توقعات بالأسوأ.. الحرائق تضرب أمريكا واليونان وتداعياتها مستمرة في أوروبا

الأحد 24 يوليو 2022 11:21 ص

تتواصل الحرائق في الولايات المتحدة واليونان نتيحة موجة "الحر الشديد"، في الوقت الذي لا تزال تداعيات الحرائق مستمرة في أوروبا. 

واندلع حريق غابات كبير يمتد بسرعة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، بينما تضرب موجة من "الحر الشديد" عشرات الملايين من الأمريكيين في نهاية الأسبوع، فيما تتوقع أجهزة الأرصاد الجوية درجات حرارة قياسية في وسط الولايات المتحدة وشمال شرقها.

واندلع حريق "أوك فاير"، الذي وصفته السلطات بالـ"متفجر"، الجمعة، في مقاطعة ماريبوسا، قرب حديقة يوسمايت الوطنية وأكواخها العملاقة.

وامتد على مساحة 4800 هكتار، مدمرا عشرة عقارات وملحقا الأضرار بـ5 أخرى، وفق تقرير صادر السبت، عن إدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا.

وقُطعت طرق عدة وصدرت أوامر بإخلاء مناطق عدة، فيما لم تتم السيطرة على "النشاط الشديد" للحريق، الذي عمل أكثر من 500 إطفائي على مكافحته، السبت، بحسب المصدر ذاته.

ونقلت صحيفة "لوس أنجلس تايمز" الأمريكية عن مسؤولين تقديرهم إن محاصرته قد تستغرق أسبوعا.

وتم إجلاء أكثر من 6 آلاف شخص، وفق المتحدث باسم إدارة الإطفاء في كاليفورنيا، مضيفا أن موظفين من مختلف المجالات يتدفقون من جميع أنحاء الولاية لتقديم المساعدة.

وأعلن حاكم ولاية كاليفورنيا "غافين نيوسوم" حالة "الطوارئ" في مقاطعة ماريبوسا، السبت؛ بسبب "الخطر الشديد على سلامة الأرواح والممتلكات"، ويسمح ذلك بالإفراج عن تمويل.

وأكد عالم المناخ في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلس "دانيال سوين" أن الحريق "انتشر بشكل كبير في جميع الاتجاهات تقريبا (...) في سياق قابلية كبيرة للاشتعال، وجفاف شديد".

وأضاف على "تويتر": "يبدو أن سلسلة حرائق الغابات الصغيرة غير المدمرة التي شهدتها كاليفورنيا حتى الآن هذا الموسم قد انتهت".

وشهد الغرب الأمريكي في السنوات الأخيرة، حرائق "استثنائية"، من حيث حجمها وشدتها، مع امتداد ملحوظ جدا لموسم الحرائق، وهي ظواهر ينسبها العلماء إلى تغيّر المناخ.

ونشر شهود عيان صورا على وسائل التواصل الاجتماعي، لزوبعة ضخمة من الدخان الكثيف المتصاعد من غابة، مثل الإعصار، وهي ظاهرة خطيرة يمكن أن تؤجج الحريق.

وتعد الحرائق أحد أكثر العواقب المأساوية لموجة الحر التي تشهدها الولايات المتحدة في نهاية هذا الأسبوع، في منطقة تقع بين كاليفورنيا وأوريجون في الغرب، وتمتد إلى الوسط والشمال الشرقي.

ومن المتوقع أن تبلغ درجات الحرارة في هاتين المنطقتين ذروتها الأحد.

وقالت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية، السبت: "من السهول الجنوبية إلى الشرق، ستكون درجات الحرارة شديدة القسوة"، كما حذرت من هبوب عواصف رعدية شديدة.

وشعر سكان العاصمة واشنطن بحر خانق؛ حيث اقتربت درجات الحرارة الخط الرمزي لـ100 درجة فهرنهايت (38 درجة مئوية)، والذي يتوقع أن تبلغه أو تتخطاه، الأحد، للمرة الأولى منذ سنوات.

وكذلك لم تسلم نيويورك من الحر؛ حيث اقتربت الحرارة من 35 درجة مئوية.

ويمكن أن تصل الحرارة إلى 43 درجة في أجزاء من يوتا (غرب) وأريزونا (جنوب) والشمال الشرقي، وفق هيئة الأرصاد الجوية الوطنية.

وأدت موجة الحر إلى زيادة عدد الاتصالات بخدمات الطوارئ بسبب الوعكات الصحية المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة.

وقال مدير وكالة إدارة الطوارئ في منطقة تولسا في أوكلاهوما "جوزف كراليسيك"، لشبكة "سي إن إن"، إن "الحرارة هي القاتل الأول المتعلق بالطقس في الولايات المتحدة. إنها تفوق بكثير أي قاتل آخر مرتبط بالطبيعة".

