استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

أهداف الحرب الإسرائيلية على غزة

الثلاثاء 9 أغسطس 2022 11:13 ص

أهداف الحرب الإسرائيلية على غزة

فشل الإسرائيليون في تحقيق أهدافهم كافة أو فرض إرادتهم من خلال حربٍ استمرت يومين فقط وهي أصلاً تكاد لا تكون حرباً.

أراد الاحتلال محو قواعد اشتباك جديدة فرضتها معركة «سيف القدس» حول وحدة الفلسطينيين وأن الاعتداء في القدس أو الضفة يأتي الرد عليه من غزة.

استهداف «الجهاد» دون غيرها محاولة لإحداث انقسام داخلي فلسطيني عسكريا كالانقسام السياسي بين فتح وحماس إذ يريد الاحتلال الاستفراد بفصيل دون غيره.

إسرائيل لا تريد حرباً طويلة ومواجهة مفتوحة مع غزة ولا مصلحة للاحتلال فيها لكن دخل الإسرائيليون هذه المغامرة رغم خطورة تحولها لحرب طويلة لا يريدونها.

* * *

كان واضحاً في المواجهة العسكرية الأخيرة أنّ إسرائيل لا تريد حرباً طويلة ولا مواجهة مفتوحة مع قطاع غزة، وأن لا مصلحة للاحتلال في هذا الأمر، ومع ذلك فإن الإسرائيليين دخلوا هذه المغامرة، رغم خطورة أن تتحول إلى حرب طويلة لا يريدونها، واستدعوا أكثر من 25 ألف جندي تحسباً لأسوأ الاحتمالات والسيناريوهات.

الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة استمرت يومين فقط، وكان واضحاً منذ لحظتها الأولى، أن تل أبيب تريدها مجرد عملية عسكرية محدودة، ولذلك أبلغت الوسيطَ المصري وأعلنت في وسائل الإعلام وبمختلف اللغات أنها عملية تستهدف حركة الجهاد الإسلامي دون غيرها، وأنها ذات أهداف محددة.

ربما يكون الإسرائيليون قد فشلوا في تحقيق أهدافهم كافة، أو فرض إرادتهم الكاملة من خلال حربٍ استمرت يومين فقط، وهي أصلاً تكاد لا تكون حرباً، وإنما عملية عسكرية محدودة أو جملة اغتيالات، استهدفت عدداً من القيادات العسكرية لحركة «الجهاد»، لكن أسباب وأهداف هذه الحرب يُمكن إيجازها في ما يلي:

أولاً: أراد الاحتلال محو آثار معركة «سيف القدس» التي وضعت قواعد اشتباك جديدة مفادها أن الفلسطينيين وحدة واحدة، وأن الاعتداء على المسجد الأقصى في القدس، أو على الفلسطينيين في الضفة الغربية يمكن أن يأتي الرد عليه من غزة.

ولذلك فإن بداية التصعيد أصلاً كانت في جنين، وباعتقال الشيخ بسام السعدي في الضفة الغربية، إذ كانت تتجه حركة الجهاد الإسلامي في غزة إلى الرد من طرفها قبل أن تبادر إسرائيل لضربة استباقية تريد أن تقول فيها بأنها لا تقبل بهذه المعادلة.

وهذا ما تحدث عنه أيضاً الكاتب الإسرائيلي يوآف ليمور في مقال مطول نشرته جريدة «إسرائيل اليوم»، وأطلق عليه اسم «فصل الجبهات»، حيث إن الاحتلال أراد من هذه الحرب تكريس هذا المبدأ، وإبلاغ القوى الفلسطينية هذه الرسالة. وهذا أيضاً ما يُفسر تصعيد الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى ومسيرات الأعلام التي شوهدت في «باب العامود». إذ يريد الاحتلال باختصار الاقتصاص من معركة «سيف القدس» والانقلاب على نتائجها التي ما كانت مرضية.

ثانياً: التأكيد الإسرائيلي المتكرر على أنَّ العملية تستهدف «الجهاد» دون غيرها، هو محاولة لإحداث انقسام داخلي فلسطيني على المستوى العسكري، على غرار الانقسام السياسي بين فتح وحماس، حيث يريد الاحتلال الاستفراد بفصيل دون غيره، بما يُشكل إحراجا للآخرين ويجلب لهم النقد والإدانة من حلفائهم.

وأغلب الظن أن هذا الانقسام لم يحدث، وربما لن ينجح في غزة بسبب وجود «غرفة العمليات المشتركة» التي تضم الفصائل المسلحة كافة، التي تتخذ القرارات النهائية في الميدان.

ثالثاً: تأتي هذه الحرب قبل شهور قليلة من الانتخابات الإسرائيلية المقررة في 1 نوفمبر 2022، وهي انتخابات مبكرة تأتي على وقع أزمة سياسية عميقة داخل إسرائيل، وهي أزمة تهدد رئيس الوزراء الحالي بانتهاء حياته السياسية، خاصة أنه وصل إلى رئاسة الحكومة كنتيجة لاتفاق مع رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو وليس نتيجة لحصد أصوات انتخابية كافية لجعله في هذا الموقع..

وثمة تاريخ إسرائيلي طويل في هذا المجال وأمثلة كثيرة على استخدام الدماء الفلسطينية والعربية في الرهان الانتخابي، من أبرزها مجزرة «قانا» التي ارتكبها شمعون بيريز في عام 1996 قبل وقت قليل من الانتخابات، على أمل أن يحصد أصوات الناخبين.

رابعاً: ثمة سؤال كبير يتعلق بالحرب الإسرائيلية الأخيرة على حركة الجهاد، إذ بدأت إسرائيلُ الحملة في الضفة الغربية باعتقال الشيخ بسام السعدي وعدد آخر من كوادر الحركة، ومن ثم توسع الأمر إلى اغتيال عدد من القادة العسكريين في غزة، وهذا تفسيره على الأغلب أن الإسرائيليين وصلوا إلى معلومات تتعلق بتطور في إمكانات الحركة، ما دفع أجهزة الأمن الإسرائيلية إلى اتخاذ قرار بتوجيه هذه الضربة لها في الضفة وغزة معاً.

هذه هي الأهداف الإسرائيلية للحرب الأخيرة على غزة، التي استمرت يومين، وأغلبُ الظنّ أنها لم تتحقق، خاصة ما يتعلق بتفكيك الجبهات وإحداث مزيد من الانقسامات داخل الصف الفلسطيني.

* محمد عايش كاتب صحفي فلسطيني

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

الحرب الإسرائيلية إسرائيل انقسام الجهاد الإسلامي حماس قواعد اشتباك سيف القدس فلسطين

العدوان على غزة.. استراتيجية "قص العشب" مستمرة ومصر تلعب نفس الدور

كشف تفاصيل جديدة.. كيف عاش لواء جولاني الإسرائيلي ليلة سوداء في حرب غزة 2014؟

السابعة بدأت ومختلفة.. غزة تشهد 6 حروب مع إسرائيل منذ انسحابها في 2005