيفة أن الأشهر الـ18 المقبلة ستكون وقتا مروعا لأوروبا، خاصة مع ارتفاع الأسعار فيما تكافح الحكومات من أجل استمرار تشغيل مصانعها وتوفير التدفئة للمنازل والحفاظ على محطات الكهرباء، إذ لا توجد بدائل كافية على المدى القريب لتجنب معاناة اقتصادية كبيرة في الشتاء المقبل إذا توقفت إمدادات الغاز الروسي.

ونقلت الصحيفة عن الباحث في أمن الطاقة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، "إدوارد تشاو" قوله: "إنها لعبة خطيرة.. لا أعرف كيف من المفترض أن ينتهي هذا. يبدو الأمر وكأنه سينتهي في مكان سيئ للغاية لكل من أوروبا وروسيا".

وأضاف "لن يتمكن أحد من إنتاج مزيد من الغاز الطبيعي بسرعة، بعيدا عن الطموحات التي تصبو إليها الحكومات" الأوروبية.

فيما قال الباحث في "أس أند بي غلوبل" "دانيال يرغين" إن ما "يحدث هو إعادة ترتيب عالمية مفاجئة لأسواق الطاقة بالتحول المفاجئ عن روسيا، التي أمضت عقودا في محاولة استخدام احتياطياتها السخية من النفط والغاز للاندماج في الاقتصاد العالمي"، وفق فضائية "الحرة".

وأوضح أن "هذا الأمر يحدث بشكل أسرع مما كان يتصور قبل شهرين. لقد دمر بوتين في 8 أسابيع من الحرب ما أمضى 22 عاما في بنائه".

وأشارت الصحيفة إلى أن سوق الغاز في أوروبا أصبح مزيجا من المستوردات، إذ تتجه إيطاليا للجزائر، فيما قد تتحول بلغاريا للاستيراد من اليونان، ويمكن لبولندا أن تتحول للاستيراد من النرويج.

ولفتت إلى أن بعض الدول الأوروبية غير مستعدة لمثل هذه الأوقات، مثل ألمانيا التي يأتي نصف إمداداتها من الغاز من روسيا.

وما تزال ردود فعل الدول الأوروبية منقسمة تجاه التهديدات الروسية بقطع إمدادات الغاز إذا لم يتم الدفع بالروبل.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

النفط الغاز أوكرانيا الجزائر الحرب الروسية الأوكرانية إمدادات الغاز إمدادات النفط

لافروف يزور الجزائر لبحث أزمات أوكرانيا وليبيا والطاقة