تمكَّنت الممرضة «أميرة إسماعيل» في قسم الحضانة بمستشفى جازان العام من إنقاذ حياة 8 أطفال رضع أثناء اندلاع الحريق الذي نشب فجر أمس وخلف نحو 30 حالة وفاة وأكثر من 123 مصابًا.
وتروي الممرضة «أميرة»، ما حدث قائلة، «عندما شب الحريق في المستشفى أخبرونا بسرعة المغادرة حتى لا يتعرض أحد للخطر»، مضيفة: «وهنا تسمرت قدماي، وماذا يفعل هؤلاء الصغار؟ هل نتركهم يموتون؟ وما ذنبهم؟ تجاهلت كل الأصوات وكل الصيحات إلا أنين الصغار، نسيت كل الوجوه إلا عيونهم وهم ينظرون ويقولون في صمت: لا تتركينا. لم أعطِ نفسي أي فرصة للتفكير، لم أهتم بصراخ حارسات الأمن ولا بالرجال الذين كانوا خارج القسم يطلبون منى الخروج، وكنت أردد فقط: اصبروا حتى أخرج الصغار. وقررت فورًا إنقاذهم ولو كان الثمن حياتي، ولن أترك المكان إلا وهم معي».
وأضافت الممرضة: «تمكَّنا من كسر باب الحضانة بمساعدة بعض الموظفين وكان الباب من شدة اللهب لا نستطيع فتحه، وقمت بوضع الأطفال الـ 8 في شرشف واحد وهربنا من باب الولادة»، مؤكدة أن الأطفال الثمانية بخير ولم يتعرض أي منهم للأذى.
«أميرة» أضافت: «رغم حزني على الذين توفوا وأصيبوا، إلا أن سعادتي كبيرة بإنقاذي لهؤلاء الصغار، وما شاهدته داخل القسم لن أنساه أبدًا في تلك اللحظات، كما أنني سعيدة بأنني قمت بدوري على أكمل وجه، وأثبتّ لأشقائي الرجال أن المرأة أيًا كانت وظيفتها قادرة على أن تقوم بدورها على أكمل وجه».
من جانبهم، دشن نشطاء على موقع التواصل الاجتماعى تويتر وسم «#شكرا_أميرة_إسماعيل» أعربوا فيه عن جزيل شكرهم لصنيعها، فقال حساب «صلطان»: «شكرا من القلب أنقذتي 7 أرواح لكي أجرهم وأجر كل خير يفعلونه».
وقال «عبدالكريم»: «الله يبيض وجهك ويرفع قدرك ، أتمنى ما يكتفوا بتكريمها بدرع من أمير المنطقة ووزير الصحة».
فيما قال حساب «أبو بكر» «أنت مثالاً يقتدى به إخلاصك في مهنتك الصعبة دليل على ذلك هذا اللي تعودنا عليه من نساء وبنات جازان».
حساب «ربي اهدني وسددني» شارك قائل: «ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا»، واختتم «ملاك» بقولها: «ويقولون مانبي ممرضات سعوديات فيهم وفيهم ماشاءالله ياكبر أجرك حبيبتي».
واعترافا بجميلها، قام أحد الجنود السعوديين بالحد الجنوبي بتدوّن اسم «أميرة إسماعيل» على عدد من المقذوفات التي توجه ضد الحوثيين، وذلك بعدد الأطفال الذين أنقذتهم.
وعلقت «أميرة» على حملات الشكر المتواصلة لها بقولها: «لا تشكروني فهذا أقل شيء أقدمه في مثل هذه الظروف والمواقف الصعبة، هكذا تربيت، وهكذا علمني والدي، وتلك هي الأخلاق التي يجب أن تتحلى بها كل فتاة تعمل بمهنة التمريض النبيلة».
