أثار قرار رئيس حكومة الوحدة في ليبيا "عبد الحميد الدبيبة" بتعيين "فرحات بن قدارة" في منصب رئيس مجلس إدارة للمؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، بدلا من "مصطفى صنع الله" الذي رفض الانصياع واعتبر أن حكومة منتهية الولاية، حالة من التوتر ومخاوف من ظهور مؤسسة نفط موازية، وسط مطالبات دولية بضرورة تجنب تسيس النفط في الدولة التي تشهد صراعا على السلطة منذ سنوات.

وفي وقت سابق، قالت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، في بيان، إن قوة مسلحة وملثمة تابعة للحكومة في طرابلس اقتحمت مقر المؤسسة الخميس لتعيين مجلس إدارة جديد.

وقال البيان إن هذه الخطوة غير قانونية وإن المؤسسة ستقدم شكوى إلى النائب العام الليبي ضد ما وصفته "بالحكومة المنتهية".

في المقابل قالت شركة الخليج العربي للنفط، التابعة للمؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا الخميس، إنها ترحب بتعيين مجلس إدارة جديد للمؤسسة،

كما أصدرت شركة أخرى تابعة لمؤسسة النفط، وهي شركة الواحة للنفط، بيانا يدعم مجلس الإدارة الجديد، لكنها سرعان ما حذفته.

بدوره، قال " صنع الله" إن المسؤولين التنفيذيين والشركات التابعة للمؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا ما زالوا يعترفون به رئيسا، مؤكد أنه لا يزال في طرابلس ويعمل على ما وصفها بجهود "التخفيف" لحل الأزمة، دون أن يوضح ماهي تلك الجهود.

وشدد "صنع الله"، في تصريحات نقلتها وكالة رويترز، على أنه بدون ضغط دولي، قد تؤدي الأزمة إلى ظهور مؤسسة نفط وطنية موازية كما حدث خلال الحرب الأهلية الأخيرة في البلاد عندما حكمت إدارتان متنافستان في الشرق والغرب.

وقال: "إذا لم يكن هناك التزام كما حدث سابقا من المجتمع الدولي، فهذا متوقع".

وفي غضون ذلك، دعت الأمم المتحدة، الخميس، إلى "عدم تسييس" مؤسسة النفط الليبية، مؤكدة على أهمية وجود مؤسسات موحدة ومستقلة ومستقرة في البلاد.

وقال "فرحان حق"، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في مؤتمر صحفي عقده بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، إن "المستشارة الخاصة للأمين العام (ستيفاني ويليامز) على اتصال بالأطراف المعنية حول هذا الموضوع".

وأضاف: "من المهم أن تتواجد في ليبيا مؤسسات موحدة ومستقلة ومستقرة، بما في ذلك مؤسسة النفط الليبية، ونحن نسعى معهم إلى التوصل لاتفاق في هذا الصدد".

وأردف: "يجب أن نضع في حسباننا أن الأمم المتحدة تدعم وحدة واستقلالية المؤسسة الوطنية للنفط ونريد من جميع الأطراف الإحجام عن تسييسها وكذلك الإحجام عن أي خطوات أحادية الجانب".

وتابع: "النفط في ليبيا يخص كل الليبيين ولا يجب استخدامه كأداة من أجل اكتساب نقاط سياسية، ولذلك نريد من كل الأطراف الأبعاد عن الخطابات الأحادية والاستفزازية حتي تتمكن ليبيا من السير على طريق الاستقرار والأمن".

وتأتي إقالة "صنع الله" في ظل خلاف حول الصلاحيات بين وزير النفط "محمد عون"، الذي يعتبر مؤسسة النفط تعمل تحت رقابة وإشراف وتوجيه الوزارة، و"صنع الله" المصر على استقلالية المؤسسة.

وليبيا منتج للنفط الخام وعضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" بمتوسط إنتاج يومي 1.4 مليون برميل في الظروف الطبيعية.

وتتصاعد مخاوف من انزلاق ليبيا مجددا إلى حرب أهلية في ظل وجود حكومتين متصارعتين، حيث منح مجلس النواب الثقة لحكومة باشاغا وتعمل من مدينة سرت (وسط).

بينما يرفض رئيس حكومة الوحدة في العاصمة طرابلس (غرب) تسليم السلطة إلا لحكومة تأتي عبر برلمان منتخب من الشعب لإنهاء كل الفترات الانتقالية.