افتتاح أول سفارة إيرانية ثقافية في القدس المحتلة

الخميس 24 ديسمبر 2015 11:12 ص

شهدت مدينة القدس المحتلة هذا الأسبوع افتتاح أول سفارة إيرانية ثقافية في «إسرائيل» منذ 1979، وذلك بافتتاح المركز الثقافي الإيراني في المدينة العربية ببادرة من إسرائيليين ومن يهود غادروا إيران بعد 1979، وفق ما نقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية، أمس الأربعاء.

ويهدف مشروع المركز حسب الصحيفة إلى تعزيز التبادل والتعارف الفني بين «إسرائيل» وإيران على مستوى التصوير الفوتوغرافي والفنون إلى جانب إذاعة لتقديم برامج بالعبرية والفارسية، إلى جانب المطبخ الإيراني والمأكولات الشعبية الفارسية.

وأضافت الصحيفة أن المواقف العدائية المتبادلة بين الحكومتين الإسرائيلية والإيرانية لم تمنع هذا المركز الثقافي من افتتاح أبوابه رغم المواقف السياسية والفتاوى النارية التي أصدرها مرشد الثورة السابق في إيران «الخميني»، وتصريحات رئيس الإيراني السابق «محمود أحمدي نجاد».

وأوردت «الغارديان»، أن المواطنين في البلدين، يسعون إلى تطبيع وتقارب ولو بشكل غير رسمي عن طريق تظاهرات غير رسمية ومبادرات مجتمعية عديدة مثل «إسرائيل تحب إيران» التي أطلقها ناشطون إسرائيليون في 2012، وصولا إلى المركز الجديد، الذي يقوم شعاره على فكرة لا نحتاج الحكومات لإرساء علاقات طبيعية بين «إسرائيل» وإيران.

تطبيع تاريخي

يذكر أن علاقات قوية ربطت بين إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي قبل الثورة الإسلامية، حيث اعترفت إيران زمن «الشاه» بـ«إسرائيل» بعد عامين من تأسيسها عام 1948، ورغم أن حكومة «مصدق» اتخذت قرارا بإغلاق القنصلية الإيرانية في القدس، وهو القرار الذي اعتبره العرب بمثابة تراجع من جانب إيران عن الاعتراف الرسمي بـ«إسرائيل»، إلا علاقات إيران بـ«إسرائيل» اتخذت بعدا أكثر عمقا في أواخر عقد الخمسينات بالتحالف الإستراتيجي بينهما في المجال العسكري، في مواجهة «الأعداء المشتركين» لهما، (العرب والاتحاد السوفيتي)، فاستفادت إيران عن طريق هذا التحالف من تدعيم علاقاتها مع العدو الرئيسي للدول العربية في ظل تزايد حدة العداء بينها وبين الأخيرة، خاصة مصر في عهد الرئيس الراحل «عبدالناصر» وكذلك العراق بعد انقلاب  1958.

واستطاعت إيران الشاه الحصول على السلاح الذي تحتاج إليه من «إسرائيل»، واستفادت أيضا إيران في مشروعاتها الزراعية والصناعية كمشروع قزوين الزراعي الصناعي، واستثمر أصحاب رؤوس الأموال الإسرائيليون في عدد من البنوك المختلطة وشركات الإنتاج والخدمات الإيرانية.

كما أتاحت العلاقات مع إيران لـ«إسرائيل»، الخروج من حصارها السياسي والإقليمي بتدعيم علاقاتها مع دول الجوار غير العربية، واستطاعت «إسرائيل» الحصول على النفط الإيراني مصدرا رئيسيا للنفط، أثناء عدوان 1967، وحرب أكتوبر 1973، واستمرت العلاقة بين الدولتين في هذا التحالف إلى أن قامت الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.

