ردا على زيارة بيلوسي.. الصين تطلق مناوراتها الكبرى وتتوغل في تايوان بحرا وجوا

الخميس 4 أغسطس 2022 08:58 ص

توغل الجيش الصيني عدة مرات بشكل سريع داخل الخط الفاصل الذي يقسم مضيق تايوان، اعتباراً من مساء الأربعاء حتى صباح الخميس، قبل أن يطلق مقذوفات باتجاه مضيق تايوان.

جاء ذلك، ضمن مناورات عسكرية أطلقتها بكين الخميس، رداً على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي "نانسي بيلوسي"، للجزيرة التي تعتبرها بكين، جزءاً لا يتجزأ من أراضيها.

ونقلت "رويترز"، عن مصدر (طلب عدم الكشف عن هويته بسب حساسية الأمر)، قوله إن نحو 10 سفن من البحرية الصينية عبرت الخط الفاصل لفترة وجيزة قبل أن "تبعدها" زوارق البحرية التايوانية، موضحاً: "تسللت داخل الخط الفاصل وأجبرناها على الابتعاد".

ولفت إلى أن العديد من الطائرات التابعة للقوات الجوية الصينية عبرت الخط الفاصل عدة مرات، صباح الخميس، ما دفع تايوان إلى نشر طائرات مقاتلة وأنظمة دفاع جوي لتتبع حركة الطائرات الصينية.

وتابع: "حلقت الطائرات الصينية إلى داخل الخط الفاصل ثم إلى الخارج مراراً وتكراراً. يواصلون مضايقتنا والضغط على دفاعنا الجوي".

فيما قالت تايوان إن الصين أرسلت 27 طائرة مقاتلة إلى منطقة دفاعها الجوي، وإن 22 منها عبرت خط الوسط الفاصل بين الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي والصين.

في وقت نقلت وكالة "فرانس برس"، عن مصدر آخر، قوله إن الجيش الصيني أطلق مقذوفات باتجاه مضيق تايوان.

وذكرت الوكالة أن مراسليها رصدوا عدة مقذوفات صغيرة، تطلق من قرب منشآت عسكرية، وتحلق في السماء مخلفة دخاناً أبيض ودوياً على جزيرة بينجتان الصينية، الواقعة قرب مكان المناورات.

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع التايوانية، أن تايبيه فعلت منظوماتها الدفاعية رداً على إطلاق الصين لعدة صواريخ باليستية من طراز "دونجفنج" باتجاه المياه حول تايوان.

والخميس، أعلنت القناة التلفزيونية الصينية "سي سي تي في" (حكومية)، بدء أكبر تدريبات على الإطلاق تنظمها بكين في محيط الجزيرة.

وقالت القناة في رسالة نُشرت على شبكة "ويبو" للتواصل الاجتماعي: "التدريبات بدأت".

وفور بدء المناورات، أكد الجيش التايواني أنه "يستعد للحرب من دون السعي إليها".

في وقت قالت قيادة منطقة العمليات الشرقية في الجيش الصيني، إنها استكملت عدة عمليات إطلاق لصواريخ تقليدية في المياه قبالة الساحل الشرقي لتايوان، الخميس، في إطار تدريبات مقررة.

وقال متحدث باسم القيادة في بيان، إنه تم رفع الضوابط ذات الصلة على المجالين البحري والجوي بعد اكتمال عمليات الإطلاق.

وتعد هذه التدريبات، أكبر تدريبات للصين على الإطلاق حول تايوان، وتقول إن التدريبات ستجرى في مجار مائية مزدحمة وستشمل إطلاق نار طويل المدى بالذخيرة الحية.

فيما ذكرت صحيفة "جلوبال تايمز" نقلا عن محللين عسكريين، أن التدريبات تجري على مدى "غير مسبوق"، لأن الصواريخ تحلق فوق تايوان للمرة الأولى.

وقالت الصحيفة المعروفة بلهجتها القومية: "هذه هي المرة الأولى التي يطلق فيها الجيش الصيني ذخيرة حية ونيران مدفعية بعيدة المدى فوق مضيق تايوان".

وفي إجراء احترازي لضمان السلامة، منعت إدارة الأمن البحري الصينية السفن من دخول المناطق المعنية.

وستجرى هذه التدريبات في سلسلة من المناطق التي تطوق تايوان، وبعضها على بُعد 20 كيلومترا فقط عن الساحل التايواني، وستستمر حتى ظهر الأحد المقبل.

بينما قالت وزارة الدفاع التايوانية في بيان، إن "وزارة الدفاع الوطني تؤكد أنها ستلتزم مبدأ الاستعداد للحرب من دون السعي للحرب".

ولفتت إلى أن الجيش يراقب عن كثب الوضع في الضواحي وبالقرب من الجزر الخارجية، مشددة على أن الجيش سيتفاعل بشكل مناسب مع "وضع العدو وما تتطلبه حماية الأمن الوطني والسيطرة".

وأكدت الوزارة استمرار القوات التايوانية في تعزيز مستوى الإنذار، لافتة إلى تواصل التدريبات كروتين يومي معتاد.

وأضافت الوزارة إنه فيما يتعلق بالتدريبات العسكرية الصينية المخطط لها، فإن تايوان تشجع على الدفاع عن النفس وتنسق بشكل وثيق مع الولايات المتحدة والدول المماثلة لها.

