رقم قياسي.. حرائق الغابات تلتهم 660 ألف هكتار في أوروبا

الأحد 14 أغسطس 2022 01:33 م

بالرغم من أنّ موسم الحرائق لم ينتهِ بعد، إلّا أنّ الحصيلة الأولية للحرائق تتفاقم في الاتحاد الأوروبي، حيث أتت النيران على أكثر من 660 ألف هكتار منذ يناير/كانون الثاني، وهو رقمٌ قياسي لهذه الفترة من العام، منذ بدء تسجيل بيانات الأقمار الصناعية في العام 2006.

ومنذ بداية يناير/كانون الثاني، قضت الحرائق على 662 ألفا و776 هكتار من الغابات في الاتحاد الأوروبي، وفق البيانات التي حدّثها الأحد، نظام المعلومات الأوروبي حول حرائق الغابات، الذي يحتفظ بإحصائيات قابلة للمقارنة منذ العام 2006، بفضل صور الأقمار الصناعية لبرنامج "كوبرنيكوس" الأوروبي.

وشهدت فرنسا أعواماً أسوأ في السبعينيات، قبل البيانات الأوروبية الموحّدة.

ولكن سنة 2022 تعدّ الأخطر منذ 16 عاماً وفقاً لهذه الأرقام، ويرجع ذلك إلى حدّ كبير إلى حريقين كبيرين متتاليين في جيروند (جنوب غرب البلاد)، حيث وصل رجال الإطفاء الألمان والبولنديون والنمساويون هذا الأسبوع، لتقديم الدعم في إطفاء الحرائق.

والوضع استثنائي أيضاً في وسط أوروبا، حيث استغرق رجال الإطفاء أكثر من 10 أيام في يوليو/تموز للسيطرة على أكبر حريق في تاريخ سلوفينيا الحديث، بمساعدة السكان الذين حشدوا أنفسهم، لدرجة أنّ الحكومة اضطرّت إلى مطالبة السكان، بالتوقف عن التبرّع لرجال الإطفاء.

وسلوفيينا التي لا تملك طائرات متخصّصة في مكافحة النيران، طلبت مساعدة كرواتيا التي أرسلت طائرة، قبل استعادتها لإطفاء حرائقها الخاصّة.

وتدرس الحكومة السلوفينية، شراء أول طائراتها القاذفة المائية.

وفي العاصمة الألمانية برلين، اندلع حريق كبير الأسبوع الماضي، انطلاقاً من مستودع ذخيرة للشرطة في غابة ضربها الجفاف، وسرعان ما تمّت السيطرة عليه.

وحتى الآن، لا تزال العاصمة بمنأى عن مثل هذه الحرائق، إلّا أنها باتت مهدّدة بشكل متزايد بسبب مساحاتها الحرجيّة الشاسعة.

لكن المنطقة الأشد تضرّراً من الحرائق هي شبه الجزيرة الأيبيرية.

فقد شهدت إسبانيا، التي سيطر عليها الجفاف مثل فرنسا بسبب عدّة موجات حرّ هذا الصيف، دمار 245 ألفا و278 هكتاراً جراء الحرائق، خصوصاً في غاليسيا في الشمال الغربي.

ومع ذلك، تحسّن الوضع مع انخفاض درجات الحرارة.

كذلك، تكافح البرتغال منذ أكثر من أسبوع، حريقا في المحمية الجيولوجية العالمية المعترف به من قبل اليونسكو في منطقة جبل سيرا دا استريلا، والذي يبلغ ذروة ارتفاعه عند حوالى ألفي متر.

وتسجل إسبانيا أكبر مساحة من الأراضي المحروقة، تليها رومانيا 150 ألفا و528 هكتاراً، والبرتغال 75 ألفا و277 هكتاراً، وفرنسا 61 ألفا و289 هكتاراً.

وقال "خيسوس سان ميغيل" منسّق نظام المعلومات الأوروبي حول حرائق الغابات، إنّ "العام 2022 يعدّ عاماً قياسياً بالفعل" فيما يتعلّق بفترة الصيف وحدها.

ويعود الرقم القياسي السابق في أوروبا إلى العام 2017، عندما أتت النيران على 420 ألفا و913 هكتاراً في 13 أغسطس/آب، وعلى 988 ألفا و87 هكتاراً في عام واحد.

وأضاف: "آمل ألا نشهد شهراً مماثلاً لشهر تشرين الأول/أكتوبر من ذلك العام"، حين دُمّر 400 ألف هكتار في جميع أنحاء أوروبا في شهر واحد.

وما يساهم في اندلاع الحرائق الجفاف الاستثنائي في أوروبا، إلى جانب موجات الحر.

ولوحظت الظروف الشديدة الجفاف في كثير من الأحيان في البلدان المطلّة على البحر الأبيض المتوسط، ولكن "خيسيوس سان ميغيل"، أشار إلى أنّ "هذا بالضبط ما حدث في وسط أوروبا"، التي كانت تعدّ حتى الآن، بمنأى عن هذه الظواهر الجوية.

وعلى سبيل المثال، شهدت الجمهورية التشيكية حريقاً دمّر أكثر من 1000 هكتار، وهو ما يعد ضئيلاً مقارنة بالدول الأخرى، ولكنه أعلى بـ158 مرّة من المتوسّط بين عامي 2006 و2021 عندما كانت الحرائق لا تذكر.

وفي أوروبا الوسطى، لا تزال المناطق المحروقة صغيرة مقارنة بعشرات آلاف الهكتارات في إسبانيا أو فرنسا أو البرتغال.

وإلى جانب الحرائق في كرواتيا، كانت هناك 3 حرائق فقط في سلوفينيا و5 في النمسا. لكن استمرار الاحتباس الحراري في أوروبا بأسرها، سيُسهم في تصاعد هذا الاتجاه.

المصدر | فرانس برس

  كلمات مفتاحية

حرائق حرائق أوروبا الصيف ارتفاع درجات الحرارة

الاتحاد الأوروبي يرسل 3 طائرات إلى تركيا لمواجهة الحرائق

الجزائر.. حرائق غابات مدمرة تقتل 38 شخصا

الحرائق تطال 10 آلاف هكتار من محمية فريدة بالجزائر وتلتهم غابات بالمغرب