خبير إسباني يتساءل عن استهداف غاز الجزائر باسم الديمقراطية

الأربعاء 3 أغسطس 2022 06:07 م

أثارت تصريحات لعالم فزيائي إسباني ضجة كبيرة بعد قوله إن "زيادة الإنفاق الدفاعي لدول أوروبا موجه لغزو دول شمال أفريقيا للسيطرة على مواردها"، متسائلا عن ملف الغاز الجزائري "واستهدافه باسم الديمقراطية".

وحذر عالم الفيزياء الإسباني، "أنطونيو توريل" في حوار مع صحيفة "دياريو دي لون" الإسبانية، من مخاطر نفاد مصادر الطاقة، مضيفا أن "أسلوب حياتنا (يقصد الأوربيين) على وشك الاختفاء".

وتقول الصحيفة الإسبانية إن "توريل"، باحث في "المجلس الأعلى للتحقيقات العلمية" في معهد علوم البحار الإسباني، وهو مؤلف أعمال مثل Petrocalipsis وكان يدرس حالة موارد الطاقة منذ عقد، ولذلك فهو، بحسبها، "يتمتع بميزة علينا جميعًا لأنه سافر إلى المستقبل وعاد"!

وعبر "توريل"، عن اندهاشه من تفضيل المجتمع الاستمرار في إدارة ظهره للواقع، متحدثا عن مخاطر وتداعيات هذا الوضع.

وقال "توريل": إن هناك 4 احتمالات قائمة وهي الفاشية البيئية، أو الفاشية الجديدة، أو الانهيار أو العيش بنسبة 90٪ أقل مما لدينا”.

واعتبر أنه "على المجتمع (يقصد إسبانيا وأوروبا) أن يختار الآن".

ونقلت الصحيفة تحذير "توريل" من نفاد مصادر الطاقة؛ التي بدأت في الانخفاض، مشددا على أن الطاقة المتجددة لا تملك القدرة التي يزعم البعض أنها تمتلكها. كما لفت إلى الحاجة للكثير من المواد والوقود الأحفوري.

ويرى الخبير الإسباني أن "ما نقوم به في أوروبا يعطي الوهم بأننا نسير نحو انتقال (طاقوي) سلس عندما يتعين علينا إجراء انتقال مفاجئ يستلزم تغيير النموذج الاجتماعي".

ولدى سؤاله إذا ما كان هذا سيخلق توترات خطيرة، أجاب "توريل": "بالطبع. لنتذكر الربيع العربي. سندفع المزيد مقابل الحبوب، لكن ماذا سيحدث لمصر وقناة السويس؟ ومع الجزائر والمغرب؟ إنها دول ذات كثافة سكانية عالية، وفي حالة الجزائر، فهي مسلحة حتى الأسنان".

وتابع "توريل"، "إذا واصلنا كما كان من قبل، فأحد الاحتمالات هو التطور نحو الفاشية البيئية، وهو نظام استبدادي يتم فيه فرض سلطوية متوافقة مع إمكانات الكوكب، ولكن بطريقة قمعية".

ومضى قائلا، "أعتقد أننا نسير في هذا الاتجاه. دعنا نذهب في هذا الاتجاه. لا ننسى أننا نشهد عملية عسكرة للضمير مع الحرب في أوكرانيا والأنظار موجهة نحو شمال إفريقيا".

وتساءلت الصحيفة في حوارها مع "توريل" عما إذا كان يعني أن زيادة الإنفاق الدفاعي، هدفه غزو شمال إفريقيا للسيطرة على مواردها، فأجاب الباحث الإسباني: "نعم لقد قمنا بالفعل بعدة أشياء بهذا المعنى، ومن الأمثلة على ذلك الحرب في مالي، والتي لم تكن موجهة ضد ذلك البلد، بل إلى النيجر".

ومضى "توريل" قائلا: "حينها انسحبت القوات الفرنسية من هناك للتركيز حصريًا على النيجر بسبب المناجم (يقصد مناجم اليوارنيوم)، وبما أن البلدان الأخرى لديها مشاكل مثل الجزائر ونيجيريا، فإننا سنحشر أنوفنا دون أدنى شك”.

وعنما سألته الصحيفة: ماذا عن الجزائر؟ فرد قائلا: "في عام 2016 كتبت منشورًا على مدونتي بعنوان ثلاثة أسئلة. وكان أحد هذه الأسئلة “إن كنا سنغزو الجزائر، إذا كنا بحاجة إلى الغاز، فمن الجيد أن نقول إننا سنحقق لهم الديمقراطية”.

ومن شأن هذا الكلام أن يثير تساؤلات خاصة في خضم التوتر الحاصل بين الجزائر وإسبانيا.

وفي 9 يونيو/حزيران الماضي أصدرت جمعية البنوك الجزائرية تعليمات فورية التنفيذ للمؤسسات المالية، تقضي "بتجميد عمليات التصدير والاستيراد من وإلى إسبانيا، ووقف أي عملية توطين بنكي لإجراء عمليات تجارية مع مدريد"، وذلك بعد ساعات من إعلان الجزائر التعليق الفوري لمعاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون مع إسبانيا، الموقعة عام 2002.

والخطوة الجزائرية أتت رداً على تصريحات لرئيس الوزراء الإسباني "بيدرو سانشيز" أمام البرلمان، جدّد فيها التمسك بقرار دعم مبادرة الحكم الذاتي التي تقترحها الرباط في إقليم الصحراء المتنازع عليه مع جبهة البوليساريو.

وكتبت وسائل إعلام جزائرية وإسبانية آنذاك، أن القرار تسبّب بشللٍ تجاري تامّ بين البلدين، باستثناء صادرات الغاز التي تواصلت من الجزائر نحو إسبانيا.

وحسب أرقام معهد التجارة الخارجية الإسباني، بلغت صادرات إسبانيا إلى الجزائر عام 2020 مليارين و107 ملايين دولار، فيما بلغت الواردات مليارين و762 مليون دولار.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الغاز الجزائري دول شمال أفريقيا الطاقة إسبانيا

الرئيس الجزائري يدعو إلى حوار بين منتجي الغاز ومستهلكيه

كيف تراجع النفوذ الفرنسي في شمال أفريقيا؟

اتفاق جزائري إسباني لمراجعة أسعار الغاز