تنديد حقوقي بتجنيد أطفال سيناء ضمن مجموعات قبلية تدعم الجيش المصري

الأربعاء 18 مايو 2022 07:13 ص

تداولت المجموعات القبلية في سيناء، شمال شرقي مصر، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، صوراً لأطفال يحملون أنواعا مختلفة من الأسلحة خلال مشاركتهم في العمليات العسكرية المتواصلة منذ أسابيع في مدينتي رفح والشيخ زويد، ما أثار انتقادات حقوقية بشأن "تجنيد الأطفال" هناك.

وعلى مدار الأسابيع الماضية، ظهر عشرات الأطفال المسلحين بجانب أفراد الجيش المصري في مقاطع مصورة، بعض منها كان بثاً مباشراً عبر "فيسبوك"، لقيادات وعناصر في "اتحاد قبائل سيناء" الذي يعمل تحت إمرة أجهزة الاستخبارات المصرية، حسبما أورده موقع "العربي الجديد".

وجاء نشر الصور تأكيدا على التعاون الميداني المباشر، واليومي لاتحاد القبائل مع الجيش المصري، والفخر بذلك، رغم تعرض عدد من الأطفال المجندين للإصابة أو القتل.

ومن جهتها، قالت مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان، إن ظاهرة تجنيد الأطفال، أو استخدامهم في أعمال عسكرية ضمن مجموعات قبلية موالية للجيش المصري في إطار حربه ضد تنظيم "ولاية سيناء" التابع لتنظيم "الدولة" (داعش) في مناطق شمال شبه جزيرة سيناء، "باتت ملحوظة بشكل مطرد خلال النصف الأول من عام 2022".

وذكرت المؤسسة، في بيان، أن هذا التجنيد "يجري تحت إشراف السلطات المصرية، في تحدٍّ صارخ لكل القوانين والمواثيق الدولية التي تشدد على حماية حقوق الأطفال، خصوصاً أثناء النزاعات المسلحة".

وأضافت المنظمة الحقوقية أن "الطفل المُجنَّد يعرف وفقاً لوثيقة صادرة عن منظمة يونيسف الأممية في عام 2007، باعتباره كل طفل يرتبط بقوة، أو بجماعة عسكرية قبل إتمامه سنّ الثامنة عشرة، ويُستخدم كمحارب، أو ضمن الطهاة أو الحمّالين، أو الجواسيس، أو لأغراض جنسية".

ووثق تحليل أجرته المؤسسة صوراً ومقاطع فيديو نشرتها حسابات متعددة على مواقع التواصل الاجتماعي، تابعة للمجموعات القبلية المسلحة الموالية للجيش المصري، بالإضافة إلى شهادات لسكان المنطقة، تؤكد أن عمليات "تجنيد الأطفال"، وكذلك انخراطهم في العمليات العسكرية الأخيرة التي تمت ضد معاقل تنظيم "ولاية سيناء" التقليدية في جنوب مدينتي الشيخ زويد ورفح، جرت بمعرفة الجيش.

 ويُظهر مقطع فيديو، جرى تداوله في 4 مايو/أيار الجاري، أحد هؤلاء الأطفال بعد تعافيه من إصابة ألمت به نتيجة انفجار عبوة ناسفة، ثم عودته مجدداً إلى ميدان القتال، وفي المقطع نوع من الفخر أو التباهي بشجاعة الطفل.

كما وثقت المؤسسة الحقوقية لاحقاً، مقتل هذا الطفل، واسمه "إبراهيم محمد عودة المنيعي" (16 سنة)، في 13 مايو/أيار الجاري، نتيجة انفجار عبوة ناسفة في قرية المقاطعة جنوبي الشيخ زويد، ووثقت أيضاً إصابة طفلين آخرين أثناء اشتباكات مسلحة مع عناصر "ولاية سيناء" في قرية المقاطعة، وهما الطفل "إبراهيم الهميلع"، الذي أصيب بتاريخ 22 أبريل/نيسان الماضي، والطفل "محمد موسى زريعي"، الذي أصيب بتاريخ 13 مايو/أيار الجاري.

وقالت "سيناء لحقوق الإنسان" إن القانون المصري ينص على أن العمر الإلزامي للتجنيد في القوات المسلحة هو 18 سنة، وشددت على ضرورة مراعاة السلطات للقانون، وكذلك التزاماتها الدولية.

وفي السياق، قال مصدر قبلي من مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء إن "اتحاد قبائل سيناء لم يمانع مشاركة العشرات ممن هم دون الـ18 سنة في صفوف مقاتليه، خصوصاً الذين يشارك إخوانهم أو آباؤهم في المعارك، في محاولة لزيادة أعداد المقاتلين من كل قبيلة، بالإضافة إلى مشاركة عشرات المشردين ممن لا عوائل لهم، سواء الأيتام، أو من بقوا في سيناء من دون أهاليهم".

وأضاف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، أن "ضباط الجيش يرون هؤلاء الأطفال خلال مشاركتهم في المعارك، وخلال التحرك لمهاجمة معاقل التنظيم الإرهابي في مدينتي رفح والشيخ زويد منذ شهر مارس/آذار الماضي، ولا يتم إرجاع أي طفل، أو منعه من المشاركة، أو معاقبة المسؤولين عن إقحامهم في الحرب بهذه الصورة".

وأشار إلى أن هؤلاء الأطفال لديهم حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا "فيسبوك" و"تيك توك"، ويقومون بنشر مقاطع فيديو يحملون فيها السلاح، أو خلال إطلاقهم الرصاص باتجاه أماكن تواجد عناصر "ولاية سيناء"، وبعض المشاهد تظهرهم فوق آليات الجيش المصري، سواء الدبابات، أو المدرعات أثناء تحركها في مناطق العمليات.

وأكد أن "العديد من الأطفال قتلوا، أو أصيبوا نتيجة تعرضهم لهجمات من تنظيم ولاية سيناء أثناء اقتحام قرى رفح والشيخ زويد، وهذا لم يمنع استمرار مشاركتهم حتى الآن، بل عودة بعضهم إلى النشاط العسكري عقب نجاتهم من إصابات في وقت سابق".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

سيناء الجيش المصري ولاية سيناء اتحاد قبائل سيناء تجنيد الأطفال

"سحق الحقوق الأساسية للمدنيين".. تقرير يكشف عن انتهاكات في سيناء

منظمة: إعدامات خارج القانون في سيناء زادت بالأسابيع الماضية

مصر تجند أطفالا لقتال تنظيم الدولة في سيناء.. وتنديد حقوقي