عقد ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، مساء السبت، جلسة مباحثات رسمية مع رئيس الوزراء العراقي "مصطفى الكاظمي" في قصر السلام بمدينة جدة غربي المملكة.
جاء ذلك عقب وصول "الكاظمي" إلى جدة في زيارة مفاجئة إلى السعودية ضمن جولة خارجية تقوده إلى إيران الأحد.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أن "بن سلمان" و"الكاظمي" عقدا جلسة مباحثات رسمية، جرى خلالها "استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين ومجالات التعاون المشترك".
وأضافت أن الجانبين "تبادلا وجهات النظر حول عدد من المسائل، بما يسهم في دعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة".
فيما أفاد مكتب رئيس وزراء العراق بأن "الكاظمي وولي العهد السعودي بحثا ملفات ثنائية وإقليمية، وناقشا جهود ترسيخ السلام والتهدئة في المنطقة".
حضر جلسة المباحثات من الجانب السعودي: وزير الخارجية "فيصل بن فرحان بن عبدالله"، وزير الحرس الوطني "عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز"، ووزير التجارة "ماجد بن عبدالله القصبي"، ورئيس الاستخبارات العامة "خالد بن علي الحميدان".
بينما حضرها من الجانب العراقي: وزير الخارجية "فؤاد حسين"، ووكيل جهاز المخابرات الوطني "ماجد علي حسين".
علاقات السعودية وإيران
ولم يرشح عن الجانبين السعودي والعراق أية تفاصيل أخرى بخصوص مباحثات "بن سلمان" و"الكاظمي".
لكن مصادر عراقية مطلعة قالت، لوكالة الأنباء الألمانية ( دب أ) في وقت سابق، إن "الكاظمي سيبحث مع ولي العهد السعودي وكبار مساعديه عدة قضايا يتصدرها سبل تحقيق تقدم في المفاوضات بين السعودية وإيران؛ بما يؤدي إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل بين البلدين".
وامتنعت تلك المصادر عن الإدلاء بأية تفاصيل أخرى.
وتستضيف بغداد منذ العام الماضي مباحثات بين إيران والسعودية جرى آخرها في أبريل/نيسان الماضي؛ لإنهاء القطيعة الممتدة منذ عام 2016، والتوصل إلى تفاهمات بشأن الخلافات القائمة بينهما في عدة ملفات أبرزها الحرب باليمن والبرنامج النووي لطهران.
وقطعت السعودية علاقاتها مع إيران في يناير/كانون الثاني 2016 بعد تعرض سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد لاعتداءات من قبل محتجين على إعدام الرياض رجل الدين السعودي الشيعي المعارض "نمر النمر".
وتتهم دول خليجية، تتقدمها السعودية، إيران بامتلاك "أجندة شيعية" توسعية في المنطقة والتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية، بينها العراق واليمن ولبنان وسوريا، وهو ما تنفيه طهران، وتقول إنها تلتزم بعلاقات حُسن الجوار.
وساطة عراقية
وأكد وزير الخارجية العراقي "فؤاد حسين" خلال اتصال هاتفي بنظيره الإيراني "حسين أمير عبداللهيان"، في 16 يونيو/حزيران الجاري، أنّ "حكومة بلاده عازمة على مواصلة التسهيلات لإجراء محادثات مباشرة بين السعودية وإيران في بغداد".
وقال "حسين"، في بيان صادر عن وزارة الخارجية العراقية، إنّ "الحكومة العراقية عازمة على مواصلة التسهيلات لإجراء محادثات مباشرة بين ممثلي حكومة السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية في بغداد وعلى المستوى الدبلوماسي".
وفي 7 يونيو الجاري، كشف رئيس الوزراء العراقي أنّ المباحثات الإيرانية السعودية التي جرت في بغداد "وصلت إلى مراحل متقدمة".
ومن المقرر أن يشارك "الكاظمي" في قمة مشتركة تعقد في جدة الشهر المقبل سيحضرها الرئيس الأمريكي "جو بايدن" وقادة دول مجلس التعاون الخليجي وملك الأردن "عبدالله الثاني" والرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي".
ووصل "الكاظمي" إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة بوقت سابق من مساء السبت.
وكان في مقدمة مستقبليه، ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان"، ووزير التجارة السعودي "ماجد بن عبدالله القصبي".
