الاتفاق النووي.. تفاؤل أوروبي وتحذير روسي وتحفظ إيراني أمريكي 

الخميس 25 أغسطس 2022 07:47 م

مع اقتراب عودة الاتفاق النووي الإيراني إلى حيز التفعيل، ونشر تقارير أمريكية، الشكل الذي يمكن أن يبدو عليه بعد أكثر من 16 شهرا من المفاوضات المتقطعة، تباينت ردود الفعل من الأطراف الرئيسية والوسطاء.

ويبدو أن الإعلان النهائي عن نجاح تلك الجهود أو فشلها سيتأخر إلى وقت لاحق بسبب الخلافات التي مازالت عالقة بين الطرفين اللذان يتفاوضان بشكل غير مباشرة

وفي 2018، أعلن الرئيس السابق "دونالد ترامب" انسحاب بلاده من الاتفاق من جانب واحد، وأعاد فرض عقوبات على إيران أدّت إلى شلّ اقتصادها. وردًّا على خطوة "ترامب"، قامت طهران بتسريع أنشطتها النووية بشكل حاد، وقيدت مراقبة وصول الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.

والأربعاء، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية "نيد برايس" إن بلاده تلقت تعليقات إيران على النص النهائي المقترح (للاتفاق النووي) من الاتحاد الأوروبي من خلال الاتحاد الأوروبي.

وأضاف: "انتهت مراجعتنا لهذه التعليقات. وقد أرسلنا ردنا إلى الاتحاد الأوروبي اليوم".

وجاءت تصريحات "برايس" لتأكد ما ذكره الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية "ناصر كنعاني" في وقت سابق الأربعاء، بأن طهران تلقت رد الحكومة الأمريكية على ملاحظات الجمهورية الإسلامية الإيرانية لحل القضايا المتبقية في مفاوضات رفع العقوبات، عبر المنسق الأوروبي للمحادثات مساء الأربعاء.

وتشمل الخلافات الرئيسية بين طهران وواشنطن شطب المنظمات المرتبطة بالحرس الثوري الإسلامي من لائحة المنظمات الإرهابية، وتقديم ضمانات بأن الإدارات الأمريكية المستقبلية لن تنسحب من الصفقة مجددا.

وبعد يوم من ذلك، وصف مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي "جوزيب بوريل"، الخميس، رد الولايات المتحدة على تعليقات إيران حول مسودة إحياء الاتفاق النووي بـ"المعقول للغاية"، لافتاً إلى أن "الاتفاق النووي في تقدم".

وذكر "بوريل" أن نجاح الاتفاق النووي "سيعني وجود مزيد من البترول في الأسواق" التي شهدت سجلت الأسعار فيها أرقاما قياسية منذ الحرب الروسية ضد أوكرانيا في فبراير/شباط المنصرم.

بدوره، اعتبر مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا "ميخائيل أوليانوف" على تويتر، أن "أي اقتراح لصياغة جديدة لمسودة الاتفاق النووي سيطيل أمد المفاوضات".

لكنه أضاف: "قد يكون الأمر مؤسفاً لكن لأطراف (الاتفاق النووي) الحق في طلب تغييرات في النص وفقاً للأعراف الدبلوماسية"، داعياً لـ"وجوب التحلي بالصبر".

والخميس، قال وزير الخارجية الإيراني "حسين أمير عبد اللهيان" إن بلاده "لا تستعجل" التوقيع على الاتفاق النووي إذا "لم تضمن النتيجة النهائية حقوق الشعب الايراني"

وحث "عبد اللهيان"، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إيرانية، الولايات المتحدة على "الجدية لكي نستطيع الوصول إلى المرحلة النهائية لمفاوضات" إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، كما أعرب عن جدية بلاده بشأن "قضايا الضمانات المتبقية".

وأوضح أن بلاده تدرس بـ"عناية" رد الولايات المتحدة، مشيراً إلى أنه في حال توصل الجانبين لـ"نتائج في الدراسات الفنية، فعند ذلك سننتقل إلى الخطوة التالية، والمتمثلة في عقد اجتماع بين وزراء خارجية الدول الأطراف لتبادل وجهات النظر"، في إشارة إلى الدول المنضوية في الاتفاق وهي فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين.

وأوضح "عبد اللهيان" أنه "لا تزال هناك بعض الاتهامات السياسية، التي لا أساس لها، توجهها الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد إيران، ويريدون أن يضعوا عظماً في الجرح متى شاءوا، وهذه المزاعم ناجمة عن الكيان الصهيوني المزعزع للاستقرار"، في إشارة إلى إسرائيل.

بدوره قال رئيس الوزراء الإسرائيل "يأيير لبيد" في بيان صادر عن مكتبه، إن بلاده ستعمل بكل الطرق لمنع إيران من أن تصبح دولة نووية

وأكد البيان أن رئيس الوزراء عقد اجتماعا مع رئيس الموساد تناول مخاطر العودة للاتفاق النووي

وعبر البيت الأبيض عن موقفه من الاتفاق النووي قائلا إن الرئيس الأمريكي "جو بايدن" سيوافق على الاتفاق إذا رأى أنه يصب في مصلحة الأمن القومي الأمريكي

وعقب في بيان صادر الخميس: "إذا كانت إيران مستعدة للوفاء بالتزاماتها وفق الاتفاق النووي فسنفعل المثل".

وأكد أن الدبلوماسية هي السبيل الأفضل للعودة إلى الاتفاق النووي وسنواصل إجراء المحادثات بشأن ذلك.

وعبر البيان عن استعداد واشنطن مع حلفائها لجميع السيناريوهات سواء تحققت العودة المتبادلة للاتفاق النووي أم لم تتحقق.

وفي وقت سابق، قالت مجلة تايم الأمريكية، إن من شأن التوصل إلى اتفاق أن يحدّ مؤقتا من قدرات طهران النووية، ويخفف العقوبات المفروضة عليها، وذلك سيحرر مليارات الدولارات من الأصول الإيرانية المجمدة.

وأضافت أنه بعد مدة وجيزة من التنفيذ الكامل للاتفاق، يمكن لإيران أن تضيف نحو مليون برميل يوميا من النفط إلى السوق، وهو ما سيحلّ جزئيا محل الخسارة الوشيكة للتدفقات الروسية المنقولة بحرا إلى أوروبا، ويدفع أسعار الطاقة العالمية إلى الانخفاض.

وأوضحت أن الاتفاق سيشمل نظام مراقبة صارما للتحقق من وفاء إيران بالتزاماتها، لكن القيود النووية المادية ستنتهي بعد عدد محدد من السنوات، وفضلا عن ذلك لن تشمل الصفقة أي أنشطة عسكرية إيرانية غير نووية.  

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الاتفاق النووي إيران أمريكا الاتحاد الأوروبي

واشنطن: أرسلنا ردنا على التعليقات الإيرانية بشأن النص النهائي للاتفاق النووي

إحياء الاتفاق النووي لن يكون كافيا لإنقاذ الاقتصاد الإيراني .. لماذا؟

وزير الخارجية الإيراني: المفاوضات النووية في مراحلها الأخيرة

مسؤولون أمريكيون: حل الخلافات مع إيران بشأن الاتفاق النووي قد يستغرق أسابيع

تحقيقات الطاقة الذرية ترجئ التوصل لاتفاق حول نووي إيران.. و4 سيناريوهات محتملة