طالب سفير الولايات المتحدة ومبعوثها الخاص إلى ليبيا "ريتشارد نورلاند" بتشكيل حكومة موحدة شرعية، وذلك بعد الاشتباكات التي وقعت السبت في مصراتة، غربي البلاد.
وقال "نورلاند" في سلسلة من التغريدات عبر "تويتر": "تُظهر اشتباكات اليوم في مصراتة الاحتمال الخطير بأنّ العنف الأخير سوف يتصاعد. تحث الولايات المتحدة جميع الفاعلين السياسيين ومؤيديهم من بين الجماعات المسلحة على الانسحاب لتجنّب التصعيد والمزيد من الخسائر في الأرواح".
وتابع أن "الجهود المسلحة سواء لاختبار الوضع السياسي الراهن أو الدفاع عنه تنطوي على مخاطر بإعادة ليبيا إلى حقبة اعتقد مواطنوها أنها مضت وولّت، وستتم محاسبة المسؤولين عن مثل هذا السيناريو".
وأكد "نورلاند" أن "هذه التوترات المتصاعدة تؤكد الضرورة الملحة لأن يتبنى القادة السياسيون الليبيون على الفور مسارا متفقًا عليه لإجراء انتخابات يمكنها أن تنشئ حكومة موحدة شرعية بحقّ لخدمة مصالح جميع الليبيين".
وجاءت تغريدات "نورلاند" بعد ساعات قليلة من اشتباك مسلح نشب بين قوات موالية لرئيس حكومة الاستقرار الوطني "فتحي باشاغا" مع قوات موالية لرئيس حكومة الوحدة الوطنية "عبدالحميد الدبيبة"، في مدينة مصراتة التي ينحدر منها الطرفان.
واتهمت قوة العمليات المشتركة مجموعة مسلحة موالية لحكومة الاستقرار الوطني المنبثقة عن البرلمان برئاسة "باشاغا" بالاعتداء عليها في منطقة زريق بمصراتة المعروفة بثقلها العسكري.
وعلقت المستشارة الأممية لدى ليبيا "ستيفاني ويليامز" على الاشتباكات الأخيرة بالقول إن التشكيلات المسلحة تتصارع على السلطة.
وبينت "ويليامز": "طالبنا بالتهدئة خصوصا في غربي ليبيا حيث تتصارع المجموعات المسلحة على السلطة وتمارس ضغوطا على الأطراف السياسية".
وشددت المستشارة الأممية على أنهم أكدوا "على ضرورة حماية استقلالية المؤسسات السيادية وحيادها، بما فيها المؤسسة الوطنية للنفط؛ وذلك لإبعادها عن التجاذبات".
وقالت "ستيفاني وليامز"، في بيان نشرته على حسابها في "تويتر"، إنها أكدت خلال لقائها رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي "خالد المشري" على ضرورة إنجاز الإطار الدستوري اللازم لتنفيذ الإنتخابات بصورة عاجلة.
وبينت "ويليامز" أنها التقت "المشري" أمس في إسطنبول، و"كلانا أدان أعمال العنف المريعة التي اندلعت بين ليلة وضحاها في طرابلس".
وذكرت أنها شددت على ضرورة توصل "المشري" إلى توافق سريع مع رئيس مجلس النواب بشأن هذه المسألة الحساسة، مشيرة إلى أنها قدمت لـ"المشري" إحاطة بشأن خطاب رئيس مجلس النواب حول التعيينات للمناصب السيادية.
وقالت: إن "المشري وافقني الرأي حول ضرورة مناقشة هذه الأمور كجزء من حزمة واحدة".
وأشارت إلى أنها ناقشت مع "المشري" أزمة إدارة المؤسسة الوطنية للنفط مبينة أنها شددت على ضرورة حماية استقلالية المؤسسات السيادية وطبيعتها التقنية.
واعتبرت أن إجراء من هذا النوع "إقالة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط" يفضل أن يتخذ من قبل هيئة تنفيذية منتخبة وموحدة وذات سيادة وشعبية". وفق قولها.
وتتنافس في ليبيا حكومتان، الأولى يرأسها "الدبيبة" وتتخذ من العاصمة طرابلس مقرا لها، أما الثانية فيقودها "فتحي باشاغا" وتتمركز في سرت بعد فشله في تسلم السلطة من العاصمة الليبية.
