مستقبل غامض ووضع صعب.. ماذا بعد انسحاب ماسك من صفقة شراء تويتر؟

الأحد 17 يوليو 2022 08:32 ص

تترقب منصة "تويتر" بقلق، نتيجة الدعوى القضائية التي رفعتها على "إيلون ماسك" لإجباره على الالتزام بالاتفاق المبرم بينهما، والذي تعهّد الملياردير بموجبه بشراء المنصّة مقابل 44 مليار دولار، قبل أن ينسحب من هذه الصفقة.

فبين موظفيها القلقين والمعلنين المترددين وإدارتها المقيدة، تجد المنصة نفسها قبل أيام قليلة من أول جلسة قضائية في "وضع صعب".

وقال مهندس يعمل لدى موقع التواصل الاجتماعي، طالبا عدم الكشف عن اسمه: "أفضل نتيجة بالنسبة لي ستكون إذا تركَنا وشأننا، كي نمضي في سبيلنا".

وكشف المهندس عن مغادرة موظفين و"أجواء قلق لا تترك أحدا في حالة ذهنية هادئة".

وأضاف: "ما زلنا نحاول القيام بعملنا بصورة طبيعية، لأن الأسباب التي تدفعنا للعمل لدى تويتر لا تزال قائمة".

لكن لم يكن هناك أي شيء طبيعي بالأساس في العرض الذي قدمه "ماسك" وتراجع عنه في وقت لاحق، قائلا إن إدارة المنصة لم تقدم معلومات جديرة بالثقة حول عدد الحسابات المزيفة على الشبكة.

وهو بعد ذلك انتقد الشبكة، بما في ذلك على منصتها، في تغريدات تسخر من مجلس إدارتها.

وقال محامو المنصة في الدعوى التي قدموها هذا الأسبوع، إن "استخفاف ماسك المتكرر بتويتر وموظفيها يخلق حالة من القلق (...) تلحق الضرر بتويتر وبالمساهمين فيها".

وأضافوا أن تعليقات الملياردير "تعرض تويتر أيضا لتداعيات سلبية تطال عملياتها التجارية وموظفيها وأسعار أسهمها".

وحدد قاض موعدا للجلسة الأولى، الثلاثاء في ولاية ديلاوير، شرق الولايات المتحدة.

وقالت "ديبرا وليامسون" المحللة لدى "إيماركتر"، إن "منصة تويتر تواجه أزمة كبيرة فيما يتعلق بصورتها بينما تتراجع الثقة في قيادتها".

وأضافت: "لكن من غير الواضح ما إذا كان الوضع المتعلق بماسك أثر على عائداتها".

ورأت أن المعلنين الأكثر وفاء بقوا إلى جانبها على الأرجح، لكن أولئك الأقل التزاما بـ"تويتر" قد يكونوا قلصوا انفاقهم على الإعلانات بانتظار النتيجة النهائية.

ويعتقد "أنجيلو كاروسون"، رئيس مجموعة المراقبة "ميديا ماترز" أن الضرر حصل بالفعل، لأن "ماسك دأب على انتقاد إدارة المحتوى".

وبينما تتم محاربة الكراهية والمعلومات المضللة في الداخل على نطاق واسع، يبذل العديد من المعلنين جهودا في هذا الصدد، سعيا لمنع ارتباط علاماتهم التجارية برسائل مسيئة.

وقال "كاروسون"، إنه في أوائل مايو/أيار، وخلال فعالية تسويق سنوية تتفاوض فيها الشركات على صفقات إعلانية كبيرة، "لم تكن تويتر قادرة على تقديم أي وضوح أو ثقة للمعلنين" بأنها ستبقى موقعا آمنا لعرض إعلاناتهم.

وأضاف: "كانت أرقام مبيعاتهم بعيدة جدا عما يحققونه عادة في تلك الفعاليات، ومن الواضح أن الطلب لا يزال بطيئا منذ ذلك الحين".

ولا يمكن لمنصة التواصل الاجتماعي التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقرا، تكبد خسارة زبائن.

وبعكس عمالقة مثل مجموعة "ميتا"، الشركة الأم لـ"جوجل" و"فيسبوك"، التي تهيمن على الإعلانات الإلكترونية، وسجلت أرباحا بمليارات الدولارات، خسرت "تويتر" مئات ملايين الدولارات في 2020 و2021.

وستحصل "تويتر" على أقل من 1% من عائدات الإعلانات العالمية في 2022، بحسب "إيماركتر"، مقارنة بـ12.5% لـ"فيسبوك"، و9% لـ"إنستجرام"، ونحو 2% للمنصة الصاعدة "تيك توك".

علاوة على ذلك، من غير المتوقع أن تسجل قاعدة مستخدمي "تويتر" نموا يذكر، بل قد تتقلص في الولايات المتحدة، وفق "وليامسون" المحلل في "إيماركتر".

وأثار "ماسك" شهية المستثمرين المحتملين بحديثه السابق عن نمو العائدات بـ5 أضعاف، ووصول عدد المستخدمين إلى المليار بحلول 2028.

وبدلا من ذلك، ترتسم معالم معركة قضائية "تنتهي إما بامتلاك تويتر من جانب مستثمر ممتعض قرر في نهاية المطاف أنه لا يريدها، أو أن تترك تويتر وشأنها وتكون أضعف مما كانت عليه قبل أن يبدأ كل هذا"، وفق "وليامسون".

ويُتوقع أن تستمر المعركة لأشهر، وفي وقت تتواصل الرياح الاقتصادية المعاكسة، وتجد الشركات تفسها مرغمة على تحقيق الدخل من تنسيقات صوتية ومرئية جديدة وتنويع مصادر الدخل وجذب جمهور أصغر سنا.

وقال "كاروسون": "بإمكان فيسبوك على الأقل مواجهة تهديدات حالية، وحتى إن كان ردها ضعيفا إلا أنها قادرة على الرد".

وأضاف: "ما لا تستطيع تويتر القيام به الآن هو الرد بشكل مفيد على أي شيء".

وحمل محامو الشبكة الاجتماعية، "ماسك" مسؤولية رفض الموافقة على برنامجين للاحتفاظ بموظفين "صمما للحفاظ على أفضل المواهب المختارة خلال فترة غموض شديد نجمت بشكل أساسي عن سلوك ماسك المتقلب".

داخليًا، فقد بعض الموظفين أيضًا الثقة في الإدارة، التي كانوا يودون أن تتخذ موقفا أكثر صلابة في التعامل مع أثرى رجل في العالم.

وذهب "باركر لايونز" المحلل المالي في "تويتر"، إلى حد التغريد بالعديد من صور "الميم" الساخرة، مستهدفا مجلس إدارة الشركة بسبب صفقتها مع "ماسك".

وفي إحدى التغريدات، يظهر مجلس الإدارة وهو يطلق الأعيرة على "تويتر" فوق تعليق ساخر يقول "من كان بوسعه أن يفعل هذا؟".

المصدر | فرانس برس

  كلمات مفتاحية

إيلون ماسك تويتر فيسبوك إعلانات صفقة تويتر

تويتر تقاضي ماسك بعد تراجعه عن "صفقة الاستحواذ"

رافضا طلب ماسك.. قاض أمريكي يحدد أكتوبر المقبل موعدا لنظر دعوى تويتر

بالربع الثاني من 2022.. "تويتر" تخسر 270 مليون دولار وإيراداتها تتراجع 1%

المعركة تشتعل.. إيلون ماسك يرد على تويتر بدعوى قضائية مضادة

إيلون ماسك يعلن شراء مانشستر يونايتد.. ثم يتراجع عن المزحة