سياسيون التصقوا في مقاعدهم لعقود يخسرونها اليوم لصالح وجوه جديدة، كان هذا هو خلاصة مشهد الانتخابات البرلمانية اللبنانية، التي أظهرت نتائجها غير الرسمية عن تراجع قوى متحالفة مع "حزب الله"، في مقابل تقدم أخرى متحالفة مع السعودية ومعارضة للحزب الموالي لإيران.
واعتبرت تقارير لبنانية أن النتائج لم تخل من مفاجآت، مثل خسارة نائب رئيس مجلس النواب اللبناني المدعوم من "حزب الله"، "إيلي الفرزلي" مقعده.
وأظهرت النتائج أن "الفرزلي" (72 عاما) فقد مقعده عن المسيحيين الأرثوذكس في قضاء البقاع الغربي، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز".
وكان "الفرزلي" وجها مكروها من قبل المحتجين وقوى الثورة اللبنانية.
كذلك مثلت خسارة رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي "أسعد حردان" مفاجأة أخرى، وهو الذي شغل هذا المقعد منذ عام 1992، لكنه فقده لصالح الأسير المحرر "إلياس جرادي"، وهو من المعارضة.
هناك أيضا "زياد أسود"، والمرشح على لائحة "التيار الوطني الحر"، والذي خسر مقعده الذي كان محافظا عليه منذ 2009 في دائرة صيدا، كذلك، خسرت حركة "أمل" ومرشحها الوحيد هناك "إبراهيم عازار".
أيضا، خسر النائب الدرزي "طلال أرسلان"، والموالي لــ"حزب الله" أيضا مقعده في دائرة عاليه في محافظة جبل لبنان، وكذلك الوزير السابق "وئام وهاب"، في دائرة الشوف.
وفي مقابل هؤلاء، نجحت وجوه جديدة بعضها مقرب من الحراك الشعبي، وهو ما ينبئ بتغير كبير في الخريطة السياسية اللبنانية.
يذكر أن رئيس الوزراء اللبناني السابق "سعد الحريري" علّق على النتائج الأولية، قائلا إنها "هزت الهياكل السياسية في البلاد".
وهذه الانتخابات هي الأولى بعد سلسلة أزمات هزت لبنان خلال العامين الماضيين، بينها انهيار اقتصادي، واحتجاجات شعبية غير مسبوقة ضد السلطة، وانفجار كارثي في بيروت.