سوريا والعمليات الاستخباراتية تخيم على زيارة أردوغان إلى إيران

الثلاثاء 19 يوليو 2022 04:26 م

توجه الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" إلى إيران، الثلاثاء، في ظل التوترات المتزايدة بين أنقرة وطهران بسبب الأنشطة الاستخباراتية للأخيرة على الأراضي التركية.

ويحضر "أردوغان" ونظيره الإيراني "إبراهيم رئيسي" جولة من المحادثات رفيعة المستوى بين بلديهما، ويلتقيان لاحقًا بالرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" في إطار ما يسمى بعملية أستانا لمناقشة الوضع في سوريا. ويُعتقد أن الأجندة الأساسية ستكون حول رغبة أنقرة في إجراء عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا ضد القوات الكردية السورية.

وقد أرجأ "أردوغان" زيارته إلى إيران عدة مرات خلال العام الماضي، وهو ما تم تفسيره على أنه علامة على العلاقات المضطربة بين البلدين.

والشهر الماضي، اعتقلت السلطات التركية فريق اغتيال قيل إن المخابرات الإيرانية أمرته بقتل سياح إسرائيليين في تركيا. وكانت الحكومة الإسرائيلية زعمت أن طهران تخطط لقتل أو اختطاف سائحين إسرائيليين في إسطنبول رداً على اغتيال العقيد في الحرس الثوري "حسن صياد خدائي".

وقالت مصادر تركية قريبة من التحقيق إن استهداف السياح على الأراضي التركية خط أحمر لن تتسامح معه أنقرة.

وقال مصدر تركي مطلع إن "أنشطة إيران السرية لخطف أو قتل معارضين إيرانيين، إلى جانب خطط استهداف إسرائيليين، أثرت بالفعل على العلاقات الثنائية"، مضيفا: "انهارت الثقة تماما".

وتصاعدت التوترات بين البلدين منذ مقتل معارض إيراني في تركيا عام 2019، بأمر من دبلوماسيين إيرانيين اثنين. وبعد ذلك، استدرج عملاء إيرانيون معارضًا بارزًا من إسطنبول واختطفوه في أكتوبر/تشرين الأول 2020، مما دفع الأتراك لكشف أسماء المشتبه بهم وفضحهم من خلال الفيديوهات وتحقيقات الشرطة.

وجاء ذلك في الوقت الذي كان الجيش التركي يتعامل فيه مع هجوم للنظام السوري مدعوم من إيران على محافظة إدلب السورية في عام 2020، حيث قُتل عشرات الجنود الأتراك في غارة جوية ألقي باللوم فيها على كل من دمشق والقوات الروسية. واستهدف الهجوم التركي المضاد مئات الميليشيات المدعومة من إيران والجماعات المرتبطة بـ"حزب الله".

وتستهدف الميليشيات المرتبطة بإيران بانتظام القواعد التركية في شمال العراق كوسيلة للضغط على أنقرة.

وفي الأسابيع الأخيرة، فتح المسؤولون الإيرانيون جبهة جديدة؛ حيث تم إلقاء اللوم على تركيا في العواصف الرملية التي اجتاحت إيران وأجزاء أخرى من المنطقة، قائلين إن سياسات أنقرة لبناء سدود كبيرة على نهري دجلة والفرات أدت إلى جفاف مساحات من الأرض وتسببت في كارثة بيئية.

ويقول مسؤولون أتراك إن الرواية الإيرانية هي دعاية تهدف إلى تشتيت الانتقادات المحلية. وقال مسؤول تركي طلب عدم الكشف عن هويته: "لقد خلق تغير المناخ وسياسات المياه الخاصة بهم ظروفاً خطرة في البلاد، وخير دليل على ذلك بحيرة أرومية".

وأضاف: "نلاحظ هذا الخطاب العدائي الذي يظهر في وسائل الإعلام الإيرانية وبين المسؤولين على مستوى منخفض".

ويقول "حقي أويجور"، رئيس مركز الدراسات الإيرانية في إسطنبول، إن الحكومة التركية ربما تعمدت تأجيل رحلة "أردوغان" إلى إيران إلى ما بعد زيارة القادة الإسرائيليين والسعوديين إلى أنقرة.

وأضاف: "صحيح أن هناك شعورًا بتوتر كبير بين البلدين، ومع ذلك لا يزال كلا البلدين بحاجة إلى التحدث والعمل بشأن مختلف القضايا، من سوريا والعراق إلى الطاقة والإرهاب".

وقال "أويجور": "بالرغم من التوترات، قد تتطور المحادثات الثنائية بشكل أكثر إيجابية إذا قدمت إيران مقترحات حقيقية تفيد الوضع الأمني ​​لتركيا في سوريا والعراق".

وذكر مصدر آخر مطلع على تفكير الحكومة التركية، أن أنقرة منزعجة بشكل خاص من الموقف الإيراني المستمر تجاه حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة كمنظمة إرهابية.

وقال المصدر: "وعدت إيران بالتعاون في مطاردة حزب العمال الكردستاني، لكن هذا التعاون استمر بضعة أشهر فقط". وأضاف: "إنهم يحافظون على تعاونهم مع حزب العمال الكردستاني في العراق بالقرب من مناطق سنجار ويسمحون بحرية وصول حزب العمال الكردستاني إلى إيران".

وأضاف المصدر أن إيران تعمل ببطء ولكن بثبات على تغيير التركيبة السكانية في حلب السورية، وكذلك الموصل العراقية، وهي مدينة كانت تقليديًا معقلًا سنيًا، لكن جرى تدميرها بعد طرد تنظيم "الدولة الإسلامية" في عام 2017.

وتابع المصدر: "إيران بحاجة إلى أن تكون ذكية في تعاملها مع تركيا لأن أنقرة لديها بدائل مثل إسرائيل".

((3))

وحاليا، يواصل الجيش التركي إرسال تعزيزات إلى شمال سوريا، لا سيما المناطق القريبة من بلدة تل رفعت الخاضعة لسيطرة "وحدات حماية الشعب"، وهي ميليشيا مدعومة من الولايات المتحدة تعتبرها تركيا الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني.

وبسبب علاقتها الوثيقة بالمناطق ذات الأغلبية الشيعية في حلب مثل نبل والزهراء، تقدر إيران أهمية تل رفعت وتعارض احتمال استيلاء الجماعات السورية المدعومة من تركيا عليها.

وقال المصدر الثاني إن تركيا نقلت مرارًا رسالة إلى إيران مفادها أنها لا تنوي مهاجمة هذه المناطق أو الاستيلاء عليها ما لم تهاجم القوات الكردية القوات التركية.

ومن المحتمل أن يناقش الرؤساء التركي والإيراني والروسي هذه الموضوعات خلال اجتماعهم اليوم. ومع ذلك، قال مسؤول تركي كبير إن اجتماعات عملية أستانا تكون لإتمام أخذ بعض القرارات التكميلية، وليس مكانا لنقاش التحديات الأساسية.

المصدر | رجب صويلو/ميدل إيست آي – ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أردوغان بوتين العلاقات التركية الإيرانية تنظيم الدولة حزب العمال حزب العمال الكردستاني وحدات حماية الشعب عملية أستانة

قبل قمة ثلاثية تجمعهما مع بوتين.. رئيسي يستقبل أردوغان في طهران (فيديو)

أوقع قتلى وجرحى.. قصف إسرائيلي على أهداف إيرانية وسورية في دمشق

الرئاسة الإيرانية: رئيسي وماكرون يرفضان التحرك التركي في سوريا

وزير الخارجية التركي يهاتف نظيره الإيراني.. ماذا ناقشا؟

الرئيس التركي: نضالنا مستمر حتى تأمين حدودنا الجنوبية بعمق 30 كم