بينما أعلنت وزارة الخارجية في تايوان، عزمها رفع مستوى الإنذار بشأن الهجمات السيبرانية التي تتعرض لها البلاد، استعداداً للرد على الهجمات المستقبلية.

جاء ذلك، بعد أن أعلن المتحدث باسم مجلس الوزراء في تايوان، تعرض المكتب الرئاسي ووزارتي الخارجية والدفاع، لهجمات إلكترونية.

وأضاف المتحدث، أن الهجمات الإلكترونية حاولت بشكل أساسي اختراق المواقع الحكومية، مشيراً إلى أن الحكومة تجري فحصاً على مدار الساعة للأمن السيبراني في كل الوحدات الحكومية، مطالباً جميع الشركات بتعزيز الأمن السيبراني خلال الأيام المقبلة.

واستغرقت زيارة "بيلوسي" إلى هذه المنطقة التي تطالب بها الصين، أقل من 24 ساعة، لكنها أثارت غضب بكين، لأنها أعلى مسؤول أمريكي منتخب، يزور تايبيه منذ 25 عامًا.

وأكدت "بيلوسي" بحزم، أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن الجزيرة التي يحكمها نظام ديمقراطي وتعيش تحت التهديد الدائم لغزو من قبل الجيش الصيني.

ورد وزير الخارجية الصيني "وانج يي"، قائلا إن "الذين يسيئون للصين سيعاقبون حتما".

وعلى صعيد ردود الأفعال، ندد ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي "جوزيب بوريل" الخميس، بالمناورات العسكرية الصينية، قائلاً إن زيارة "بيلوسي" للجزيرة "ليست مبرراً للمناورات".

وقال "بوريل"، في تغريدة: "لا يوجد مبرر لاستخدام زيارة ذريعة لنشاط عسكري عدائي في مضيق تايوان. إنه أمر طبيعي وروتيني للمشرعين من بلادنا أن يقوموا بزيارات دولية".

بينما رأى وزراء خارجية دول مجموعة السبع، أنه "لا مبرر" لاستخدام الصين زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي كـ"ذريعة" لإجراء مناورات عسكرية.

وأضاف وزراء الولايات المتحدة واليابان وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وكندا والمملكة المتحدة في بيان: "من الطبيعي أن يقوم نواب بلداننا بزيارات دولية.. رد (الصين) التصعيدي من شأنه أن يزيد التوتر ويزعزع استقرار المنطقة".

فيما قال مستشار الأمن القومي الأمريكي "جيك سوليفان"، إن التدريبات العسكرية "غير مسؤولة"، وحذر من أنها قد تخرج عن نطاق السيطرة.

واضاف في مقابلة مع الإذاعة الوطنية العامة، أن الولايات المتحدة تأمل في أن تتجنب بكين "التصعيد الذي قد يؤدي إلى خطأ أو سوء تقدير" في الجو أو في البحر.

كما أعربت اليابان للصين عن قلقها بشأن المناطق التي تقام فيها التدريبات العسكرية، والتي تقول إنها تتداخل مع منطقتها الاقتصادية الخالصة.

وقال كبير أمناء مجلس الوزراء "هيروكازو ماتسونو"، إن طوكيو تتوقع أن يتم "حل القضايا المحيطة بتايوان سلميا من خلال الحوار".

ومن جهتهم، حض وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) على ضبط النفس، محذرين من أن الوضع قد يؤدي إلى "نزاعات مفتوحة".

وحذر وزراء آسيان، خلال اجتماعهم في بنوم بنه، من أي "عمل استفزازي".

وقالوا في بيان مشترك، إن الوضع "يمكن أن يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة وبالتالي وفي نهاية المطاف إلى حسابات خاطئة ومواجهات خطيرة ونزاعات مفتوحة بين القوى الكبرى وعواقب لا يمكن التنبؤ بها".

في المقابل، اعتبر الكرملين، أن مستوى التوتر الذي أثارته زيارة "بيلوسي" إلى تايوان "لا ينبغي الاستهانة به".

ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان العالم أقرب إلى الحرب، قال المتحدث باسم الكرملين "ديميتري بيسكوف"، إنه لا يؤيد استخدام هذه الكلمة، لكنه أكد أن الزيارة كانت "استفزازاً".

وأضاف أنه لم يتم التخطيط لإجراء اتصالات إضافية بين الرئيس "فلاديمير بوتين" والزعيم الصيني "شي جين بينج" في ضوء الزيارة.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

الصين تايوان أمريكا الاتحاد الاوروبي محموعة السبع تدريبات عسكرية نانسي بيلوسي

تايوان تعلن اختراق 21 طائرة حربية صينية لمجالها الجوي

فلايت رادار: رقم تعقب قياسي لطائرة نانسي بيلوسي إلى تايوان

‎الإمارات تدعم الصين وتصف زيارة بيلوسي لتايوان بالاستفزازية

بعد بيان مجموعة السبع.. الصين تلغي اجتماعاً ثنائياً مع اليابان

سقوط 5 صواريخ بالستية صينية في مياه اليابان الاقتصادية

بيلوسي تختتم جولتها الآسيوية باليابان.. وتوابع زيارتها لتايوان مستمرة

معهد إسرائيلي: توترات تايوان ستستمر.. ودول المنطقة ستتأثر