فيديو جديد يكشف اللحظات الأخيرة في حياة شيرين أبو عاقلة

الجمعة 20 مايو 2022 06:48 ص

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو جديد، أظهر الثواني الأخيرة في حياة الصحفية "شيرين أبو عاقلة" برصاصة إسرائيلية في الرأس، يوم 11 مايو/أيار، أثناء تغطيتها لاقتحام القوات الإسرائيلية مخيم جنين في الضفة الغربية.

ويظهر في الفيديو، الذي نشره الصحفي الفلسطيني "رشدي أبوالعوف"، على حسابه في "تويتر"، ولاقى تفاعلا واسعا، مجموعة من الأشخاص، بينهم صحفيون، بعضهم يتبادل الحديث والضحكات، وآخرون يسيرون في الموقع نفسه الذي قتلت فيه "شيرين".

ويبدو الوضع طبيعيا بين الأشخاص دون وجود دلالات على تبادل لإطلاق النار.

ومن الفيديو مشاهدة الصحفية "شيرين" وهي تسير برفقة الصحفية الفلسطينية "شذى حنايشة" وآخرين في خلفية المشهد، وهم يرتدون خوذا وسترات كتب عليها "Press" (صحافة).

وفجأة يسمع صوت لإطلاق النار، لتهتز الصورة وتظهر أقدام الأشخاص وهم يسعون للاحتماء من الرصاص، ويصرخ أحدهم: "حدا تصاوب؟ (هل أصيب أحد؟)".

وتوقف الرصاص لوهلة مع صراخ أحدهم "إسعاف! إسعاف!"، وعاد صوت إطلاق النار مجددا.

وينتهي المقطع ببداية الفيديوهات التي انتشرت سابقا، وأظهرت لحظة قتل "شيرين"، والتي يمكن فيها سماع صوت امرأة لم تظهر في الفيديو وهي تصرخ "إسعاف! إسعاف!"، ليرد الرجل نفسه: "أنو تصاوب؟ (من أصيب؟)"، ويستدرك "شيرين! شيرين! يا عمّي شيرين! إسعاف! إسعاف!".

ويعود صوت إطلاق النار مجددا وسط صراخ المتواجدين مع محاولتهم سحب جثة الصحفية، فيما جلست "شذى حنايشة" محاولة الاحتماء من الرصاص.

ويوجه الرجل ذاته "شذى" بعدم الحركة، ويقول: "خليكي خليكي محلك (ابق مكانك) لا تتحركيش! تتحركيش! مجاهد تتحركش! (لا تتحركي)".

ولاحقا، تسود لحظة صمت، قبل أن يُسمع صوت سيارة الإسعاف في الخلفية، وينتهي المقطع المنشور.

من جانبه، قال المصور "سليم عواد"، الذي كان موجودًا في المنطقة التي استشهدت فيها "شيرين"، إن لحظة إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار على الطاقم الصحفي، لم يكن هناك أي اشتباكات، وكانوا يقفون في منطقة مفتوحة، ومتخذين كافة احتياطات الأمان.

وأضاف خلال مقابلة متلفزة، الخميس: "كنا متواجدين مع الطاقم الصحفي، وكنا نمزح ونضحك بمساحة لا يوجد فيها أي نوع من المواجهات سواء حجارة أو إطلاق النار، وكانت المساحة مفتوحة ويمكن للجيش الإسرائيلي رؤيتنا بوضوح دون أي التباس".

وتابع "عواد: "كنت على وشك المغادرة، فيما كان الطاقم الصحفي يستعد لتغطية الأحداث في جنين، ومن ثم بدأ إطلاق النار من الجانب الإسرائيلي، وخلال ثوان معدودة رأيت الشهيدة شيرين ملقاة على الأرض فيما كان الصحفي على السمودي يحبي بعد إصابته المباشرة، فيما كانت الصحفية شذا حنايشة في صدمة وتعيش حالة رعب".

وقال إن إطلاق النار كان موجّه بشكل واضح على الطاقم الصحفي، رغم وجود كل الإشارات على سلمتيهم من درع واقٍ مكتوب عليه صحافة وخوذة وكاميرات، لكن الاحتلال استهدفهم.

ووفق وسائل إعلام عبرية، فإن الجيش الإسرائيلي لا ينوي فتح تحقيق بشأن ملابسات مقتل شيرين أبو عاقلة، بدعوى عدم وجود شبهات جنائية، وتجنبا لنشوب خلافات في المؤسسة العسكرية والمجتمع الإسرائيليين.

وقال "عاموس هرئيل" المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس"، الخميس إن النيابة الإسرائيلية كانت قد أصدرت في أواخر الانتفاضة الفلسطينية الثانية تعليمات بشأن ضرورة فتح تحقيق في ظروف مقتل المدنيين الفلسطينيين بنيران إسرائيلية إذا لم يكونوا مسلحين.

وأضاف: "لكن النائب العام الحالي يمتنع عن ذلك كما يبدو، لتفادي أي انتقادات من جانب اليمين أو إثارة خلافات داخل الجيش".

فيما اتهم وزير العدل الفلسطيني "محمد شلالدة"، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي بتعمد اغتيال الصحفية "شيرين أبو عاقلة".

وأضاف أن ما توصلت إليه التحقيقات الأولية للنيابة "يؤكد توفر جميع أركان الجريمة في اغتيالها"، مطالبا بضرورة التحرك لمحاسبة من اقترفوا هذه الجريمة.

ووفق تقارير إعلامية، فإن تحقيق النيابة العامة ومعهد الطب العدلي الفلسطيني، كشف أن "شيرين"، قتلت بعيار ناري أصابها خلف الأذن اليسرى، واخترق رأسها، مما يشير إلى أنها كانت مستهدفة من سلاح قناص.

وبيّن التحقيق أنه ليس من المستبعد أن تكون "شيرين" مستهدفة بشكل شخصي، كونها صحفية بارزة ونشطة في شبكة "الجزيرة" القطرية.

كما تشير المعلومات، إلى أن الرصاصة اصطدمت من الداخل بالخوذة الواقية التي كانت ترتديها، حيث توجد آثار تهشم في الجزء الداخلي للخوذة، وتصدعات في القشرة الخارجية؛ ولذلك لم تخرج الرصاصة من الرأس.

ووفق المعلومات، فإن ذلك يدل على أن من أطلق النار، على الأغلب، قناص متمرس، وأن الرصاصة التي قتلت "شيرين" هي من النوع الذي تستخدمه قوات الاحتلال فقط.

وعملت "شيرين أبو عاقلة"، وهي فلسطينية أمريكية، في قناة "الجزيرة"، منذ 25 عاما، وكانت اسما مألوفا في جميع أنحاء العالم العربي، ومعروفة بتوثيقها لمصاعب الحياة الفلسطينية تحت الحكم الإسرائيلي، وقتلت في عقدها السادس.

وأثار إطلاق النار تنديدات وبيانات مثيرة للقلق من جميع أنحاء العالم. كما تعرضت إسرائيل لانتقادات واسعة بسبب سلوك شرطتها، التي قامت بالاعتداء على المشيعين في جنازة "شيرين" الجمعة الماضي في القدس، حيث كاد نعشها أن يسقط أرضا.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

شيرين أبو عاقلة نيابة فلسطين إسرائيل تحقيقات

بلينكن يعزي قطر في الوفاة المأساوية لشيرين أبو عاقلة

100 من مشاهير وفنانين عالميين يطالبون بمحاسبة قتلة شيرين أبو عاقلة

الخارجية القطرية: الأمير تميم بحث في أوروبا جريمة اغتيال شيرين أبوعاقلة