أعلن الرئيس الأمريكي "جو بايدن" عن دعم بلاده للأمن المائي المصري وضرورة صياغة قرار دبلوماسي بشأن أزمة سد النهضة بين القاهرة وأديس أبابا، يكون من شأنه تحقيق مصالح جميع الأطراف ويساهم في منطقة أكثر سلامًا وازدهارًا، مؤكدا التزامه بإجراء حوار بنّاء حول حقوق الإنسان.

جاء ذلك، بحسب بيان أمريكي مصري مشترك، نشره موقع وزارة الخارجية الأمريكية، السبت، عقب لقاء "بايدن" و"السيسي" على هامش قمة جدة للأمن والتنمية.

وجدد "بايدن" و"السيسي" وفق البيان التأكيد على ضرورة إبرام اتفاق بشأن ملء وتشغيل سد النهضة دون مزيد من التأخير على النحو المنصوص عليه في بيان رئيس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بتاريخ 15 سبتمبر/أيلول 2021، وبما يتوافق مع القانون الدولي.

وفي 27 مايو/أيار الماضي، أعلن مدير مشروع سد النهضة "كيفلي هورو" أن عملية الملء الثالث لسد "النهضة" ستكون في أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول المقبلين.

وبينما تتجمد المفاوضات الثلاثية منذ نحو عام، تتمسك القاهرة والخرطوم بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي حول ملء وتشغيل السد لضمان استمرار تدفق حصتهما السنوية من مياه نهر النيل، غير أن إثيوبيا ترفض ذلك وتؤكد أن سدها الذي بدأت تشييده قبل نحو عقد لا يستهدف الإضرار بأحد.

وقامت إثيوبيا بالملء الثاني في يوليو/تموز 2021، بعد عام من آخر مماثل، وسط رفض مصري سوداني باعتبار ذلك "إجراءات أحادية".

وعلى صعيد آخر، أكد الرئيس الأمريكي ونظيره المصري التزامهما المتبادل بإجراء حوار بناء حول حقوق الإنسان، وهو جزء لا يتجزأ من الشراكة القوية بين الولايات المتحدة ومصر.

وأكدا على مواصلة التشاور عن كثب بشأن ضمان تعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية في المجالات السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وأعاد الرئيسان التأكيد على الدور المهم الذي يمكن أن يلعبه المجتمع المدني في هذه المجالات، حسبما ذكر البيان.

وعلى صعيد القضايا الإقليمية، أكد "بايدن" و"السيسي" على تعاون بلديهما الوثيق للتوسط في إيجاد حلول للنزاعات الإقليمية وتعزيز السلام.

وشدد الزعيمان على أن حل الدولتين يظل السبيل الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق حل دائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني وتحقيق مستقبل آمن ومزدهر وكريم للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء.

وأعرب "بايدن" عن دعمه لقيادة مصر الحيوية ودورها التاريخي في تعزيز السلام وإنهاء الصراع، وبالتالي توسيع دائرة السلام بين إسرائيل وجيرانها العرب والعالم، وكذلك الحفاظ على الهدوء المستدام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وفي الملف الليبي، أكدا الرئيسان على ضرورة إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة في أقرب وقت ممكن في ليبيا.

وشددا على أهمية الانسحاب الكامل لجميع القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب والدور المحوري للجنة العسكرية المشتركة 5 + 5 في هذا الصدد، بما في ذلك التطوير السريع للجداول الزمنية.

وشكر الرئيس الأمريكي نظيره المصري على دور القاهرة في المساعدة على توطيد الهدنة اليمنية، لا سيما من خلال تسهيل الرحلات الجوية التجارية من صنعاء إلى القاهرة، وهو عنصر مهم في ترتيب الهدنة بوساطة الأمم المتحدة.

وأعلن الرئيسان التزامهما بإجراء مشاورات منتظمة لحل النزاعات الإقليمية والأزمات الإنسانية في سوريا ولبنان والسودان.

كما شدد "بايدن" على دعم الولايات المتحدة للشعب المصري في الاستجابة للتحديات الاقتصادية الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية.