استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

مشروع جامع لحماية السيادة العربية

الاثنين 28 ديسمبر 2015 07:12 ص

الحاجة باتت أكثر من مُلحة لعمل عربي جماعي لبلورة وإطلاق مشروع جامع يمنع ويردع الخصوم الأعداء، ويحقق توازن قوى يعزز أمن واستقرار الطرف العربي الذي يبقى الطرف الأكثر تأثراً والأقل تأثيراً من تداعيات المشاريع الإقليمية من (إسرائيل) وإيران وتركيا، أو المشاريع الدولية المتقاطعة على أرضنا وعلى حسابنا وخاصة من القوى الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة، واليوم تجرأت وتدخلت روسيا مستفيدة من الانكفاء الأميركي، والرغبة من دول إقليمية تقاطعت مصالح روسيا ولتصفية حسابات في حربها الباردة مع أميركا والغرب لتحول منطقتنا لساحة تنافس وصراع وأشلاء ودماء.

وكنت أشرت سابقاً لمحورية ودور دول مجلس التعاون الخليجي بقيادة السعودية في قيادة وبلورة مشروع عربي - إسلامي جامع بما نملكه من مؤهلات وقدرات ناعمة وصلبة للتصدي للمشاريع الإقليمية والدولية، وذلك لتحصين أمننا واستقرارنا من التهديد والاختراق.

ومن منطلق جيو - إستراتيجي، قامت السعودية خلال تسعة أشهر بإنشاء تحالفين واعدين: «عاصفة الحزم وإعادة الأمل» في اليمن، و«التحالف الإسلامي» لمواجهة ومحاربة التطرف والإرهاب بغض النظر عن مسمياته ومذهبه، بمشاركة خمسة وثلاثين دولة عربية وإسلامية، ولإرسال رسائل عديدة لدول الإقليم والدول الكبرى بأننا نأخذ زمام الأمور، ونرفض الاتهامات المعلبة والصفات النمطية السلبية التي يروج لها أعداء الإسلام، أو من يريدون فهم الإسلام والنظر إلينا عن طريق الأقلية المتطرفة التي لا تمت للإسلام بصلة.

كان لافتاً خلال السنوات الماضية تجرؤ دول إقليمية وأخرى غير عربية على شن عدوان بلا حسيب أو رادع على الدول العربية. فأمريكا شنت حروباً على الصومال وسوريا والعراق وقصفت السودان وليبيا، ودخلت اليوم روسيا على الخط لتزيد الأوضاع تعقيداً ودموية في سوريا. وإسرائيل تعربد من سبعين عاماً في فلسطين، ومتى ما أرادت في سوريا ولبنان، وتجرأت على قصف العراق والسودان وتونس تحت مفهوم يد إسرائيل الطويلة!

وتركيا تخرق اليوم سيادة العراق وسوريا لحماية أمنها القومي ولقتال حزب «العمال الكردستاني»، وترفض قيام دويلة كردية شمال سوريا، وتصر على إنشاء منطقة آمنة على حدودها الجنوبية مع سوريا. وآخر خرق تركي للسيادة العراقية في قاعدة «بعشيقة» لتدريب وحماية قواتها العسكرية التي تدرب القوات العراقية والكردية على الرغم من رفض حكومة بغداد لذلك.

وتمضي إيران بتدخلها السافر والاعتداء على السيادة العربية وتفاخرها بالسيطرة على أربعة عواصم عربية. واستخدام الدول العربية مسرحاً والعرب الموالين لها بيادق ووقوداً على رقعة شطرنج المنقطة لتعزيز نفوذها وتمددها خدمة لمشروع الهيمنة التي تسعى لتحقيقه على حساب العرب وأمننا ووحدتنا.

لفت انتباهي الأسبوع الماضي انعقاد اجتماع بطلب رسمي من العراق، ضمن دورة غير عادية لجامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية لتشكيل موقف عربي رداً على التوغل التركي في محافظة الموصل. وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة التي ترأست الاجتماع الوزاري العربي قد تقدمت بطلب إدراج بند «التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية»، ضمن أجندة الاجتماع.

كان لافتاً انتقاد د.أنور قرقاش في ترؤسه للدورة الطارئة لإيران وتركيا، متهمها بـ«التدخل السافر» في الشؤون الداخلية للدول العربية، وأتت كلمته قوية ومعبرة عن الحالة العربية المتضررة من اعتداء الآخرين على السيادة العربية، حيث قال: «لا يخفى علينا الظروف الدقيقة التي تحيط بكل الدول العربية»، محذراً من وجود محاولات حثيثة لإثارة الفتن في كل دول المنطقة العربية، والتدخل في الشؤون الداخلية العربية. والتلاعب بالثروات الخاصة بينما لا يتدخل العرب في شؤون غيرهم من البلاد الأخرى».

وفي أقوى انتقاد قال الوزير قرقاش: «إن ما يزيد من قلقنا التدخل السافر من جانب تركيا وإيران الذي ترك آثاره السيئة على الاستقرار في العديد من الدول العربية، باعتباره انتهاكاً لسيادتها وسلامتها، على نحو لا يمكن التغاضي عنه ولا التهاون فيه ولا المساومة عليه».

وفي استحضار لما يمثله تدخل الآخرين في شؤوننا العربية، أكد أن سيادتنا وأمننا وسلامتها الإقليمية تمثل خطاً أحمر يستوجب الدفاع عنه بكل ما أوتينا من قوة.. ووجه رسالة للقوى الإقليمية والدولية: «لا تغتروا بمظاهر الضعف القومي الذي يبدو على دولنا هذه الأيام».

خاطب وزير خارجية العراق إبراهيم الجعفري وزراء الخارجية العرب متسائلاً: «ماذا قدمتم للعراق؟!»، وأكد أن العراق سيدحر الإرهاب، بدماء أبنائه، وأنه لا يحتاج مساعدة أحد في القتال بدلاً عنه، ويرفض العراق خرق سيادته سواء من تركيا أو غيرها.

وأدان بيان وزراء خارجية الدول العربية تركيا، «لتوغل وحدات من الجيش التركي في الأراضي العراقية، باعتباره اعتداءً على السيادة العراقية، وتهديداً للأمن القومي العربي»، ودعا البيان في بنده الثاني الحكومة التركية، «إلى سحب قوتها من العراق دون قيد أو شرط».

لهذا بات المطلوب إستراتيجية بل مشروعاً عربياً بقيادة خليجية - مغايراً لردات الفعل - يتصدى ويمنع الآخرين من تهديد الأمن العربي ليس بالشعارات والبيانات بل بأفعال وقوة الردع، فلا نعود بحاجة لعقد اجتماعات طارئة والتنديد والاستنكار، لأن الأفعال أقوى وأهم من الأقوال والتنديد والاستنكار!

  كلمات مفتاحية

السيادة العربية الأمن العربي (إسرائيل) إيران تركيا التحالف الإسلامي القوة العربية المشتركة

الخارجية المصرية: «القوة العربية المشتركة» تختلف عن «التحالف الإسلامي العسكري»

«السيسي»: مصر والسعودية تتخذان خطوات جادة لإنشاء قوة عربية مشتركة

لماذا تأجل اجتماع إقرار القوة العربية المشتركة؟

«ستراتفور»: لماذا قد لا تنجح قوة عربية مشتركة في أداء مهامها؟