تداول نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو جديد نشرته سائحة أجنبية، يوثق حدوث مضايقات جماعية لسائحتين في منطقة الأهرامات بمصر.

المقطع الذي نشرته السائحة عبر حسابها على تيك توك، جاء تحت عنوان "travel to recover"، ويظهر عشرات الأطفال والشباب في منطقة الأهرامات بمحافظة الجيزة، جنوب العاصمة المصرية القاهرة، وهم يهرولون وراء سائحتين أجنبيتين.

وكتبت السائحة معلقة على المقطع: "على المرأة في القاهرة أن تتجنب السفر بمفردها، فقد يرى بعض الرجال ذلك دعوة لمهاجمتها".

وأوضحت في شرحها لملابسته بأنها كانت رفقة صديقتها في زيارة للمكان، لكنهما تعرضتا لمضايقات طوال الرحلة، مضيفة بأن "الأهرامات موقع أثري جميل يستحق الزيارة، لكنه في الوقت ذاته خطير وغير مريح، حتى الأطفال حاولوا سرقتنا والتعرض لنا".

وأثارت الواقعة استياء مغردين بمواقع التواصل، متسائلين في استنكار عن الدولة وأفراد الأمن، ومحذرين من تداعيات مثل هذه الحالات على واقع السياحة في البلاد.

وتأتي هذه الواقعة، بعد نحو شهر من تداول مقطع فيديو مماثل تضمن تحرش بعض الأحداث بسائحات في منطقة الأهرامات، وهو ما أثار استياء واسع بمنصات التواصل حينها، دفع السلطات حينها للتدخل وإيقاف المعتدين.

واستفحلت ظاهرة التحرش على السائحات في مصر، وباتت تمثل تهديدا حقيقيا لصناعة السياحة التي تتعرض لتدهور كبير منذ ثورة يناير/كانون الثاني عام 2011.

وخلال الأعوام الخمس الماضية، شهدت مصر العشرات من حوادث الاعتداء على السائحات، تنوعت بين التحرش والاختطاف والاغتصاب، وكان المتهمون في كل تلك الوقائع - تقريبا - رجال الشرطة المنوط بهم حماية السائحات، وليس الاعتداء عليهن.

وكانت شركات سياحية أوروبية كبيرة قد لوحت، في وقت سابق، بتجميد نشاطها في مصر، وبوقف التعاون مع الجانب المصري "بسبب تزايد حالات التحرش الجنسي، بعد أن تلقى مندوبو ما يزيد على 150 وكالة سياحية في شرم الشيخ شكاوى من سائحات تعرضن للتحرش الجنسي من قِبل موظفي الفنادق، فيما تم توثيق 3 حالات اغتصاب".

وكشفت دراسة لوزارة السياحة عن ظاهرة التحرش الجنسي في المناطق السياحية، أن 90% من حوادث التحرش تقع من جانب العاملين في الفنادق تجاه السائحات، وأن أكثر المدن السياحية التي تشهد حالات تحرش هي شرم الشيخ وأقلها الأقصر.