قالت مصادر أمريكية، إن الرئيس "جو بايدن" لا يزال يدرس زيارة السعودية، ولقاء ولي عهدها الأمير "محمد بن سلمان"، والمشاركة في قمة دول مجلس التعاون الخليجي التي تعقد في الرياض.

ونقلت وكالة "رويترز"، عن مصادر الأربعاء، قولها إن الجولة التي يجرى الترتيب لها بهدف لقاء الحلفاء بالخليج، قد تشمل اجتماع "بايدن" في القاعة نفسها مع ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان".

لكن المصادر داخل وخارج الولايات المتحدة، التي تحدثت بشرط عدم الإفصاح عن هوياتها، قالت إنه لم يتم بعد اتخاذ أي قرار نهائي بخصوص هذه الجولة.

وقالت المصادر إن الجولة، التي تم الترتيب لها مبدئيا بعد قمة مجموعة السبع الكبرى في ألمانيا واجتماع حلف شمال الأطلسي في إسبانيا، ستشمل زيارة إسرائيل، حيث سيلتقي "بايدن" مع رئيس الوزراء الإسرائيلي "نفتالي بينيت".

وردا على سؤال بخصوص إمكانية زيارة "بايدن"، السعودية خلال جولته، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض "كارين جان بيير" للصحفيين الأربعاء، إنه لا يوجد لديها مخطط لأي جولة، مضيفة أن "بايدن" متمسك بآرائه السابقة بخصوص ولي العهد السعودي.

جاء ذلك ردا على تقارير تحدثت زيارة "بايدن" المحتملة إلى السعودية، كشفتها شبكة "سي إن إن" الأمريكية ووكالة الأنباء الألمانية، حيث تحدثا عن أن تلك الزيارة، ستتم في نهاية يونيو/حزيران الجاري.

لكن وزير الخارجية السعودي "فيصل بن فرحان" وصف الأمر بـ"الشائعات"، خلال حديثه في منتدى "دافوس" الاقتصادي العالمي، قبل يومين.

وبسبب حالة الغضب من اغتيال الصحفي السعودي المقيم في الولايات المتحدة "جمال خاشقجي"، والذي تقول المخابرات الأمريكية إنه تم بموافقة ولي عهد السعودية، تعهد "بايدن" عند توليه منصبه في يناير/كانون الثاني 2021 بإعادة تقييم العلاقات مع السعودية.

وكانت العلاقات جيدة بين الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" وولي العهد السعودي.

وتجاهل "بايدن" لعدة أشهر "بن سلمان"، ورفض العام الماضي إجراء مكالمة هاتفية ودية، أرادها ولي العهد السعودي، إذ أصر على اقتصار تواصله مع المملكة، في العاهل السعودي "سلمان بن عبدالعزيز".

ويسعى "بايدن" من خلال الزيارة حال تمت، إلى تدعيم العلاقات مع السعودية في وقت يحاول خلاله الرئيس الأمريكي، إيجاد سبل لخفض أسعار البنزين المرتفعة في الولايات المتحدة.

فمن الناحية المثالية من وجهة نظر واشنطن، يمكن أن تنتج الزيارة، انفصال المملكة عن روسيا في مجموعة منتجي "أوبك+"، وتوافق على إنتاج المزيد من النفط ودعم زيادة مماثلة في الإنتاج من قبل الإمارات العربية المتحدة.

ومن شأن ذلك أن يخفف من أسعار النفط، ويعزز الاقتصاد العالمي، ويقوض نفوذ روسيا دفعة في وقت واحد، ما يمنح "بايدن" دفعة يحتاجها بشدة.

ومن غير المؤكد إلى حد كبير أن توافق السعودية على زيادة إنتاج النفط، كما أنها سبق أن رفضت طلبات أمريكية بهذا الشأن، وظلت ملتزمة باتفاق "أوبك+".

وحال تمت الزيارة أيضا، يريد "بايدن"، والحديث للمصادر، المشاركة في قمة دول مجلس التعاون الخليجي التي تعقد في الرياض.

والهدف من مشاركته هو إحياء قمة سنوية بين الولايات المتحدة والمجلس، الذي يضم البحرين والكويت وعُمان وقطر والسعودية والإمارات، وبدأت في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق "باراك أوباما".

ولكن حسب أحد المصادر، فإن واشنطن، قبل الموافقة على القمة، تتطلع إلى تمديد الهدنة في اليمن.

وينقضي الخميس، أجل هدنة مدتها شهرين، تشمل سائر أنحاء اليمن بين التحالف الذي تقوده السعودية وجماعة الحوثيين المؤيدة لإيران، وهي الأولى منذ 2016.

ومنذ أكثر من 7 سنوات، يشهد اليمن حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/أيلول 2014.