قال العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» إن المملكة العربية السعودية قامت على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتشرفت بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، وشهدت منذ تأسيسها لحمة وطنية شهد بها الجميع، واستمرت عجلة التطوير والنماء في وتيرة متصاعدة، رغم التقلبات الاقتصادية الدولية.
وأضاف الملك «سلمان» في خطابه الملكي السنوي، اليوم الأربعاء، أمام مجلس الشورى، أن المملكة ملتزمة دائما بالمواثيق الدولية في سياساتها الخارجية، مشيرا إلى أن المواطن السعودي هو الهدف الأول للتنمية.
وقد افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك «سلمان بن عبد العزيز»، اليوم الأربعاء، أعمال السنة الرابعة من الدورة السادسة لمجلس الشورى، وألقى الخطاب الملكي السنوي الذي تناول فيه السياستين الداخلية والخارجية للدولة.
من جانبه، ألقى رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور «عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ» كلمة رحب فيها بالملك «سلمان» وولي العهد الأمير «محمد بن نايف» وولي ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان»، والأمراء والوزراء في مجلس الشورى.
وقال «آل الشيخ»: «إن المملكة تعيش صورة نادرة من صور التلاحم بين القيادة والشعب, صورة تجسد شعورا مترابطا بين قيادة رشيدة وشعب وفي, أثمرت أمنا واستقرارا ورخاء ونماء» .
وأضاف: «منذ أن تولى خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم وبلادنا تشهد قفزات متسارعة نحو التجديد والرقي والنماء».
وعلى صعيد السياسة الخارجية للمملكة أكد «آل الشيخ» أن القضية الفلسطينية ما تزال تحتل محورا مهما في سياسة المملكة ولطالما أكدت المملكة على وجوب احترام قرارات «الأمم المتحدة »والعهود والمواثيق الدولية والتصدي للممارسات الإسرائيلية التي تقف في وجه جهود السلام, مبينا أن جهود المملكة لم تقف عن نصرة قضايا الأمة, بل تواصلت الجهود تلو الجهود في سبيل إخراج الشعب السوري من أزمته التي يوشك عامها الخامس على الرحيل جراء العمليات العسكرية التي يشنها النظام السوري، مشيرا إلى أن المملكة احتضنت من أجل ذلك اجتماع المعارضة السورية المعتدلة لإيجاد حل للأزمة وإنهاء معاناة الشعب السوري .
وأضاف: «انطلقت عملية عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية ومشاركة عدد من الدول التي جاءت استجابة ونصرة للحكومة الشرعية في الجمهورية اليمنية بعد أن قامت الميليشيات الحوثية بالتعاون مع الرئيس السابق بنقض العهود والاتفاقيات والانقلاب على الحكومة الشرعية».
وفي إطار التعاون العربي مع دول العالم بين «آل الشيخ» أن المملكة احتضنت القمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية حيث نجحت في الخروج بـ«إعلان الرياض» الذي يعد إعلانا غير مسبوق في شموليته وصدوره بدون أي تحفظات.
كما لفت إلى مشاركة وفد المملكة برئاسة الملك «سلمان» في قمة مجموعة العشرين التي عقدت في الجمهورية التركية، موضحا أن تلك المشاركة جاءت تأكيدا على ما تمثله المملكة على الصعيد السياسي والاقتصادي من مكانة كبيرة ومساهمة جلية في دعم الاقتصاد العالمي.
وقال «آل الشيخ»: « القمة السادسة والثلاثين لقادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية جاءت قراراتها ترجمة وتأكيدا على وحدة الصف الخليجي في مواجهة التحديات وتعميقا للروابط الأخوية التاريخية التي تجمع دول الخليج»، مضيفا أن علاقات المملكة مع عدد من دول العالم شهدت تطورا ونماء من خلال الزيارات المتبادلة وتوقيع عدد من الاتفاقيات في مجالات مختلفة حيث زار المملكة منذ تولي الملك «سلمان» أكبر عدد في تاريخ المملكة من زعماء الدول.
كما أشاد بما تم إعلانه من تكوين تحالف يضم 35 دولة إسلامية بقيادة المملكة لمحاربة الإرهاب, والإعلان عن تأسيس مركز عمليات مشتركة يكون مقره الرياض لتنسيق ودعم مكافحة الإرهاب وتطوير البرامج والآليات اللازمة لدعم تلك الجهود.
وقد افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، اليوم الأربعاء، أعمال السنة الرابعة من الدورة السادسة لمجلس الشورى، وذلك بمقر المجلس بالرياض .
وكان في استقباله الأمير «عبدالإله بن عبدالعزيز آل سعود» مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير «فيصل بن بندر بن عبدالعزيز» أمير منطقة الرياض، والأمير «محمد بن نايف بن عبدالعزيز» ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير «فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز» أمير منطقة المدينة المنورة، والأمير «محمد بن سلمان بن عبدالعزيز» ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، والأمير «عبدالعزيز بن سعود بن نايف»، والأمير «عبدالمجيد بن عبدالإله بن عبدالعزيز»، ورئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور «عبدالله بن محمد آل الشيخ» .