وأظهرت دراسة أعدها «مركز الخليج للدراسات الإستراتيجية» حول تاريخ العلاقات الإيرانية–الإسرائيلية أن طهران استفادت من هذه العلاقات في العديد من المجالات، منها العسكرية حيث حصلت إيران على سلاح من دولة الاحتلال الإسرائيلي، علاوة على إقامة المشروعات الزراعية والصناعية، وكان مقابل ذلك أن حصلت «إسرائيل» على النفط الإيراني كمصدر رئيسي أثناء عدوان 1967 وحرب 1973.

وأوضحت الدراسة أن العلاقة بين تل أبيب وطهران استمرت في هذا التحالف إلى أن قامت الثورة الإسلامية في إيران 1979.

وأكدت دراسة أخرى، أعدها المركز استمرار التعاون الإسرائيلي-الإيراني بعد قيام الثورة الإسلامية في العديد من المجالات أهمها التسلح حيث كانت «إسرائيل» المصدر الأول لسلاح إيران في الفترة من 1980 إلى 1985.

وكشفت صحيفة «هآرتس» العبرية تقريرا داخليا لوزارة الدفاع الإسرائيلية أوضح أن «إسرائيل» حافظت على علاقات صناعية-عسكرية مع إيران تم بموجبها تزويد إيران بـ58 ألف قناع للغازات السامة من شركة «شانون للصناعات الكيماوية» بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية.

وأشارت الدراسة إلى وجود مجموعة من الروابط الاقتصادية التي لم تتوقف بين البلدين من المال إلى النفط والمواد الغذائية وغيرها من المسائل الاقتصادية، حيث تستورد إيران من «إسرائيل» بصورة غير مباشرة قطع غيار للمعدات الزراعية فيما تستورد «إسرائيل» النفط الإيراني بطريق غير مباشر من أوروبا.

وذكرت الدراسة تردد الأنباء مؤخرا عن وجود صلات تجارية سرية بين إيران و200 شركة إسرائيلية، رغم إنكار كل من إيران ومجموعة «عوفر براذرز» الإسرائيلية وجود صفقات تجارية بينهما.

كما كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن الصفقات التجارية كانت تتم من خلال شركات تعمل في تركيا والأردن والخليج ومسجلة في أوروبا، كذلك لا يخفى أن علماء فيزياء من البلدين يعملون سويا ضمن مشروع مشترك في مركز «سيسامي» الدولي للعلوم التجريبية وتطبيقاتها في الشرق الأوسط الذي انطلق قبل بضع سنوات.

وأشارت الدراسة في النهاية إلى أن المتأمل لكل من علاقات «إسرائيل» وإيران يجد أنها اتسمت بالبرجماتية وعداؤهما لا يتعدى ظاهرة التصريحات الإعلامية وأن كلتيهما تلتقي في نقاط عديدة أهمها الهيمنة على المنطقة وهزيمة العرب سياسيا واقتصاديا وعسكريا واستغلال ثرواتهم.

  كلمات مفتاحية

إيران إسرائيل القدس المحتلة تطبيع العرب

النظام العربي وظاهرة التطبيع المجاني مع (إسرائيل)

«الصدر»: ألا يكفي الإمارات تعاونها مع أمريكا حتى تقوم بالتطبيع مع «إسرائيل»

«حركة مقاطعة إسرائيل»: الإمارات تدشن فصلا خطيرا من التطبيع مع الاحتلال

أمين عام منظمة التعاون الإسلامي.. والتطبيع مع الاحتلال!

رأي اليوم: رفض (إسرائيل) الصريح لمباردة السلام صفعة للجامعة العربية ودعاة التطبيع

"نعم" ايرانية للصفقة النووية.. ولا للتطبيع مع "الشيطان الأكبر"

«الحرس الثوري» يحذر السعودية من مواصلة عملياتها في اليمن

إيران تسعى لحوار مع السعودية حول القضايا الإقليمية الملحة

إيران تدفع 7 آلاف دولار لأسرة كل شهيد فلسطيني و30 ألف عن كل منزل دمره الاحتلال

كاتب «إسرائيلي» يؤكد بالدلائل: عداء طهران لتل أبيب «ليس حقيقيا»