وفي بوسطن، أعلنت رئيس البلدية "ميشيل وو" حالة "طوارئ بسبب الحر"، داعيةً إلى فتح الأماكن العامة والمسابح لمدة أطول، بينما قد تبلغ الحرارة 37 درجة، الأحد.

وهذا الأسبوع، أكد الرئيس الأمريكي "جو بايدن" مرة أخرى "الخطر الواضح والفوري"، الذي يمثله تغير المناخ، معتبرا أنه "تهديد وجودي لأمتنا والعالم"، لكن هامش تحركه محدود في الكونجرس والمحكمة العليا.

وسجل الكوكب عدة موجات حر هذا العام، منها في يوليو/تموز في أوروبا الغربية، وفي مارس/آذار وأبريل/نيسان في الهند.

ويعتبر تزايدها علامة على تغير المناخ، وفق العلماء.

وفي يونيو/حزيران 2021، أحدث ارتفاع كبير ونادر جداً في درجات الحرارة دماراً في كل الساحل الغربي للولايات المتحدة وكندا، ما أسفر عن مقتل أكثر من 500 شخص وتسبب بحرائق كبيرة، مع حرارة لامست 50 درجة مئوية.

وفي اليونان، تواصل فرق الإنقاد مكافحة 3 حرائق غابات رئيسية في الشمال والجنوب والشرق، فيما تخشى حدوث كوارث جديدة بسبب موجة الحر التي تضرب البلاد.

ففي جزيرة ليسبوس، يستمر الحريق الذي اندلع السبت وأدى إلى إجلاء مئات السيّاح وسكان منتجع فاتيرا الساحلي، بحسب رجال الإطفاء. وأفادت قناة "اي ار تي" بأنّ 4 منازل على الأقل دُمّرت.

وتتأثر اليونان بموجة حرّ منذ السبت، من المتوقع أن تستمر عشرة أيام على أن تصل درجات الحرارة إلى 42 درجة مئوية في بعض المناطق، ممّا يثير مخاوف من حرائق أخرى.

ةفي شمال البلاد، يواصل رجال الإطفاء بمساعدة متطوّعين لليوم الرابع على التوالي، مكافحة حريق عنيف في حديقة داديا الوطنية، المعروف بمستعمرة النسور. وأشار المتحدث باسم قسم الإطفاء إلى أن الحريق الذي كان صعباً بشكل استثنائي، أجبر السلطات على إخلاء القرية داديا مساء السبت.

وفي بيلوبونيز، تم إخلاء قرية كريسوكيلاريا مساء السبت بسبب حريق بالقرب من كوروني، وتتواصل المساعي لإطفائه الأحد.

وأدى حريق غابات في جبال بالقرب من أثينا الأربعاء، إلى إلحاق أضرار بعدد من منازل وأجبر عدة مئات على المغادرة.

ويأتي انتشار هذه الظواهر الجوية نتيجة للاحتباس الحراري وفقاً للعلماء، في ظلّ زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من حيث الشدة والمدة والتكرار.

ودمّرت موجة الحر وحرائق الغابات العام الماضي 103 آلاف هكتار، كما قتلت 3 أشخاص في اليونان.

يأتي ذلك في وقت لا تزال تداعيات حرائق الغابات المدمرة في عدد من الدول الأوروبية، نتيجة درجات الحرارة القياسية، مستمرة.

فقد أسفرت الحرائق الناتجة عن حرائق الغابات في إلحاق أضرار مادية كبيرة، ويعتقد مسؤولون فرنسيون أن مرحلة إعادة الإعمار وزراعة المناطق المتضررة ستتطلب وقتا طويلا ومكلفا.

ووعد الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، خلال زيارته إلى لاتيست دي بوش، الأربعاء، بـ"مشروع وطني كبير للتمكن من إعادة بناء المنازل وزراعة الغابات" بعد الحرائق التي ضربت منطقة جبروند وأدت إلى تدمير أكثر من 20 ألف هكتار من الغطاء النباتي.

وشهدت أوروبا أشد حرائق الغابات كثافة على الإطلاق على مدار السنوات الخمس الماضية، ومن المتوقع أن تعرف القارة فترات جفاف أسوأ مما هي عليه.

ويعود ذلك إلى ارتفاع درجة حرارة البحر الأبيض المتوسط بنسبة 20% أسرع من المتوسط العالمي، وفقا للأمم المتحدة.

كما تضاعفت مساحة الريف الأوروبي المحترق أكثر بثلاثة أضعاف خلال هذا العام، بسبب تفحم ما يقرب من 450 ألف هكتار، مقارنة بمتوسط 2006ـ2021 البالغ 110 آلاف هكتار.

المصدر | وكالات

  كلمات مفتاحية

حرائق غابات أوربا أمريكا اليونان

قطر تشارك في إخماد حرائق بتركيا

مصرع شخصين وإصابة 23 في حرائق غابات شرقي الجزائر

رقم قياسي.. حرائق الغابات تلتهم 660 ألف هكتار في أوروبا