آخرها بريطانيا.. دول تعيد فتح سفاراتها بليبيا بعد 8 سنوات

الخميس 9 يونيو 2022 09:57 ص

تشهد العاصمة الليبية طرابلس، عودة بعثات دبلوماسية للعمل، بعد تعهد الأطراف الليبية، بإيقاف الحرب التي كانت السبب وراء مغادرة أغلب السفارات والبعثات الدبلوماسية العاملة في ليبيا عام 2014.

ومن أبرز الدول التي أعادت افتتاح سفارتها في ليبيا، إسبانيا، وهولندا، وألمانيا، وفرنسا، والجزائر، وأخيرا بريطانيا التي افتتحت سفارتها الأحد الماضي.

وعلى الرغم من تأزم الوضع السياسي في ليبيا، وولادة حكومة موازية لحكومة الوحدة الوطنية، إلا أن عودة البعثات الدبلوماسية يعطي إشارة على استقرار نسبي في الأوضاع الأمنية التي تسود البلاد خلال هذه الفترة.

وفي هذا السياق، يقول المحلل السياسي "جمال الفلاح"، إن عودة السفارات والبعثات الدبلوماسية يعطي رسائل عن عودة الاستقرار في العاصمة طرابلس، ورسالة للأطراف الداخلية التي تفكر في دخول العاصمة بقوة السلاح بأن الوضع لا يسمح بذلك.

كما أن عودة هذه البعثات، تفيد بعدم التفكير بتنصيب رئيس الحكومة المنتخبة من البرلمان "فتحي باشاغا"، ورفض طرابلس للعودة إلى مربع الحرب من جديد.

ويضيف "الفلاح": "هذه العودة هي نجاح ينسب لحكومة (عبد الحميد) الدبيبة التي أعطت وعودا للدول الأجنبية وعلى رأسها بريطانيا بأن العاصمة آمنة، ومسألة التعاون من الجانب الأمني، والحد من الهجرة غير الشرعية، والأمور التي تربط ليبيا بالاتحاد الأوروبي"

وأشار "الفلاح" إلى "وجود تفاهمات بين الدبيبة وبعض التشكيلات المسلحة بالعاصمة لحماية هذه البعثات، وأن مع كل ما حدث لا يمكن الاعتداء عليها،  لأنهم على دراية بالعقبات".

من ناحية أخرى، يقول المحلل السياسي "فوزي الحداد": "بدأ الحديث حول عودة البعثات الدبلوماسية منذ أن استلمت حكومة الوحدة الوطنية السلطة في طرابلس، وهذا الأمر جاء من خلال تفاؤل دولي ومحلي، وهدوء في الأوضاع على الأرض، وغياب شبح الحرب الأهلية، هو ما شجع الكثير من السفراء على العمل من طرابلس حتى وأن لم يفتتحوا سفاراتهم مثل السفارة الإنجليزية والأمريكية واليابانية وغيرها".

وتابع "الحداد": "نجحت حكومة الدبيبة في إثبات أن العاصمة آمنة، وبإمكانها استقبال السفارات مرة أخرى وأعتقد أن هذه الأمر لا يحسب لحكومة الدبيبة فقط، وإنما الأجواء العامة التي خلقتها حكومة الوحدة الوطنية، بمشاركة البرلمان ولجنة 5+5 التي اجتمعت أكثر من مرة وقررت وقف إطلاق النار".

واختتم الحداد بقوله: "سوف نرى سفارات جديدة ستعود للعمل من طرابلس، بعد الابتعاد بشكل كبير عن الحرب فقد كان السبب الرئيسي لمغادرة هذه البعثات هي الحرب الطاحنة التي اندلعت في 2014، وأعتقد أن هذه الحرب لن تعود مره أخرى".

وتُعد عودة البعثات الدبلوماسية علامة فارقة في ظل ما تشهده ليبيا حاليا من صراع سياسي بعد تنصيب مجلس النواب باشاغا رئيسا لحكومة جديدة بدلا من حكومة الدبيبة، الذي يرفض تسليم السلطة إلا لحكومة تأتي وفق برلمان جديد منتخب.

وفي 25 مايو/ أيار الماضي، اقترح الدبيبة انطلاق إجراءات الانتخابات البرلمانية نهاية العام الحالي 2022، مشيرا إلى أن حكومته "لن تبقى دقيقة واحدة بعد إجراء الانتخابات البرلمانية وتشكيل حكومة جديدة".

وجراء خلافات بين المؤسسات الرسمية الليبية، لاسيما بشأن قانوني الانتخاب، تعذر إجراء انتخابات رئاسية في 24 ديسمبر/ كانون الأول 2021، ضمن خطة ترعاها الأمم المتحدة.

وبموازاة مساري باشاغا والدبيبة لإجراء الانتخابات، تبذل الأمم المتحدة جهودا لتحقيق توافق ليبي على قاعدة دستورية تمهد لإجراء الانتخابات "في أقرب وقت ممكن".

المصدر | الخليج الجديد + سبوتنيك

  كلمات مفتاحية

ليبيا فتح سفارة طرابلس جمال الفلاح فوزي الحداد عبد الحميد الدبيبة فتحي باشاغا

القائم بأعمال سفارة ليبيا بالقاهرة يتسلم مهامه

بعد سنوات من إغلاقها.. الاتحاد الأوروبي يعلن بدء العمل بسفارته لدى ليبيا